احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:30
المحور:
كتابات ساخرة
نواب المحاصصة الطائفية والقومية اعني. فكل يوم نسمع مايكدر صفو راحة بالنا ويعطل عمل البرلمان, نحن الذين ننتظر منه النهوض بواقع مواطننا العراقي ويخفف عن كاهله معاناة سنين - يوم نواب يتغيبون عن جلساته وآخرون يحضرون لكنهم غير موجودين. كتل تنسحب لاسباب واهية ثم ترجع. نائب يعتدي على زميله من قائمة اخرى. ونائب يقود عصابة قتل وتهجير طائفي وآخر يدافع عن جيش عقائدي يقاتل جيش الدولة من تحت قبة البرلمان. وازاء كل هذا, ليس هناك من حسيب او رقيب, فترتيبات المحاصصة وتوزيع الغنائم تستدعي تغاضي طرف عن ممارسات الطرف الآخر والا... والعياذ بالله مما سيتبع هذه ال " الا". حتى انهم لايعطون بالا لتذمر المواطن, فموعد الانتخابات القادمة لازال بعيدا ولازال هناك مجالا لغرف المزيد من اموال الشعب وتعمير الجيوب.
عطلهم تنتهي لتبدأ اجازاتهم المرضية خارج الوطن ثم يعقبه عيد لايرى هلاله الا بعيون طائفية فيمتد الى ماشاؤا وليس الى ماقدر الله ... وما ان يجلسوا حتى يحصل الخلاف على برنامج الجلسة واولوياته. فرئيس المجلس المشهداني يؤجل على مزاجه مشاريع قوانين يراها الآخرون ملحّة , لترفع الجلسة قبل ان تبدأ لأداء صلاة الظهر ثم الغداء وقيلولة ضرورية لاستعادة النشاط , لينتهي يوم آخر وجلسة أخرى من جلسات مجلسنا الموقر. ومواطننا ينتظر الفرج. وكذلك مشاريع القوانين التي تخص حياة المواطنين اليومية والمستقبلية يمكنها ايضا ان تنتظر الاقرار ... فهي على كل حال ستحسم خلف الكواليس في مساومات واتفاقيات توزيع الغنائم وحسب توازنات القوى وماافرزته على الارض. حتى نواب الشعب الحقيقيين الساعين الى تجاوز المحنة والنهوض بواقع الحال, كبلّوا بفعل مناورات ومشاحنات وهيمنة نواب المحاصصة. والخاسر الوحيد في كل هذا المواطن البسيط ... عموم الشعب ثم الوطن الذي مزقوه على مقاساتهم الطائفية والعنصرية المقيتة.
وآخر نائبة بلّونا بها كان حجهم الجماعي الى مكة في هذه الظروف العصيبة التي نعيشها, طمعا في الامتيازات التي يحصل عليها النائب الحاج, والبلاش ماينحاش, ناهيك عن امتيازات مابعد الحج المعنوية وبرستيج الحجي.و لكن "ياما ضيّع الحجاج في دروب مكة". اما نحن فسيكون لدينا برلمان حجاج لكن بدون مصداقية. فتذكر اخي المواطن يوم الحساب لهؤلاء اعني يوم الانتخابات القادمة اما يوم الحساب الآخروي فيتكفل به رب العالمين ليأخذ منهم حقوقننا. واعيادكم كلها سعيدة.
#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)
Ihsan_Jawad_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟