أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة














المزيد.....

ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 13:07
المحور: الادب والفن
    


كنت أصغرهم وما أزال.
ريح الشمال حملتني ...
إلى هنا.
أحيانا أجد الحلّ في الكتابة,ومرات تتسع المأساة وتتعقّد.
في البيت العتيق,في أقدم الغرف,وحدي.
توجد بقعة مضيئة في الذاكرة.
توجد ثقوب وأغوار,الكثير من العسف والحطام.
كيف تكدّست طبقات اليأس وأنا في غفلتي!....اللحظات صارت سنين ثقيلة.
الأولاد كبروا والكبار ماتوا....يبست أشجار وقامت غيرها,والبيت الحنون أصابه الهرم, يترنّح....يميل على الغياب.
ما هذا يا حسين؟
تماسك,استعد ثقتك,اضحك ....جرّب الضحك عاليا أكثر وأكثر.... هل نسيت!
*
توجد 12 مليار عين مفتوحة في هذا العالم
وما يزال أعمى وبلا قلب
*
لولا القلم والورقة والكمبيوتر والأنترنيت والكتاب.....لانفجرت,ولما بقيت خلية في أعصابي سالمة.
حملت معي إلى حراما كتاب هنري ميشو" الرياضي في السرير_السيد ريشة", وعدني منذر بنسخة هدية,وأعطاني مصعب نسخة للقراءة الفورية.
ولأنني عجزت عن النوم,ولا رغبات عندي.
ربما يكون هنري ميشو صديقي لهذا اليوم :
لا تعتبروني ميتا,لأن الصحف ستعلن رحيلي. سأحاول أن أبدو أكثر تواضعا ما أنا عليه الآن. وسيكون هذا ضروريا,أعتمد عليك أنت أيها القارئ,أنت الذي ستقرؤني يوما ما, وعليك أيتها القارئة. لا تركني وحيدا مع الأموات,كجندي على الجبهة لم يعد يتسلّم الرسائل. اخترني من بينهم,اخترني بسبب قلقي الكبير ورغبتي الشديدة. وعندها كلّمني,أرجوك,فأنا أعتمد على ذلك....هنري ميشو _أكوادور 1929 .
شكرا ماري الياس.

علينا أن نتعامل مع جهلنا ووحدتنا مع نتعامل مع قارب نستقلّه. علينا أن نحاول أكثر فأكثر هذا السفر بلا حراك,هذا الاستكشاف الذي لا حدود له,في فضاء الداخل,في خصائصه الذاتية,في مجاهله البعيدة التي لا نعرفها. في الموضع الذي يتكلم فيه الجسد والروح اللغة ذلتها. لغة متحرّرة من كلّ قيد.
إنها لغة هنري ميشو_كتيبة خيّالة حقيقة مدمّرة ومخلصة....حوافر كلماتها تضرب بصلابة في الأرض,تقلب المعاني,وتقلب الأجساد وتدوس على الرؤوس_بطرافة ودون تكلّف_ وتمتع روح المسافر بلا حراك....ريشار ميتو.
شكرا ماري الياس ثانية, لا تحتاجين إلى تلك الدال.
هنري ميشو صديقي أيضا.
*
لو أنني بقيت في بسنادا, لو أن أيمن لم يتكلّم البارحة من باريس,ولا رلا من طرطوس, لو أنني أكثر ذكاء بقليل,لو أن أحدا يهمس في أذني_الآن_ انتبه ثمة ما يزيد جرعة الألم....لو أنني ألعب بحيوية ومرح...لو أنني أحترم الواقع لأحسن التعامل معه....لو كنت شخصا آخر,غير كلّ من عرفتهم أو سمعت بهم, ولا يهم رجل أم امرأة, أسود أم أبيض, غني أم فقير....ساعتها يمكن أن أرغب,..وربما أحبّ,الشخص الذي هو أنا_ الآن في هذه اللحظة,بدون ولو....وأصل إلى سرّ السعادة.
*
بيت ياشوط قربة مثقوبة ,في هذا الليل الحالك,لا شموع ولا أنوار احتياط,فقط زرزور السيجارة يحرّك يدي من الشفتين إلى المنفضة,حركات عمياء في عقل رجل مريض, يحاول أن يفهم,وأظنه اقترب كثيرا,لكن عكس الاتجاه الذي يريده ويقصده,حالم في الليل والنهار وتأتيه فترات متقطّعة من اليقظة. وعلى خلاف ما كان يسمع ويقرأ,بدأ يتكشّف له أكثر فأكثر,أن ما نسميّه"العالم الواقعي"ليس سوى حلم ثاني وثانوي,لما حدث مرة....ربما بشكل أصيل وفريد,ومحاولات تكراره عبث ولا جدوى....
والنتيجة الوحيدة بعد هذا العناد,المزيد من الخيبة والتعاسة.
.
.
"...عندما أجرّب شيئا"هيا,كفى,هذا ليس لك, أغلق هذا الشيء,هزّأت نفسك بما فيه الكفاية". لم أتلقى مساعدة أبدا,ولا فضل لأحد عليّ...."
....تستوقفني العبارات المكثّفة,تلك التي تحمل خبرات المرارة والعزلة الكبرى,محنّطة في الكتب وفي الزفرات المتقطّعة واليائسة,على باب العدم...,الهاوية تتسع......... سيان أن تعرف,هو الزمن يكومنا في سلّة مجاهيله الهائلة.
*
وصل الصباح والجمعة و 13 كانون أول إلى بيت ياشوط,دفعة واحدة.
صباح مثل غيره,في طياته الكثيرة تتكدس الأكاذيب والخيانات والطموح....وتتكدّس الأجساد في خليط فظيع,بين من تصارع للحصول على موطئ قدم ,وبين من تستسلم وتجرفها اللانهاية الغامضة.صباح مكرر في خطوطه العريضة,لكنه نادر وفريد في بصمته وأنفاس المتضرّعين على بابه.....أشرب المتّي مع عليا في بيت ياشوط,ويطوقنا سوء تفاهم أبدي,موروث,جوهري,خالد....من المستحيل تجاوزه.
.........أتخيّل هنري ميشو,يتلوّى في قبره مذعورا, ويستجدي بمختلف اللغات...أن يتقدم أحدهم وينقذ كتابه من يدي وقبضتي الفولاذية....أيها المسكين لا تعذّب نفسك أكثر. أنت وكل ما حلمت به واجتهدت لتدوينه,فقط تسلية صغيرة لي في مساء الخميس وصباح الجمعة....بماذا أخدمك يا سيدي!
ما كان ينقصني,بشكل خاص في حياتي حتى الآن,هي البساطة. وقد بدأت أتغير شيئا فشيئا.
.
.
أنقذوني من تعذيب حسين عجيب,انتزعوا كتابي منه,إنه يشوّه ويقطّع الصفحات والأفكار بفظاعة,أتقلّب في قبري وهو يلهو بروحي وكياني....
يا مسيو ميشو اهدأ....حاول أن تسترخي.
لن يفيدك الصراخ في شيء.
.
.
...لم يحالفني الحظ بأن التقي بأشخاص يحسنون الكلام,أو أني أصبحت تقريبا أصمّ تماما. عندما أموت,أريد أن يتم تشريحي. وعندها سألقى المديح لما وصلت إليه,رغم الظروف المادية الأسوأ التي أحاطتني دائما.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تسبح عكس التيار_ثرثرة
- دروب الهارب_ثرثرة
- قف......ممنوع_ثرثرة
- عجيب....في مجاله الحيوي_ثرثرة
- عبدة وازن وفراس سعد_ثرثرة وحوار
- فراشة على الأرض_ثرثرة
- مشكلتي في القراءة_ثرثرة
- التبوّل...متعة،ضرورة،مهارة أم فنّ!_ثرثرة
- كيف أضع نفسي مكانك...!_ثرثرة
- أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة
- يوم اعتيادي وماطر_ثرثرة
- فصول في الحكمة_ثرثرة
- سوناتا ضوء القمر_ثرثرة
- الكتابة المقدسة_ثرثرة
- رؤية القمر من داخل البيت_ثرثرة
- كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة