الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 10:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

هل هناك اوجه تشابه بين الكويت و "كيب تاون" عاصمة التمييز العنصري سابقا؟.
نعم هناك اوجه تشابه تكاد تقترب من جميع التفاصيل الكبيرة رغم ان كيب تاون "عاصمة جنوب افريقيا" قد انهت التمييز العنصري منذ سنوات.
في الكويت شعور طاغ بالغرور والكبرياء الفارغة واحتقار الاخرين وهو نفس ماكان يفعله البيض في كيب تاون ضد السود اصحاب البلد الاصليين.
في الكويت مهازل تبدأ بمجلس البرلمان وتنتهي بتعيين الوزراء وفي كيب تاون كان البرلمان يرى ان السود يجب الا يتعدو مرحلة العمل كخدم عند البيض ولانهم سود فهو سبب يكفي للايمان بهذه " الحقيقة".. وفي الكويت يعتقد النظام بما فيهم اعضاء البرلمان ان الناس الذين يعيشون في الكويت بدون جنسية وهم "البدون" يجب ان يرضوا بالعمل في المهن الدونية وان يظلوا بين السماء والارض اذ يكفيهم انهم يعيشون في الكويت.
اذا مرض الاسود في كيب تاون فله مستشفى خاص وصيدلية خاصة يستلم منها الادوية وفي الكويت اذا مرض احد "البدون" فعليه الا يفكر بمستشفى حكومي لانه سيطرد من هناك.
قبل يومين اوردت الانباء هذا الخبر"رفضت اللجنة التشريعية في مجلس الأمة الكويتي اقتراحا بقانون مقدم من النائبين سعدون حماد العتيبي وصالح أحمد عاشور بمنح الجنسية الكويتية بالميلاد وذلك للطفل المولود من أم كويتية وأب أجنبي وبقوة القانون على ان يكون له اختيار جنسية أبيه خلال سنة من بلوغه سن الرشد".
في الكويت كما في دول الخليج قاطبة هناك شعور مرضي يتلخص بان منح الجنسية لغير الخليجيين هو كارثة اخلاقية قد تسجل من احدى علامات يوم القيامة اما الكوارث الاخلاقية التي يمارسونها في بلدانهم او في بلدان فهي جزء من الواجب الاخلاقي الذي يجب ان يمارسوه باعتبارهم النخبة المنتخبة في هذا العالم ( ولا نريد هنا ان نذكر الفضائح التي مارسها الكويتيون حين نزحوا الى دبي ابان الغزو العراقي لبلادهم). ان امير الكويت وهو احد الرجال المحنكين دبلوماسيا يعرف جيدا ان المرأة التي اذا ولدت بطائرة تمر بسماء بلد ما فان الوليد يمنح جنسية ذلك البلد فكيف اذا كان من ام كويتية.
قبل سنة حقق احد االمدربين الاجانب انجازالاحدى فرق لكرة القدم الخليجية استحق عليه التكريم وخلال اجتماعات مطولة على اعلى المستويات بحثت في اغلى جائزة تقدم لهذا المدرب ، واستقر الرآي اخيرا على منحه الجنسية كأن هذا المدرب ينام في الشارع كما ينام "البدون" الكويتيون.
ذكر احد الشعراء الرائعين ومؤسس عشرات الخطوط العربية على الكمبيوتر واحد افضل الرسامين في الوطن العربي انه حين دعي الى حفل التجنيس في باريس قال له رئيس البلدية الذي قدم شهادات المواطنة " لنا الفخر في فرنسا ان تكون احد مواطنينا"
قال ايضا : لقد دهشت .. ربما كان هذا الرجل قال هذا الكلام لجميع المشاركين في حفل التجنيس ولكنها كانت تعني بالنسبة لي الكثير فقد عشقت فرنسا الى حد الموت".
هذه فرنسا وليست الكويت ايها السادة.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات