أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عساسي عبدالحميد - التضامن مع ضحايا جرائم الشرف ليس دعوة للانحلال














المزيد.....

التضامن مع ضحايا جرائم الشرف ليس دعوة للانحلال


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 10:31
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


منذ أن كنت طالبا في الجامعة و أنا أقرأ في الجرائد عن جرائم الشرف التي تقع بين الفينة و الأخرى ببلدان قمعستان الممتدة من المغرب غربا إلى بلاد نفطستان شرقا، أي منطقتي الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، فهذا بدوي أردني قام بتكبيل ابنته ولفها بالكفن ثم وضعها على الأرض ليدوسها بالجرار دونما رحمة أو شفقة لأنها حملت سفاحا من أحد رفاقها بالجامعة، وهذا مصري من الصعيد نحر ابنته ورمى بجثتها في الترعة والجريمة حمل غير شرعي ، وهذا مغربي ينتخي لكرامته هو الآخر فينزل بعصا حديدية مسننة بكل ما أوتي من جهد على رأس وحيدته لأنها فرت مع من تحبه ورفضت الزواج بمن اختاره لها أبوها.

كل القتلة يسلمون أنفسهم للسلطة بعد ارتكاب الجريمة ثم تخفف عنهم الأحكام من الإعدام إلى المؤبد أو المحدد ثم تخفض العقوبة فيما بعد بمناسبة دينية أو وطنية مراعاة للشعور العام واحتراما للأعراف و التقاليد المتوارثة والساري بها العمل ، أمثلة حية بالآلاف في الأردن ومصر و اليمن و المغرب و بلدان الخليج .... وفي كل المجتمعات الذكورية ببلاد قمعستان المتسامحة مع الرجل إن هو زل والمتشددة مع المرأة إن رفعت من وتيرة صوتها أو أسمعت رنين خلاخلها أو اختالت في مشيتها ... فلا تسامح مع المرأة إن شم فيها رائحة الزيغ والهوى، فالخنق و الشنق مصيرها و بيد أبيها أو أخيها قبل أن تصدر المحكمة الحكم فيها ، في حين يبدي المجتمع الذكوري السلطوي تسامحا و حيزا واسعا من غض الطرف اتجاه الذكور القوامة نعم ذكور وليس رجال لأنه لا رجال ببلاد قمعستان ، فالفحل الفحل هو ذلك الذي يتذوق كل أنواع اللحوم البيضاء و السمراء وكل أنواع النهود والبطل هو من يتحلق النسوة حوله و يتشاجرن فيما بينهن للفوز بأريحيته و جوده و فحولته ورائحة عرقه ، فيصير له هذا مصدر افتخار لا مصدر عار كما هو الحال مع المرأة ولو دفع بها الخصاص و الجوع للارتكاب الرذيلة فلا رحمة مع صويحبات يوسف ....
المرأة في المجتمعات الذكورية الممتدة من الماء إلى الماء موءودة طرق و أساليب عدة، فقديما كان حنظلة العربي يئد بناته كنوع من أنواع الضربات الاستباقية لتفادي العار و الشنار في المستقبل عندما تصبح الصبية غادة تغري وتمشي الهوينا بين مضارب القبيلة حاملة جرتها لتملأها من النبع الزلال، فيلتقي بها أحد الفرسان أو عابرو السبيل فتكون نظرة ثم ابتسامة ثم قصيدة ...ثم ....ثم .... ثم بطن منفوخة.... و بكارة مشروخة...وكرامة مسلوخة فيحسم حنظلة الأمر قبل فطامها ...
وفضلا على أن المرأة في هذه المجتمعات مراقبة و قد ينزل عليها سيف الشرف القاطع بيد الأقرباء قبل حكم القضاء، فهي عورة.... حبل من حبائل الشيطان.... ثلاثة أرباع أهل جهنم من بنات حواء.... حقوقها مهضومة .... نسبة الأمية مستشرية بشكل كبير بين صفوف النساء... تمثيليتها في المؤسسات ضعيفة.... تحرم من حقها الطبيعي في الميراث، المرأة عرضة للضرب وكل أنواع الإهانات ...
========
التضامن مع ضحايا جرائم الشرف من النساء ليس دعوة للانحلال، فشيء جميل أن تكون مجتمعاتنا مخلقة و شيء أجمل أن ينضبط الرجل قبل المرأة، و أن يكون القانون فوق الجميع و أن تنزل أقسى العقوبات على من يرتكب حماقة في حق امرأة تحت ذريعة ما يسمى بشرف العائلة أو الديرة و العشيرة....





#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرة الجياع بالسعودية...
- طرق نظيفة و أرصفة منمقة بمناسبة مرور الموكب الملكي بمدينة سل ...
- شجرة عيد ميلاد لكل الأمم
- قال صدام تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..
- نبي الزهور و نبي القبور....
- فن العمالة والنفاق الحلال، طنطاوي الأزهر نموذجا....
- حج مبرور و سعي مشكور لقطيع معذور .....
- على هامش أحداث إسنا الإرهابية ....
- صليب مدينة ميلان يؤذي مشاعر المسلمين ....
- المرأة الكنعانية ....
- القاعود يدعو ملك الأردن للتصدي للحملة الصليبية على أمة الاسل ...
- زعيم الأقباط بزيوريخ ....ورسالتان ذات مغزى
- الحوار المتمدن... يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله ...
- كنائس بالسعودية، حلم يراود أزيد من مليون مسيحي بالمملكة.
- الشابان القبطيان.. جرجس وماريان ينطقان بالشهادتين على يد الش ...
- رسائل عدلي أبادير إلى من يهمه الأمر...
- مظاهرات بالخرطوم تدعو لإعدام البريطانية المدانة بالإساءة لنب ...
- الحجيج الفلسطيني العالق على معبر رفح ....
- خاطئة في بيت سمعان....
- مصر رهينة بين أيدي شياطين الوهابية..


المزيد.....




- كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء على العن ...
- مقتل 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنح ...
- أولى جلسات توجيه لائحة الاتهام بحق المتهمين في قضية الاغتصاب ...
- تقرير أممي: جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق في الع ...
- ابتكارات لمكافحة العنف ضد النساء في مناطق النزاع والحروب
- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عساسي عبدالحميد - التضامن مع ضحايا جرائم الشرف ليس دعوة للانحلال