أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - وين كُنت يوم 14 تمّوز















المزيد.....

وين كُنت يوم 14 تمّوز


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 12:39
المحور: كتابات ساخرة
    


صحيحٌ أن لكلّ زمان دولة ورجال .

قبل ما يقارب الخمسين عاماً وقف فاضل الجمالي في محكمة الشعب ، إذ سأله المهداويّ ( لماذا كنتَ من الداعين إلى ربط العراق بالسياسة الأمريكية ؟ ) فكان جوابُ الجمالي بأنه يعتقد أنّ مصلحة العراق تتطلّب ذلك !! كان ذلك الجواب مُسقِطاً للجمالي سياسياً في حينه على المستوى الشعبي إذ كان الشعب في أوج حركته الثورية .

ها وقد مضى ما يناهزُ الخمسين عاماً ، مرّ العراق فيها بشتى أنواع الإنكسارات والخسارات بسبب سياسات حكام ديكتاتوريين تناوبوا الحكم تحت شعارات وطنية تارة كما في عهد عبد الكريم قاسم ، وقومية كما في عهد الأخوين عارف ، أو في عهد البعث العفلقي وما تبعه من الصدّاميين . خمسون عاماً سيقَ الشعبُ إلى حروب داخلية بين القوات المسلحة الحكومية والحركة الكردية أو إلى حروب خارجية بين العراق وإيران أو غزو الكويت وما تلاه من الحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة بإسم تحرير الكويت . فقد العراق في هذه الحقبة من الزمن مئات الألوف من شبابه وتمّ تدمير القاعدة الأساسية للإقتصاد ، ولكن لم يكن ذلك كلّ شيء فقد أدّت كل تلك المعاناة إلى تغيير جوهري في نفسية الشعب فأصبح متشائماً حول مستقبله بحكم ما فرضه النظام البوليسي من حرمانه من أبسط حقوقه في البحث عن سُبُل الخلاص من الوضع القائم . وقد أدى اليأس إلى التوجه إلى الله كي يكون العَون في تغيير ما ليس بالإمكان تغييره ، فشاعت التيارات الداعية إلى التعبّد ولبست النساءُ الحجاب وعمّ الإستسلام إلى القوة الإلهية للخلاص .

في هذه المرحلة التاريخية فقط تطلّبت مصالح الدول الإستعمارية العمل على تغيير النظام الذي كان حليفاً لها عقودا والإتيان بنظام جديد يلبّي حاجاتها المستقبلية بأسلوب أسهل من ما كان مؤاتياً للنظام السابق ، ومن هذه الأرضية كانت أعمالُ التهيئة لخلق الظروف الدولية المؤيدة والرأي العام العالمي المساند ، وكان الإحتلال وتغيير النظام بالسهولة التي حيّرت العقول ، إذ لم تتحرك القوة العسكرية العراقية للدفاع عن النظام وهي التي كانت تُعدّ القوة الخامسة عسكريّاً على المستوى العالمي ، ولم يتحرّك الشعب للدفاع عن أرض وطنه ضد القوات العسكرية الأجنبية التي دخلت البلد قاصدة إحتلاله ، بل بالعكس تماماً فقد كانت الفرحة عارمة على المستوى الشعبي لأن قوة ما قد أدّى فعلها إلى تغيير النظام الذي لم يكن في المستطاع إنهاؤه .

ليس دفاعاً عن الولايات المتحدة والإحتلال ، وليس بالتأكيد فقداناً للحس الوطني والغيرة على العراق ، ولكن للحقيقة التاريخية أنّي مؤمنٌ أن التغيير الذي جرى في التاسع من نيسان من عام 2003 كان حدثاً تاريخيّاً فتح أمام العراق الآفاق الرحبة للمستقبل الواعد ، وذلك بغضّ النظر عن ما حصل فيما بعد خلال الأربعة أعوام المنصرمة . فإنّ ما حدث أو سيحدث لا يمكن أن يعكّر الصورة الناصعة لذلك النهار الأبيض من تاريخ العراق الذي عاش خمساً وثلاثين عاماً في ليل مظلم أسود حالك .

نعم لقد تمّ تغيير النظام السابق ، الحليف للولايات المتحدة عقوداً ، على أيدي القوات العسكرية الغازية بقيادتها ، ثمّ جيئ بشلّة لتسلّم السلطة على ظهر دبابات الغزاة ؛ أقل ما يقالُ عن هوية أفرادها أن لا أحد منهم يستطيع الإجابة على السؤال الشهير للمهداوي الخالد ( وين كنت يوم 14 تموز ؟ ) .

مجلس رئاسة ، ومجلس وزراء وآخرُ للنواب ودستور" كلٌ عن المعنى الصحيح محرّفٌ " . توافقاتٌ بين أناس غير مخوّلين ، أستفتاء ثمّ إنتخابات أفرزت إستحقاقات لغير مستحقيها وكانت نتائجها إقصاءً لجميع الأحزاب والحركات السياسية العريقة في ماضيها الذي يشهد لها نضالها الوطني وشهداؤها الذين سقطوا على مذبح حرية العراق وسعادة شعبه .

في هذا الزمن العجيب في تقلباته ، أصبحت المقاييس لا تتطابق مع ما درجت عليها عبر السنين الغابرة ، فما كان يعيب السياسيّ من موالاته للولايات المتحدة أصبح الآن رمزاً للمباهاة .

خرّي .. مرّي ، في كلّ يوم والثاني نرى أحد سياسيينا قد طار إلى واشنطن للقاء المسؤولين ، فمنهم مَن يلقى الترحيب ومنهم !!!!! وسباقُ الجري في هذا المضمار على قدم وساق ، الكلّ يدعي وصلاً بليلى ، وليلى مخيّرةٌ في إنتقاء من يقدم العرض الأكثر سخاءً .

زار مؤخراً رئيس الوزراء واشنطن وألتقى الرئيس الأمريكي بوش ووقع معه إتفاقية لوضع أسس العلاقة المستقبلية بين العراق والولايات المتحدة . أن ما يُميّز هذه الزيارة وما تضمنتها من أعمال هو تزامنها مع زيارة رئيس كتلة الإئتلاف إلى الولايات المتحدة ، وذلك يعني أن الإتفاقية التي تمّ التوقيع عليها كانت بمباركة من ( سماحته ) . ولكن الذي يجلب النظر هو التصريح الرسمي الذي أعقب توقيع الإتفاقية والذي ذكر بأنها لا تتضمن أية بنود سريّة !!!. أن هذا التصريح يُذكّرنا بالتصريحات الرسمية التي كانت تُطلق في العهد الملكي البائد إبّان التوقيع على إتفاقيات حلف بغداد سيء الصيت والإتفاقية الثنائية العسكرية بين العراق والولايات المتحدة ، إذ كانت تؤكّد أن لا بنود سرية في تلك الإتفاقيات . ولأغراض المنطق وليس فقط من ما تكشف فيما بعد ، فإن كان الصحيحُ فعلاً أنّ الإتفاقية لا تتضمّن أية بنود سريّة فما هو الموجب لتضمين ذلك في تصريح رسمي . لقد تعوّدنا على التصريحات الكاذبة فهل هذه واحدة منها ؟؟

الإتفاقية لا تتصمّن بنوداً سريّة ، آمنّا وصدّقنا !! ولكن التصريح الصادر من فل كريكر مستشار السفير الأمريكي في العراق في مؤتمر صحفيّ صاحبه فيه المتحدّث العسكري بإسم القوات متعددة الجنسيات قد أورد ما يلي " إننا نعوّل كثيراً على الإتفاقية التي وٌقّعَت بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء التي تؤسس لعلاقة قوية بين البلدين على جميع الأصعدة !! ) مشيراً إلى أنّ هذه الإتفاقية جاءت وفقاً لمطالب القادة العراقيين .

فعلى مَ يا تٌرى يُعوّل هذا السياسي الأمريكي من بنود الإتفاقية إن لم تكن فيها بنودٌ سرية ؟؟

هنيئاً لنا نحنُ العراقيين النائمين واللّعبُ بمقدرات العراق جاري .

أما آنَ لنا أن نصحو ؟



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانونٌ مُتَمَيّزٌ
- تسطيحُ الفكر
- وأدُ مَجلِس الثقافةِ
- حبلُ الكذب قصير
- التظاهر بالوطنية
- مِكياجٌ مُستَورَد
- الفكرُللبيع ! !
- لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا
- آفةُ الخُنوع
- إلى أينَ ؟
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - وين كُنت يوم 14 تمّوز