(الى حسين عجة وخيالات الماضي ) ( 1)
تماديتَ في ليل الذاكرة
كمرآة الوجد
كالبحر يتغزل بطفولته،
يضفر أمواجه
ليبارك العذارى .
وأنتَ كالتائه
تبحث عن ظلك
هل كنت ظلاً له
أم ظلاً لذاتك ؟
( 2 )
استيقظتَ في متاهة المرآة
وانتظرت جمهورك
أيها الممثل ،
يا قدري .
( 3 )
حلمـتَ حتى تلفع
ظلك في الليالي الغافية ،
الليالي .. الليالي ،
أمام قمرها جدفت به .
وفي الخريف الذهبي
ندمتَ
فهبط المشردون
سلم الهاوية.
( 4 )
تململ أشباه الرجال
في مرايا المسرح
مكبلين ،
وحالما رأوا أقنعتهم
تتلألأ في كرات الثلج
دخلوا غابة النسيان .
يا لعنفوان المشهد
هل كان خيالاً
أم كابوسا ؟ .
(5)
فتاة الشمال
تساوم ملائكتها
في مدن ٍ
تمسد كلابها شبقاً .
أيها الشمال
أيها الشمال
هل رهن الشعراء
خيولهم في هذا الوادي .؟
( 6 )
يفتتن اللؤلؤ
بجماله
ليترك انطباعا في الشمس .
يا لسذاجة القمر !
ويا لبراءة الغابات
والمدن الحالمة .
( 7 )
هزأ الصيف بنا
في الشفق ،
ضرب الخريف بجناحيه
عيون غرقى البحر
حتى لا يعبروا الراين .
وعند دجلة قلما تنتظره المتبتلات .
( 8 )
اللعنة
كم من أطياف الحناء
ُتخفق
لتوقظ الصبايا ،
في القصر .
فوق الكرة رقصت إحداهن
سقطت
فقدت ذاكرتها
اتفض بيكاسو خلف الأبواب .
( 9 )
مر شبح في المقهى الليلي
يبيع سيوف ،
فتيل قنابل
وعيون أطفال .
حذرنا من البحر
المفتون بحيتانه
راقصا .
( 10 )
أيتها الليالي
كم يأسنا من المساء آت السرية !.
أين خيلائك
أيتها الليالي
أين ؟
( 11 )
تنزهنا على ضفاف الفرات
فجراً
وعندما هممنا بالعبور ،
عاد الغرباء مشياً
إلى سوق المدينة ،
ليبادلوا جماجم
اسماك
بتعويذة لخطوبة الدكتاتور المتكئ
على باب الجحيم
حتى يشاهد لوحة العطش للأسباني
ميند س .
( 12 )
أيتها الطبيعة لا تخذلينا
حتى لا يغضب
المساء .
هل كنتِ طبيعة صامتة
أم أن امرأة الأحلام
غٌيبت
في ذاكرة المرآة ؟ .
كوبنهاكن
شمال الكوكب