أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - القيمة فى العمل(3) ماركسيون قوميون ضد الطبقة العاملة















المزيد.....


القيمة فى العمل(3) ماركسيون قوميون ضد الطبقة العاملة


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كان الدافع لكتابة هذه السلسلة المعنونة بالقيمة فى العمل، هو ما أثاره الصديق سامر سليمان حول اهمال اليسار لنظرية القيمة فى العمل برغم أنها ركن الزاوية فى الماركسية، و هى الأساس العلمى الذى تستند عليه الطبقة العاملة فى المطالبة بحقوقها التى يسلبها الرأسماليون، و لكن ما لا يعرفه البعض أن هناك من الماركسيين القوميين، وهو قول شبيه بالمسلمين الملحدين، يرفضون نظرية القيمة فى العمل، مستندين على دوافع قومية ووطنية، فالمسألة إذن ليست مجرد إهمال مقصود أو غير مقصود كما قد يظن البعض لقضية الطبقة العاملة الأساسية، ولكن لأن هذه النظرية تحديدا لا تساند رؤيتهم لكل من الاستغلال والقهر، الذى ينخرطون في النضال ضدهما على أسس قومية لا أسس طبقية، فالشيوعيون على حد تعبير أحد كبار كوادرهم فى مصر هم الأكثر تطرفا فى الوطنية من بين كل الوطنيين فيالها من خيبة.
سر الإهمال أو التشوية أو العداء لنظرية القيمة فى العمل من قبل هؤلاء القوميين، يرجع إلى أن هذه النظرية تقول ببساطة أن قيمة السلع الخام الزراعية والحيوانية و التعدينية لا بد وأن تكون أقل من قيمة السلع الصناعية، طالما أن العمل المبذول فى الإنتاج الزراعى والتعدينى أقل من العمل المبذول فى الصناعة، وهذا يفسر جزئيا، الفرق فى مستوى المعيشة بين البلاد التى تتخصص فى إنتاج المواد الخام، و بين مستوى المعيشة فى البلاد الصناعية، والراجع أساسا إلى الفرق فى الإنتاجية المرتفعة للعامل الصناعى، ومن ثم دخله المرتفع، وبين الإنتاجية المنخفضة للعامل الزراعى أو عامل التعدين، ومن ثم دخله المنخفض، فالعامل الزراعى قد لا يعمل فى أفضل الأحوال سوى بضعة أسابيع فى العام، فى حين يقف العامل الصناعى على خط الإنتاج معظم أيام العام، و فى حين يستخدم العامل الزراعى أدوات إنتاج بسيطة بذل في إنتاجها عمل أقل و من ثم قيمة أقل، يستخدم العامل الصناعى أدوات إنتاج أكثر تعقيدا بذل فى إنتاجها عمل أكثر ومن ثم قيمة أكثر، ففى حين يبلغ عمال الصناعة فى مصر 19% من قوة العمل، فإنهم يساهمون ب 30% من الدخل القومى فى حين يبلغ عمال الزراعة 30% من قوة العمل فأنهم لا يساهمون بأكثر من 20% من الدخل القومى، مع ملاحظة أن مستوى التصنيع فى مصر متخلف لا ينتج قيم بنفس المستوى المتقدم فى البلاد الصناعية. والجدير بالذكر أن دول البترول الثرية حالة استثنائية من القاعدة. لأسباب لها علاقة بقواعد العرض والطلب، فضلا عن المصادفة الجغرافية الخاصة بقلة عدد السكان فى تلك البلاد بالمقارنة بدخلها من البترول
نظرية القيمة فى العمل، تفسر ببساطة سر فقر بلاد المواد الأولية بالنظر لثراء البلاد الصناعية ، ليس على أساس أنها منهوبة من بلاد الصناعة الإمبريالية، بسبب ما يقال عنه التبادل غير المتكافىء بين السلع الأولية والسلع المصنعة، و هى نظريات يتغذى عليها اليسار القومى، فحتى مع التسليم بصحة وجود درجة من النهب فى ظل الاستعمار المباشر، فكيف نفسر استمرار هذا النهب فى ظل الاستقلال. و إذا كانت المسألة كما تقول مدارس التبعية ، هى أنه يوجد فرق بين العائد على نفس الإنتاجية بين الشمال الصناعى وبين الجنوب الزراعى والتعدينى، وأن هذا الفرق المتحقق يتم نهبه لبلاد الشمال من بلاد الجنوب، فحل المسألة ببساطة يكمن فى توحيد العائد على نفس الإنتاجية فى كل بقاع العالم، وهذا يمكن أن يتم بالتوحيد الكامل للسوق العالمى، ليس فقط على مستوى حرية التجارة كما هو الآن، ولكن بإطلاق حرية هجرة العمالة.
العمل الإنسانى هو المصدر الأوحد لكل ثروة مادية، جنبا إلى جنب مع الطبيعة التى تزود الإنسان بمواد عمله من أراضى ومواد خام وخلافه، و كل ما فى الطبيعة البكر من إمكانيات كامنة لتوليد الثروة الاجتماعية لابد وأنها تحتاج للعمل الإنسانى لتحويل تلك الإمكانية لواقع ملموس من الثروة، فقوة العمل البشرى هى التى تحول الأرض البكر لأرض صالحة إما للبناء أو للزراعة، فتصبح بذلك العمل ثروة اجتماعية، و قوة العمل البشرى هى التى تستخرج ما فى المناجم من معادن، تلك التى تظل بلا قيمة طالما ظلت فى المناجم، و لكنها تصبح بعد استخراجها بقوة العمل البشرى لسطح الأرض مواد لها قيمة معينة، وتكتسب قيمة أعلى عندما يتم توصيلها لأماكن صهرها، وبالصهر والصب والقطع والتشكيل وغيرها من العمليات تتحول تلك المواد الأولية الخام الموجودة فى الطبيعة لأدوات و آلات للعمل ذات قيمة أعلى من قيمة المواد الخام المستخرجة و المنصهرة، و كلما زادت العمليات التى تجرى على نفس الكمية من المعادن المستخرجة من المنجم خلقت منتجات أعلى فى قيمتها، و تستطيع قوة العمل البشرى أن تؤثر بأدوات وآلات العمل على المواد الأولية الخام و غير الخام لإنتاج المزيد من أشكال الثروة الاجتماعية، سواء فى شكل منتجات للاستهلاك أو وسائل للإنتاج، التى تتحدد قيمتها بما بذل فيها من عمل بشرى، وهى القيمة التى لا تكتسبها إلا بفضل هذا العمل، والأشياء التى توجد فى الطبيعة البكر، و التى لم يؤثر فيها عمل ما، هى أشياء لا تباع ولا تشترى، و لا ثمن لها، كالهواء و هو أكثر المواد منفعة لحياة الإنسان، وأكثرها قيمة استعمالية، و الذى برغم من ذلك نتنفسه دون أن يطالبنا أحد بثمنه، إلا إذا بذل فيه عمل ما، سواء بالتنقية و التعبئة مثلا فيصبح بذلك سلعة لها قيمة تبادلية أى ثمن.
فى بدايات الرأسمالية كان الاستغلال والقهر الطبقيين محدودين بالدولة القومية والسوق القومى، وما إن تمددت هذه الرأسمالية لتغزو العالم، ظل الاستغلال والقهر طبقيين فى جوهرهما، و إن تخطا الحدود القومية للعالم، فبترول الخليج ظل لملايين السنين فى باطن الأرض بلا ثمن ولا قيمة، وجاء الرأسماليون المنتمون للدول الصناعية بوسائل إنتاج متقدمة للتنقيب عنه واستخراجه، واشتروا قوة عمل مأجورة من مهندسين وفنيين وعمال مهرة وغير مهرة، ينتمون لجنسيات مختلفة محلية و أجنبية، وبواسطة عمل هؤلاء العاملين بأجر خرج البترول من آباره، ليصبح له قيمة، وهم أصحاب الحق وحدهم فى تلك القيمة، ونقلت هذا البترول الناقلات والأنابيب إلى معامل تكرير البترول، ليتحول بفضل قوة عمل معامل التكرير لمنتجات بترولية مختلفة ذات قيم مختلفة، وكان على شركات البترول أن تدفع للحكومات التى تسيطر على الأرض التى استخرج منها البترول، ريعا مقابل ما يتم استخراجه من بترول خام ، و هذا الريع جزء من فائض العمل المنهوب من العاملين بأجر الذين استخرجوا البترول، و قد تخلى عنه ملاك شركات البترول لحكام تلك البلاد الذين تشاركوا معهم فى نهبهم لعمال تلك الشركات، أيا كانت جنسياتهم، وبمرور الوقت، تراكمت النقود فى يد حكام تلك البلاد، ومنهم إلى بيروقراطيوها ثم التجار ورؤساء العشائر المحليون، وكل هؤلاء تحولو لرأسماليين بدورهم يبحثون عن الاستثمار من أجل الربح فى شتى أرجاء العالم، فغزوا البلاد المصنعة وغير المصنعة، مشاركين الرأسماليين من شتى البلاد استغلالهم للعمل المأجور عبر العالم، وها هو أكثرهم ثراءا الوليد بن طلال يحتل المركز الرابع فى قائمة الأكثر ثراءا فى العالم، ولا شك أنه تكونت مصالح مشتركة بين الرأسماليين الأجانب والمحليين، ومن ناحية أخرى، ولأن المنافسة على الموارد و الأرباح هى روح الإنتاج الرأسمالى، فقد نشأت صراعات بين هؤلاء الرأسماليين من أجل الأسواق والأرباح، كما تنشأ المنافسات بين اللصوص على مناطق النفوذ والغنائم، ولكن ما شأن العمال المنهوبين بالقصة، أن القوميين يقولون لهم أن اللص الرأسمالى الذى ينتمى لقوميتهم أو جنسيتهم أو دينهم، أولى بنهبهم من الرأسمالى اللص الغريب الذى لا ينتمى لقوميتهم أو جنسيتهم أو دينهم، وإن ثمة ما هو مشترك بينهم وبين إبن قوميتهم أو دينهم أو جنسهم أهم وأجدى من المشترك بين العمال المنهوبين من القوميات والجنسيات والأديان الأخرى.
وعلى هذا الأساس القبلى المتخلف فى حقيقته، يستند القوميون علي تلك الصراعات بين الرأسماليين فى نفيهم أو تأجيلهم أو تشويههم للصراع الطبقى، من أجل تفتيت الطبقة العاملة على أسس قومية، تنتهى فى النهاية لصالح الرأسماليين.و على مثل تلك البلاهة ينحاز المستهلكين المسلمين لشركة فودافون لأن أصحابها مسلمين، والمستهلكين المسيحيين لموبينيل لأن أصحابها مسيحيين، وعلى مثل هذا الجهل، ناهض القوميون سلاسل سوبر ماركت سينسبرى لأن أصحابها يهود برغم رخص أسعار بضائعها، ليزيحوها تماما من السوق المصرى، لصالح سلاسل سوبر ماركت مترو و هايبر و كارفور المرتفعة الأسعار، وبعد سنوات يشترى القطريون المسلمون سلاسل سينسبرى ليهدوها إلى الإسلام.
الحقيقة التى تسعى التيارات القومية والدينية إلى طمسها هى أن الرأسمالى لايسعى إلا لتحقيق مصلحته فى الربح على حساب قوة العمل، وهو فى هذا لا دين ولا قومية له، إلا أنه ولتحقيق نفس المصلحة فى الربح يلجأ دائما للأساطير القومية والدينية، ليجر ورائه العاملين بأجر فى صراعاته مع الرأسماليين الآخرين على الأسواق والأرباح.





#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيمة فى العمل(2) يحرمون القمار و يحللون المضاربة
- القيمة فى العمل(ا) يحرمون الربا و يحللون فائض القيمة
- المنزل ينهار و نتجادل فى وضع لوحة على الجدار
- كيف نقاوم ارتفاع الأسعار؟
- أصول النضال العمالى
- الحكام بين المستورد و المحلى الصنع
- الاستثمار فى الدين والغيبيات
- لماذا مالكولم إكس؟ وليس مارتن لوثر كنج
- موجز تاريخ المادة والوعى(11) كيف تنعكس الأشياء؟
- موجز تاريخ المادة والوعى(10) تطور الكائنات الحية
- موجز تاريخ المادة والوعى (9) الخلية الحية و أصل الحياة
- موجز تاريخ المادة والوعى(8) ظاهرة الحياة
- موجز تاريخ المادة والوعى(7) قانون البنائية
- موجز المادة والوعى(6) كيف نقسم الأشياء
- موجز تاريخ المادة و الوعى(5) من يحكم الواقع؟
- موجز تاريخ المادة و الوعى(4) الكون ، أين توجد الأشياء؟
- موجز تاريخ المادة و الوعى(3)كيف تترابط الأشياء
- موجز تاريخ المادة والوعى (2) كيف تتحرك الأشياء وتتطور من حول ...
- (1)الجسيمات الأولية اللبنات الأولى التى تشكل الوجود موجز تار ...
- التمويل : الفلوس ! الفلوس ! كل حاجة تيجى بالفلوس


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامح سعيد عبود - القيمة فى العمل(3) ماركسيون قوميون ضد الطبقة العاملة