دفاع عن الشرف ام عن الجريمة

حذام يوسف طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:50
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

قبل مدة كتبت موضوع عن نظرة الرجل والمجتمع لمسأالة الشرف وكيف يقيسون مستوى الشرف لدى الفتاة .. والتأكيد دائما على شرف الفتاة .. وكأن الشرف محصور بها فقط ! فهل الرجل لايملك شرف !!!
أذن لماذا هذا الأصرار عندما يكون الحديث عن الشرف أو الألتزام الأخلاقي نتحدث عن مسؤولية الفتاة ؟ الموضوع الى هنا يعتبر طبيعي خاصة في المجتمعات الشرقية .. لكن عندما يكون الشرف حجة واهية لأرتكاب أبشع الجرائم وعندما يكون الشرف سبب مزيف لأستغلال النساء والفتيات ماديا وجسديا هنا يتعدى الموضوع كونه مسألة شرف بل سيكون جريمة مع سبق الاصرار والترصد .
نسمع كثيرا ونقرأ قصصا يشيب لها الرأس عن فتاة قتلت غسلا للعار لكن الحقيقة هي بعيدة تماما عن الاخلاق والشرف بل العار على المجرم الذي غالبا مايكون والد او اخ الفتاة أو أي شخص قريب منها او بعيد أستغلها جنسيا وقتلها حتى لاتظهر جريمته للمجتمع أو هناك الكثير من يقتلون أخواتهم طلبا للمال وعندما يتعلق الأمر بالميراث والخلافات حول من يأخذ أكثر من نصيب الميراث والكثير الكثير من الحوادث التي أرتكبت بأسم الشرف وهي بعيدة تماما عن كل مايمت للشرف بصلة فأين الحكومات من هذا الموضوع وكيف ستعالج هذه المسألة؟
هل سيبقى الشرف رهين خلافات عائلية او أتهامات كاذبة للمرأة ؟ ام سيكون هناك عقاب لمن يرتكب جريمة وبدون تحقق من الموضوع .يجب أن تكون هناك توعية جادة من قبل المسؤولين على أن الاخلاق تشمل الجميع والكل مسؤول عنها الكل وبدون أستثناء وتكون حملات واعية ومسؤولة عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وبكل موقع ومكان وحتى ممكن الاستعانة بملصقات تندد بهذه الجرائم التي باتت أعداد كبيرة من النساء وبأكثر من مكان فمن المسؤول وبمن تستنجد المرأة اذا كانت الدولة لاتهتم لهكذا موضوع ولمن تلجأ ؟ وهل سيبقى هذا الامر بيد مجموعة من المتخلفين اللذين يشرعون مايحلو لهم من تشريعات ، وستارا متينا يفصل بينهم وبين كل الديانات وكل الاصول .
حملات عجيبة وغريبة تطلب الأنتقام من النساء ولاندري من المسؤول عن هذه الحملات وهل هناك جهات تمول أو تشجع على هذا الارهاب هذا ماندعو له بأن تكون الصورة واضحة لدى الجميع ولاتبقى هذه الجرائم مدفونة تحت ستار الدفاع عن الشرف . والشرف والدين بريء منهم .

#حذام_يوسف_طاهر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات