ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:41
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
ما ان تولد فتاة في العائلة ..حتى تتحدد صورة مستقبلها و ترسم حياتها منذ لحظة الولادة المشؤومة تلك الى الممات ..فالبنت عار و عورة ووجودها شر و فتنة في جميع الموروثات الدينية و الثقافات التقليدية ..و المجتمع الذكوري يرفض ان يمنح لهذا الكائن الأقل درجة حقوق و حريات قد تهز و تهدد وجود طرف يسود الطرف الآخر..ويحاكي الرجال في مثل هذه البيئات ..الرب الذي يخلق بشرا ليعبدوه و يرسم لهم اقدارهم ..فيصبح الرجل في بيته ربا يخشى و يعبد وله حق التصرف بحيواة افراد العائلة و خصوصا الأناث ..حيث ان ذكور العائلة ورثة التسيد و الربوبية ..و هكذا تصبح الأبنة و الزوجة سلعة كباقي سلع البيت للرجال حق الأمر و النهي و على الأناث الطاعة العمياء...و كما للرب عقاب و جحيم ..للرجل كذلك ان يعاقب و يضرب و يهين ثم يسلب حياة من تخرج عن حدود سيطرته من ممتلكاته من الأناث..و من لا يمارس تلك السلطات يكون محط نقد و استهزاء من الآخرين في مجتمع الرجولة ...و المجتمعات التي يسودها رجال من مثل هؤلاء يعتبر فعل جريمة قتل الأناث لمجرد الشك في اخلاقها او حتى خروجها عن ما رسم لها من اقدار ...هي بطولة واجبة على من يمتلك تلك الأنثى و لو قصر هذا او تأخر في اداء واجبه الأجتماعي ذاك.. واجب غسل العار بالدم الرخيص ..ينتقد و ينبذ ممن حولة من رجال..
لا ادري من الذي اطلق تسمية جريمة شرف على هذا النوع من القتل فالجريمة دوما خالية من الشرف و لا يمكن ان تستعيد شرفا بل هي ما يسلب الشرف و الآدمية حين يتحول الأنسان الى وحش و يعطي لذاته الحق في سلب حياة فرد آخر لة كيان و وجود .. وكان يمكن ان يكون له مستقبل ..طالما ضلت المرأة في درجة اقل و ناقصة في نظر الرب و عورة لا بد ان تستر ..لن تتوقف جرائم الوحشية تلك و ستبقى المرأ ة سلعة تباع و تشترى بأسم الزواج و يعتدى عليها داخل منزلها من الوحش ذاته الذي قد يقتلها يوما لأنها فكرت في رسم حياتها من منظور مختلف عن ما حدد لها ..عندها يحتفل بذاك القاتل بطلا اعاد الشرف الرفيع بأراقة دم بريء مستضعف ..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟