|
مخاطر مدمّرة للعدوان التركي ! 1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:10
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
فيما يلاحظ المراقبون السياسيون والعسكريون بالم وقلق شديدين، الضحايا المدنيين من الكورد العراقيين بسبب العدوان العسكري التركي على حدودنا الشمالية، والذي استهدف ويستهدف بشكل مباشر منطقة اقليم كوردستان العراق . . التي يرون في حلقاتها واطرافها الخارجية اضافة الى اطراف داخلية عراقية وكوردستانية، يرون فيها وكأنها خطة جديدة بدأت تُنفّذ في كوردستان العراق(1) . . التي لايمكن ان تكون صدفة، او بسبب حزب العمال الكوردي ب ك ك ، في الظروف القائمة الآن في العراق وفي عموم دول المنطقة . يرى قسم من المحللين ان العدوان التركي يحمل مخاطر اكبر مما قد يبدو في الظاهر، تنبع من ان اوساطاً عسكرية ايرانية نافذة تأمل بدخول القوات التركية الى كوردستان العراق اكثر اجزاء البلاد استقراراً الآن، لمحاولة ضرب الأمن فيها وبالتالي لزيادة الفوضى في عموم البلاد التي ترى فيها تشتيتاً واشغالاً وانهاكاً للقوات الأميركية الموجودة في البلاد، يؤدي الى تقوية مواقعها في الصراع حول المفاعل النووي، او في انتزاع شرعية لدورمباشر في حكم العراق او في اجزاء هامة منه. ويرى آخرون، ان الأوساط العسكرية التركية تتبع نفس الآلية المذكورة، سواءاً بدخولها المباشر في الصراع حول كركوك، محاولة توظيف واستغلال النواقص والثغرات المتنوعة، في جهود كبيرة تسعى لأحتواء القضايا المشروعة لتركمان العراق بشتى الوسائل، او بدخولها المباشر في الصراع الطائفي الأقليمي لمواجهة ( مشروع الهلال الشيعي) ؟! ان تاخر نمو الرأسمالية التركية ونموها المتناقض النهم، الذي ادى ويؤدي الى مزيد من افقار الفئات والطبقات التركية الكادحة والى مزيد من سياسات القهر والأستغلال القومي الشوفيني بحق شعوب الأناضول من القوميات غير التركية . . المترابط مع تاريخ حكامّها والظروف العالمية وموقعها الجيوسياسي، ومع عضويتها في الناتو، اضافة الى سياسات حكوماتها الخارجية التي لم تتخلَّ عن الروح العدوانية رغم الأصلاحات التي طرأت عليها، سواءاً في مواجهة مشاكلها مع بلغاريا، قبرص وغزوها، تهديدها بغزو سوريا ان لم تنفذ طلبها بتسليم السياسي الكوردي المعروف اوجلان. اضافة الى سياساتها الداخلية التي لم تعد خافية بحق الشعب الكوردي في تركيا، التي يصفها متخصصون بانها اضافة الى ماتقدم . . تعبّر عن خشية اوساط متنفذة من الفئات الحاكمة التركية، من النهوض القومي الكوردي وتحقيقه نجاحات على طريق الحقوق القومية العادلة في تركيا، لأنه سيعني بنظرها اضافة الى خسارتها لمشروع استغلالي قومي يدرّ عليها ارباحاً هائلة، فأنه قد يؤدي الى تحرّك شعوب الأناضول غير التركية، التي هي اضافة الى الشعب الكوردي . . اللاز، اليونانيين، البلغار، اقوام شمال وشرق تركيا من ارمن وآثوريين وايزيدية اضافة الى العلويين والأقليات العربية، والقومية والدينية والمذهبية المتنوعة الأخرى ... ويرى متخصصون بانه اضافة الى ان عضوية تركيا في الناتو لم ولا يمنع من ممارستها لسياسات انانية تنبع من مصالح فئاتها الحاكمة ومؤسساتها العسكرية ـ المالية وتعزيز واستمرارحكمها، كما ظهر في غزوها لقبرص ثم محاولاتها لتوظيف عضوية الجزء اليوناني من الجزيرة في الأتحاد الأوربي، لمصالحها هي . . العقارية، التجارية والعسكرية . تلك السياسات الأنانية التي اخذت تتصاعد بسبب العوائد المالية الهائلة التي بدأت تدرّ عليها بافتتاح انابيب وخطوط النفط العملاقة من دول بحر قزوين عبرها الى البحر الأسود، بعد قرار المجمع النفطي الصناعي العسكري الأميركي بحرمان روسيا من تلك الأنابيب ـ اضافة الى ارباحها الهائلة من مرور النفط الخام العراقي بها سواءاً الى ميناء جهان، او بواسطة الناقلات البرية ـ ، وبسبب تزايد دورها التجاري والسياسي الثقافي والديني في آسيا اثر انفراط عقد دول الأتحاد السوفيتي، اضافة الى الفرصة الذهبية لها التي تجدها في العراق والتي تحاول بشتى الوسائل مزاحمة المنافسين لها ، فيه . ويرى متخصصون، ان الأستثمارات التركية الكبيرة في اقليم كوردستان العراق يمكن ان لا تقي الأقليم ولا عموم العراق من مخاطر العدوان العسكري التركي النابع من شراهة البيوتات المالية والتجارية التركية الكبيرة المترابطة مع وفي احتكارات دولية اميركية وغيرها . . ويرون في العدوان التركي بداية تحمل نذراً خطيرة تزيد من احتمالات غزو عسكري تركي يهدف احتلال كلّ الأقليم جزئياً او كلياً، بتدخلها المتزايد في شؤون الأقليم، ودعمها لعدد متزايد من الحركات الأسلامية الكوردستانية العراقية بما فيها الأكثر تطرفاً، التي تأمل من ورائها تشكيل قاعدة اجتماعية ـ اقتصادية اوسع لها في كوردستان العراق باطيافها القومية والدينية . . وبالتالي في عموم العراق . لأهداف ستراتيجية ليست موجهة ضد كوردستان العراق وتجربتها السياسية الجديدة فحسب، وانما تهدف الى احتلال دائم لأبار كركوك النفطية، او الى فرض اعادة جدولة استثمارات وتشغيل تلك الآبار لصالح رؤوس اموال وشركات تركية وآسيوية واقليمية متوافقة معها او لصالح احتكارات نفطية اميركية باسهم تركية وبمردودات اكبر . . بحجج اخرى . . ضمن ظروف تشهد تزايد نشاط المحاور الأقليمية الطامعة بالعراق، التي تحاول ابتزازه وقد تحاول (احتلاله) على اجزاء او على فترات زمنية سواء كان عن طريق ميليشيات طائفية او عن طريق ضربات جوية باثارة حجج لتسويغها . . ضمن اطار مساعي (لعبة احتواءات الصراعات الأقليمية) التي تحاول اقطاب اميركية نافذة ممارستها في سعيها لأيجاد حلول لمشاكل النفقات الكبيرة التي ترهق الميزانية الأميركية في المرحلة القائمة المنظورة على الأقل . . كما ورد في تفسيرات لتصريحات متضاربة نسّبت للبيت الأبيض وللكونغرس وللحزبين الجمهوري والديمقراطي مؤخراً، تناولت محاولات ايجاد حلول للنفقات التي ترهق الميزانية الأتحادية الأميركية . (2) أن كثير من المعنيين يرون في العدوان التركي، عدواناً يمكن ان يتطوّر سريعاً ان لم يجر تصديّ فعال لأيقافه . . بسبب ظروف العراق والمنطقة الخطيرة من جهة، وبسبب تراخي . . وتباطؤ الموقف الأميركي في صدّ الخطر التركي منذ ان بدأ يلوح بوضوح عشية الأعداد لأنتخابات الرئاسة التركية الأخيرة الى ان وقع، والذي فيما يصفه قسم بكونه تعبير عن الدرجة التي وصلها استنزاف الخزينة الأميركية المعلن ! . . ترى اوساط أخرى بأنه يعبّر عن موقف الأدارة الأميركية الجديد بعد الأستنزاف الذي تتعرض له قواتها ، وحساب امكاناتها في تطبيق خطة B – H الداعية الى جعل مهمة الأنسجام مع انظمة المنطقة كمهمة اولى، لتأمين ظروف تساعدها على تخفيف مهمات وحجم قواتها. (يتبع)
21 / 12 / 2007 ، مهند البراك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1. راجع مقال الكاتب " حول تصاعد الخطر التركي " ، 11 / 7 / 2007 والمنشور في الصحافة والمواقع الألكترونية العراقية . 2. وتربط اعلان حساب فاتورة العمليات العسكرية التركية مع كل عملية عسكرية تقوم بها، بذلك الواقع.
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخاطر التقسيم على نار (هادئة) !
-
- الحوار المتمدن - والفكر المتجدد !
-
معاقبة مجرمي الأنفال وقضية مسيرة البلاد !
-
حول دور الأحتكارات النفطية في العراق ! 2 من 2
-
حول دور الأحتكارات النفطية في العراق ! 1 من 2
-
اللاجئون العراقيون وشرط ( الخدمة العسكرية) !!
-
الى المجد د. نزيهة الدليمي !
-
تشي جيفارا الأسطورة الحية !
-
لا . . لا لتقسيم العراق !!
-
العراق وجيشه و ورثة الدكتاتورية !
-
الطائفية السياسية : عليّ وعلى الجميع . . !
-
مذبحة الأيزيدية ... هل يريدون انهاء اطياف العراق ؟!
-
لا حل الاّ بانهاء نظام المحاصصة الطائفية !
-
كأس آسيا . . والآمال المقبلات !
-
على هامش اللقاء الأميركي الأيراني !
-
ثورة 14 تموز . . تأكيداً للروح وللقرار العراقي !
-
حول تصاعد الخطر التركي !
-
من اجل انجاح جبهة المعتدلين !
-
النفط وصناعة الفوضى والقطيع . . !
-
في رحيل المناضل المعروف سعود الناصري !
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|