الحوار الدائر حاليا بين الحزب الحاكم فى مصر والمعارضه والذى انتهى بخمسة احزاب حتى الان هو التجمع والوفد والناصرى والامه والاتحادى الديمقراطى والذى دعا اليه الرئيس مبارك لصياغة ميثاق شرف ينظم العلاقه بين الحزاب السياسيه فى مصر ,وما تواجهه هذه العمليه (الحوار) والذى تكرر ست مرات منذ تولى الرئيس مبارك رئيس الحزب الوطنى ورئيس الجمهوريه فى بدايه الثمانينيات حتى الان و فشلت جميعها , كلما اتابع ذلك اتذكر اطرف واغرب خبر صحفى كتبته فى حياتى ونشر فى جريدة (الاهالى ) المصريه التى اعمل بها تحت عنوان : بسبب الخصخصه : فلاح اراد ان يغيظ زوجته فخصى نفسه !!!!!
وملخص الخبر ان فلاحا فقيرا من قرية عمر بمحافظه الغربيه قام بمساعدة اخيه الحلاق باجراء عملية خصيان لنفسه حتى يغيظ زوجته النكديه التى تطرده كل يوم من فراش النوم لان غير قادر على توفير العيش الحاف لاولاده الفقراء بعد اخذت منه الحكومه الارض التى كان يزرعها واعطتها لاحد كبار الملاك تطبيقا لقانون العلاقه الايجاريه الاخير ,, المثير هنا ان العمليه فشلت ولم يعد هذا الفلاح الغلبان قادرا حتى على ان يشعر انه رجل وبالفعل خسر الرجل اعز ما يملك وسخر منه اهالى القريه وضحك عليه الكبار والصغار وخسرت زوجته ايضا وقالت فى فى حوار معى انها تتمنى ان تضحى باى شيئ حتى يعود زوجها كما كان .. وهذا لم يحدث طبعا ..
اتذكر هذا الموقف المثير عندما اطالع كل يوم موقع الحزب الحاكم على الانترنت ومواقع بعض احزاب المعارضه . وتعلن بعض قيادات الحزب الوطنى انها بهذا الحوار ستحرج المعارضه الضعيفه المسكينه وستغيظها امام الشعب مثلما حاول الفلاح الغلبان ان يغيظ زوجته .. وتناسى الحزب الوطنى انه عندما يعلن ذلك او يفكر فيه من باب الغيظ والاحراج فهو (يخصى نفسه) ويجعل الجميع يفقدون الثقه فيه اكثر واكثر وهذا ما حدث بالفعل . فالحوار كاد ان يفشل فى ظل الشائعات المتبادله حاليا بين الاطراف وترددها بعض صحف المعارضه من ان هناك اتفاقات غير معلنه حول موافقه البعض على موضوع توريث السلطه فى مصر وغيرها مثل مطالبة البعض بتصفيه عدد من التنظيمات السريه فى مصر .. وهو الامر الذى نفته الاطراف المتحاوره .. وحتى الان لا يوجد اى موقف يوكد نجاح الحوار الا البيانات المشتركه التى نقراها كل يوم وتقول بان الجميع متفقون والجميع موافقون والجميع متفاهمون والجميع متنيلون!!! فما المشكله اذن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يجب ان يعلم الجميع الحوار مع الحزب الحاكم باطل فالفساد يملاءة من القمه الى القاع والكذب وجرجرة المعارضه فى حوارت لتضيع الوقت صفة اساسيه فيه , فهبوا يا احزاب المعارضه الى التنسيق فيما بينكم اولا وجهزوا جماهيركم وثقفوهم واعملوا بضمير وعودوا الى صفوف الكادحين وراعوا ضميركم فى هذا الوطن واعلموا ان الديمقراطيه لا تمنح من جانب النظم المستبده بل تؤخذ ولو حتى بالقوه خاصة ونحن نواجه حزب كاذب ويفقد مصداقيته حتى بدون ان يدرى وهو يعتقد انه يضحك على احزاب المعارضه والصحف المحاصره بترسانة القوانين المعرفه
- فالحديث عن ميلاد جديد للحزب هو تكرار للأقوال التى ترددت فى مؤتمرات الحزب السابقة ، سواء المؤتمر الرابع ( يوليو 1986) حيث اقر الحزب تعديل نظامه الأساسى وخصص جلساته لمناقشة الخطة الخمسية التى كانت فى مرحلة الاعداد ، وفى المؤتمر الخامس (1989) ركز المؤتمر على مناقشة قضية البطالة ، وفى المؤتمر السادس (1992) نشر أنه "تمت عملية إعادة بناء الهيكل التنظيمى للحزب .. والتى تجلت بوضوح فى التطور التنظيمى الذى شهده هذا المؤتمر .. مما يدل على وعى قيادته بحتمية الاستمرار فى التطوير والاستفادة من امكاناته التنظيمية للتحول إلى حزب يمارس وظائفه وليس مجرد حزب يتولى الحكم" . وفى المؤتمر السابع ( يوليو 1998) بصفة خاصة والذى عقد تحت شعار " التنمية ومستقبل مصر " قيل أن المؤتمر قام بـ " تحديد هويته الفكرية " ورسم مسار العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة و" استند الى أسلوب الانتخاب فى اختيار قيادته " و" حدوث تطور نوعى فى أداء الحزب .. واستيعاب أكبر قدر من الأجيال الشابة فى محاولة لضخ دماء جديدة فى جسم الحزب .. ومجموعة المناقشات والممارسات التى شهدها المؤتمر لاتشكل فى مجملها تغييرا فى شكل وطبيعة الحزب قدر ما تعكس نوعا من التطور الإيجابى بإتجاه الفاعلية والتكيف مع متطلبات مقتضيات المرحلة الراهنة " كما قال قادة الحزب وصحفييه .
- اختار الحزب لمؤتمره الثامن شعار " فكر جديد " .. ومراجعة ورقة المبادئ الأساسية تكشف عن عدم وجود أى فكر جديد من أى نوع . فالورقة تعتمد السياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة ،وتتحدى الرأى العام عندما تقول " يؤكد الحزب على أهمية مواصلة مسيرة الديمقراطية من خلال تعزيز احترام الدستور وسيادة القانون والحريات العامة ، والتأكيد على مبادئ الشفافية والمساءلة فى العمل العام وحرية الصحافة والاعلام وتشجيع المشاركة السياسية بأشكالها ومستوياتها المختلفة ، والحفاظ على الحقوق السياسية للعمال والفلاحين " ، فممارسات الحزب والحكم قبل المؤتمر وبعده نقيض تام لكل هذه الادعاءات.
- وأكد المؤتمر الثامن للحزب الوطنى الديمقراطى غياب الديمقراطية الداخلية . فرئيس الحزب هو صاحب القرار الوحيد تقريبا ، فبالإضافة إلى أن له سلطة الاشراف والتوجيه لجميع تشكيلات الحزب ومستوياته ، فالرئيس يختص بترشيح الأمين العام واختيار الأمناء العامين المساعدين وتحديد إختصاصهم وإضافة خمسة أعضاء للأمانة العامة وإختيار أعضاء هيئة مكتب الأمانة العامة وإعادة تشكيل المكتب السياسى والأمانة العامة واختيار أمناء الأمانات المركزية واختيار ممثلى الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلسى الشعب والشورى واختيار رئيس وأعضاء أمانة القيم والشئون القانونية ودعوة المؤتمر السنوى للحزب والمؤتمر العام للانعقاد ودعوة المكتب السياسى للإجتماع ، واعتماد الهيكل التنظيمى واساليب العمل التى تضعها الأمانة العامة ، ولرئيس الحزب أن يختار نائبا له أوأكثر ويحدد اختصاصاتهم ،ويتشكل المكتب السياسى من رئيس الحزب ونوابه ( المعينين من قبل الرئيس) ورئيس الوزراء ( معين من قبل الرئيس ) ورئيسا مجلسى الشعب والشورى والأمين العام للحزب ( يعينه رئيس الحزب ) وثمانية أعضاء آخرون يختارهم المؤتمر العام ( بناء على ترشيح رئيس الحزب ) .والمكتب السياسى لايجتمع عادة إلا مرة واحدة أو مرتين طوال الفترة بين المؤتمرين رغم أن النظام الداخلى ينص على اجتماعه كل ستة أشهر
- وربما تكون أهم نتائج المؤتمر تولى جمال مبارك ( نجل الرئيس ) مسئولية لجنة السياسات ، وهى لجنة تم إستحداثها ، ومنحت إختصاصات واسعة بحيث يمكن القول أن هذه اللجنة إبتلعت اختصاصات الحزب كله السياسية والتنظيمية وذلك طبقا للمادة 46 من النظام الداخلى.
ويطرح هذا التصعيد للدور السياسى لجمال مبارك _ والذى عين فى 3 فبراير عام 2000 عضوا فى الأمانة العامة للحزب الوطنى بقرار من الرئيس حسنى مبارك _ قضية توريث الحكم لأبناء الرؤساء، وهى الظاهرة التى اجتاحت عدد من العواصم العربية ، ويطلق على هذه الظاهرة " الجمهوريات الملكية " أو " الجمهوريات الوراثية ".
ورغم أن الرئيس حسنى مبارك نفى أن تكون هناك نية لتوريث السلطة ، فالمؤشرات تؤكد هذا الاتجاه ، وهو أمر بالغ الخطورة فى ظل السلطات المطلقة لرئيس الجمهورية فى الدستور ، وتوليه السلطة عن طريق ترشيح ثلثى مجلس الشعب له ، والاستفتاء على إسمه دون منافس. ومجلس الشعب تحتكر أغلبيته الساحقة الحزب الوطنى نتيجة لتزوير انتخاباته والحصار المفروض على الأحزاب الأخرى والدمج بين أجهزة الدولة والحزب الحاكم واحتكاره لأجهزة الحكم المحلى والاعلام والصحافة القومية ، واستخدامه لامكانات الدولة والأجهزة الأمنية لفرض سيطرته على المجتمع ، وحالة الطوارئ المشهرة منذ مايقرب من 22 عاما حتى الآن . وتوريث الحكم يعنى استمرار إبعاد الشعب عن سلطة اتخاذ القرار واستحالة إجراء أى إصلاح سياسى أو دستورى فى المستقبل أو تغيير فى البناء السياسى والقانونى غير الديمقراطى القائم فى الأفق المنظور .فكيف نصدق هذا الحزب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟