أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - انتصار عبد المنعم - إدكو ..مدينة الماء والرمال(1)














المزيد.....

إدكو ..مدينة الماء والرمال(1)


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 03:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إدكو
مدينة تقع شمال مصر ، على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، غارقة منذ الأزل في الماء والرمال. مابين ماء المتوسط شمالا وماء البحيرة المسماة باسمها جنوبا ، محاطة بكثبان رملية ناعمة تكسوها الخضرة في الشتاء فتبدو كجزر عائمة في حضن البحر.
في طريقك للمدينة قادما من الإسكندرية التي لا تبعد عنها أكثر من نصف ساعة في سيارة عادية ، ستمر على نقطة إلتقاء مياه البحر المالحة بمياه البحيرة العذبة ، دون أن يمتزجا ، متجاوران بحميمية مدهشة معجزة، وبهما تتجاور أسماك البحر وأسماك البحيرة .
عندما تصل ، ستكون في انتظارك رائحة السمك الطازج الذي يرقص فرحا بين أيادي الصيادين ، ينتظر منك نظرة، ينادي عليك الصياد ، يغريك بمنظر السمك البلطي الورقي والحساني والخنيني الذي يخفيه في جردل معدني ويغطيه بأعشاب البحيرة الخضراء، ويجذبك الآخر يغريك بسمك البحر الذي يلمع بلونه الفضي على طاولات خشبية، بائع أم الخلول الذي يقف على باب مجلس المدينة ، ينادي حلوة يا أم الخلول، تتعجب من هذا الكائن البحري الذي لا يزيد حجمه عن عقلة إبهامك، ولا تدري أنك بقليل من الملح والليمون ستحيله إلى أكلة شهية، ولا تتوقع أن يأتي لك أحدهم بحساء أبيض أوأحمر اللون وتكون أم الخلول هذه مصدره .
ربما يسرح بك فكرك في كيفية استخلاص أم الخلول تلك من البحر ، بأي حال من الأحوال لن تستطيع تخيل ما يجري ، فهناك على البحر ، صياد ادكاوي ، معه شبكة ضيقة الثقوب ، مثبتة بقوائم خشبية مثلثة الشكل ، لها يد خشبية بمثابة عصا التحكم في شبكته ، على ظهره أكياس رمل تثبته في البحر فلا يلتهمه الموج ، يجرف البحر بشبكته ، ينخله ، تخرج الرمال وتبقى أم الخلول ، يعود إلى الشاطئ ، ويتخلص من أكياس الرمال بالتدريج في رحلة عودته إلى شاطئ البحر، وعلى الرمال يجلس ليفرزها ويصنفها حسب الحجم ، والنوع ، فمنها البلدي الشهي ، والإنجليزي بلونه الأحمر الداخلي .
مازلت على المحطة أي في مدخل المدينة ، على يمينك محطة القطارات ، أعبرها ، هنا سترى كيف يصنع هذا القارب الصغير العجيب ، ذو الشكل الإنسيابي الطويل كقوارب فينيسيا العائمة ، ستراه ينساب في مياه البحيرة وعليه صياد وحيد ، أو برفقة ابنه الصغير، يدفع المركب بمدرة خشبية ( عصا خشبية غليظة)، يمسك بشبكته ثم يلقيها عاليا لتأخذ شكل غيمة دائرية ، قبل أن تهوى على سطح البحيرة تأسر أسماك البلطي والطوبار ، وتتعجب عندما ترى الصياد يخرج من الماء ( الجوبية ) وهي شرك معدني يشبه الشبك في تقاطعات خيوطه المعدنية ، قريبة من المخروط تتسع في قاعدتها وتضيق في أعلاها ، يضعها الصياد في البحيرة ويتركها ليعود إليها في اليوم التالي ليجد الأسماك حبيسة فيها .
وتشاهد صيادا آخر يخلع ملابسه وينزل في الماء ويغوص ، لا يبدو منه شيئ ، يتخفى بين نباتات البوص والبردي ، ثم تفاجأ به وقد أمسك بطيور الشتاء المهاجرة القادمة تبحث عن دفء الشرق ، تراه قيد طيور الغر والبلبول والشرشير , من أرجلها الملونة الزاهية ، وأمسكها بين يديه يتيه بغنيمته ، ثم يقف على أطراف المدينة يلوح بها لزائري المدينة أو عابريها ، مغريا إياهم ليبتاعوا منه كنزه الملون .





#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكن تسمعني بقلبك!!!
- نوافذ الأمل والألم
- هل تذكرون سرحان بشارة سرحان؟؟
- قيود بلا حدود
- البلكونة ..غرام وانتقام
- المدونون وجدار الصمت
- قصتان قصيرتان جدا
- معاقون أم معافون ؟
- جمهوريات المقاهى العربية
- وللبحر شئون
- قصة قصيرة بعنوان شهرزاد تستيقظ
- حدث في رحم ما
- أنا أحيي وأميت
- قصة قصيرة بعنوان غجرية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - انتصار عبد المنعم - إدكو ..مدينة الماء والرمال(1)