|
القديس
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 11:51
المحور:
الادب والفن
تعرفت عليه بعد أن كنت قد سمعت عنه الكثير من النعوت ... بعضهم كانوا ينعتونه بالكافر ..والبعض الآخر بالمعتوه أو ( المسخوط ) وقلة قليلة من الناس كانوا يطلقون عليه القديس . لكنني لما عاشرته وجدته أقرب إلى القديس من أي شيء آخر . فقد وجدت روحه حالمة وطيبة ومرهفة لدرجة فظيعة . لقد كان يدرك كل حركات الناس وما يدور بخلدهم وبسرائرهم وكان يفهمني ويفهم ما يدور برأسي دون أن يكون مطلعا على أحوالي .. ذكاؤه خارق للغاية يصيب دون أن يخطيء . وإذا حدث وأخطأ فإنه لم يكن ليخطيء إلا في حق نفسه .وقلبه كان دائما مفعما بالحب لمن ( لا يحبهم أحد ) هكذا كان يقول لي أحب الفقراء والمضطهدين أحب المنبوذين والمعتوهين والحمقى . كانت حجته في ذلك أن هؤلاء هم الأولى بالحب والعطف لأنهم محتاجون إليه ..أما الأقوياء والسعداء لا أظنهم يحتاجون لذلك ..فأجدني والحالة هذه أمام منطق متين أمام شخص ليس ككل الأشخاص . ولسيما والحق يقال فأنا خبرت الكثير منهم حتى أصبحت وثيقة زواجي أطول وثيقة زواج لكثرة العقد والفسخ. وقد قلت له ذات مرة بأنه الزوج الوحيد الذي وجدت فيه نفسي فضحك مليا ولم يصدق رغم أنني كنت صادقة معه إلى درجة التضحية بحياتي من أجله . قلت له ذات يوم أحبك ياأحمد كان رده مخيبا لرجائي قال لي أنت وحش ..والوحش لا يعرف الحب وذات يوم سألني هو سؤالا لم أكن أتوقعه أنت سعيدة معي ؟ فترقرقت الدموع في عيني وأحسست بغبطة عارمة تملأ وجداني وقلت له انا بجانبك أسعد إمرأة في العالم ما أن سمع جوابي هذا حتى إنفجر باكيا بكاءا هستيريا حادا .. أدهشني لدرجة أنني لم أفهم سبب هذا البكاء ولا الخلفيات التي كانت مستترة من ورائه. بصراحة لما تزوجته شعرت أنني تزوجت فعلا . فقد بدت لي حياتي الماضية مع الرجال الذين تزوجتهم من قبله . سخيفة وخسارة فظيعة إلا أنني لم أستطع الإحتفاظ به فقد كان يطلقني بدون سبب ودون أن أقترف في حقه ذنبا صغيرا أو كبيرا .ولما وصلنا الطلقة الثالثة أحسست أنني سأضيع بدونه وكانت آخر ليلة معه أطعمني فيها بصاقه وكنت أحس بحلاوة لعابه كما لو أنني أبتلع سائلا أو ترياقا لروحي المنكسرة . وكان آخر سؤال وجهته اليه هل تحبني ياأحمد ؟ قال هذه المرة صادقا أحبك أحبك ( بزاف ) وكانت الدموع تنهمر من عينيه الحزينتين ثم افترقنا إلى الأبد ..
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ََA D I O S
-
ورشة الكون
-
الأوهام
-
صرخة يائسة
-
حوار من الداخل
-
سيدة الشعر
-
قصة مهداة الى الأخ الكبير مصطفى مراد
-
عشوشة والعيد
-
الكبش القاتل
-
اللوتس المترنح
-
دخان البحر
-
الركض المتسول
-
الدهشة
-
لوثة العيد
-
رمضان والقلة
-
وطني بين الأمس واليوم
-
عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة
-
الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -
-
شارون الكارثة
-
صدام الكارثة
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|