امحمد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 11:52
المحور:
الادب والفن
مدن الوجع العربي
تلبس وطنا ينزف نفطا...
وهذا النزيف أصل الوجع
مدن الوجع العربي
شوكة في القلب سامقة
تكسرت فوق حاجز الصمت
في ظهيرة الوقت
تسأ ل عن أنسام الوطن
الغارق في البعد والموت
وتبكي دمعا لا ينسرب
مدن الوجع العربي كثيرة :
القدس، بغداد، بيروت ودمشق...
مدن الوجع العربي
زنبقة تنام على سواعد قنبلة
تنقش في قلب الوطن...
وشما من سحاب حزين
وتغطس في أعماق الموت
حتى القاع...
الغدر يؤاكلها ...
بل ينخرها
حتى النخاع...
كالذئب المهووس هنا وهناك،
ينهش في كل البقاع.
أنا القاتل والمقتول
أنت القاتل والمقتول
تعددت الأسباب...
والقتل واحد...
والصفقة واحدة...
والردة واحدة...
والنكبة واحدة...
تعددت الأسباب...
والحصار واحد...
فحطم حصارك
خذ جنسيتك
ماعادت لك جنسية
أصرخها بكل النبرات
ليس هناك من يسمعك
حطم قيودك،وضم الأرض
ما عادت لك أرض
امح اسمك....
واقتلع ما تبقى لك...
أعد الكرة من جديد
فماذا تبقى لك؟
في مدن الوجع العربي
وبعيون نصف مغمضة...
تسهر أشباح الموت
حول الليل المبعثر نجوما...
السماء لا تحرك ساكنا
الموت يهب الحزن لكل الفصول
جرحنا ينزف تاريخا عنيدا
ضمدته مدن الوجع
بثوب نكسة أخرى جديدة
وهي تنام قليلا...
وتستيقظ
كلنا أبناء النكسة ...
لنا البندقية...
والبسمة القاسية...
والأغاني الجميلة القديمة...
فلنردد معا، أنا القاتل
وأنت المقتول:
بأن القدس لم تمت
بغداد لم تمت
بيروت لم تمت
دمشق لم تمت
الوطن لا ولن يموت
فما تبقى من العروبة فينا
لم يمت...
رغم النزيف...
ورغم الوجع.
امحمد عزيز
أبي الجعد / المغرب/ غشت/ 2007
#امحمد_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟