محمد جهاد
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 03:47
المحور:
كتابات ساخرة
في صفحة كتابات الغراء الالكترونية نشر احدهم مقالة في الشهر الماضي يمتدح ويمجد ويؤله دور المخابرات المركزيةالامريكيةالحضاري والانساني المشرق بل ويعتبر التعاون معها واجب اخلاقي وديني.
اتوقف هنا مع الوجه الانساني للموضوع رغم ان التحقيق يتطلب الابحار اولا في خلفية الكاتب ومن هو و انحداره الاخلاقي وانتمائه الحزبي ولكن موضوعا مثل هذه الطراوه لا يتناسب والبحث المزمع وانا هنا اعترف بانني اجهل كل الجهل كاتب المقال ودوافعه لتنويرنا بالحقائق التي جاءت في مقالته الانفة الذكر. ولا يحق لي ان اتهمه بانه من وعاض السلاطين او بوق من الابواق الرخيصةاو حتى من الذين يستانسون بالانبطاح تحت اقدام الاصنام وانا وكما اسلفت بانني اجهل كل الجهل كاتب المقال.
ولكني اعترف هنا بان المقالة اعلاه ارجعتني وبدون وعي الى ما قبل ثلاثين عام حيث كنا والعياذ بالله في عهد الشباب وكنا نزور حدائق الحيوان في متنزه الزوراء ببغداد وبدون وعي ايضا كنا نسترسل و نطيل التامل والنظر الى القرود البائسة في القفص الحديدي والارضيه الاسمنتية لها وما يتعرضون له من الاهانات والتعذيب النفسي على يد الزائرين الكبار والصغار وحتى من المشرف المختص لرعاية هذه المخلوقات البريئة. وكانت القرود اجمعها تستمتع بما يلقى اليها من الطعام فتتفحصه اولا ثم تبتلعه وليس على الجائع من حرج.
وفي يوم من تلك الايام وانا في قمة الاستمتاع بفعاليات هذه المخلوقات الرائعة اقترب مني شاب اعرفه معرفة قديمة ثم برفق همس لي مشيرا الى قرد احمر اللون منزوي ثم حكى لي حكايته المضحكة نقلا عن الحارس الامين على القرود. اورد لي بان القرد المذكور يقيس قطع الطعام الكبيرة الحجم بمقعده قبل ابتلاعها لانه يخشى ان لا يستطيع اخراجها لاحقا!!!!
ترى هل قاس كاتب المقال معطيات مقالته قبل ان ينشرها وهل يعتقد بان الذي لا يساند او لا يتعاون او لا ينخرط في صفوف المخابرات الامريكية خائنا لوطنه ولدينه؟؟
ارجو ان يغفر الله لنا.
#محمد_جهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟