جمال هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:33
المحور:
كتابات ساخرة
ليس جديدا على قناة الجزيرة القطرية ، تأييدها للإرهاب في العالم ، ولعبها دورالوسيط لإيصال رسائل الجماعات الإرهابية وخطاباتها ، مع فسحها المجال للمتشددين من رجال الدين كي يؤولوا القرآن والسنة حسب هواهم ، كما أن خطاب الجزيرة نفسه ملتبس في توصيف الإرهاب واتخاذ موقف منه ، لهذا السبب كانت لها مشاكل متعددة مع عدة دول عربية وغربية ، فالإرهاب في نظرها ليس إرهابا بل : > بمعنى أن تسميته الحقيقية هي الجهاد أو المقاومة رغم إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء وتدمير المنشآت وترويع الآمنين . كما أن مخطط أكبر العمليات الإرهابية في العالم أسامة بن لادن ليس سوى شيخا مجاهدا لنصرة الدين ، وكأن الدين الإسلامي لاينصر إلا على جثث الأبرياء من جميع الجنسيات وعلى أنقاض خراب الحضارة الإنسانية .
إذا كانت كل هذه الأمور جزءا من هوية قناة تفوح بترولا وبداوة ومعاداة للتحديث ، فإن أحدث خرجاتها > موقفها الملتبس من التفجيرات الإرهابية التي هزت الجزائر الشقيقة . فقناة الجزيرة غردت كعادتها خارج السرب ، وبدل الإدانة والشجب لما قامت به قاعدة الإرهاب في المغرب الإسلامي ، قامت باستطلاع رأي مشاهديها واستفسارهم عن تأييد أو معارضة هذه العملية ، وبما أن نسبة كبيرة من مشاهدي هذه القناة من المتشددين ، فلزاما البحث عن تبرير وتبييض لهذا العمل الإرهابي الحقير ، الذي ذهب ضحيته موظفون أمميون وأطفال مدارس ومواطنون تصادف الإنفجار مع مرورهم بالمكان المستهدف . إن محاولة إيجاد تبريرات للأعمال الإجرامية للإرهابيين ، محاولة تهدف في عمقها إلى مساندتهم ، وتشجيعهم على عمليات القتل باسم الدين . لقد غضب الكثير من الجزائريين وفي مقدمتهم عائلات ضحايا التفجيرات الإرهابية من هذا السلوك الإعلامي اللامسؤول ، الذي يفتح الباب لمؤيدي الإرهاب ، ويشكك في الموقف المبدئي لكل المسلمين الحقيقيين ، المدافعين عن دينهم المعتدل والرافضين لفقه الحقد والكراهية ، الذي ينشره بعض نجوم الفضائيات من فقهاء خمس نجوم . إن قناة الجزيرة بانتشارها الواسع ، واعتمادها خطا تحريريا شعبويا تسطيحيا ، يجاري <<الشارع العربي>> اللاعقلاني ، تلعب دورا خطيرا بمساندتها للإرهابيين ، وتشجيعها الشباب على الإقدام على الأعمال الإنتحارية ، بالإضافة إلى تصويرالإسلام كدين دموي يبني حضارته على أنقاض الحضارات الأخرى ، بدل أن يكون دين حوار وتسامح ، والغريب هو أن هذه القناة تبث برامجها على بعد أمتار من أكبر قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في الشرق الأوسط ، فهل فهمتم شيئا ؟
#جمال_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟