|
"منتدى العمل النسائي" ينظم يوم المرأة العالمي
حلا عبد الهادي
الحوار المتمدن-العدد: 107 - 2002 / 4 / 20 - 21:20
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
نساء يقلن لا للاحتلال ونعم لرافضي الجندية
"نساء يقلن لا للاحتلال ونعم لرافضي الخدمة"، كان شعار الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي نظمه "منتدى العمل النسائي" يوم الجمعة 8 آذار في المركز الجماهيري هدار بحيفا. جمع الاحتفال بين نساء عربيات من الداخل ومن القدس الشرقية المحتلة ويهوديات من تل ابيب وحيفا منهن شابّات يرفضن الخدمة بالجيش، وسادت الاممية وروح العمل المشترك من اجل الاهداف المشتركة روح المهرجان.
اسماء اغبارية، عضو المكتب التنفيذي لدعم، التي تولت عرافة الحفل مع ختام نعامنة، عضو اللجنة المركزية لدعم، بدأت المهرجان بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء الذين راحوا ضحية الظلم والاحتلال.
في مواجهة دائرة العنف التي لا يُرى لنهايتها افق، وفي وضع يدفع فيه الشعب وحده ثمن اخطاء قيادته من الطرفين، كان لا بد من كلمة سياسية القتها ميخال شفارتس، عضو المكتب التنفيذي لحزب دعم والمنسقة القطرية لمنتدى العمل النسائي. وقد ناقشت شفارتس الفكر السائد لدى اوساط شعبية واسعة باننا امام حرب ابادة اما ان تقضي فيها اسرائيل على الشعب الفلسطيني واما ان يقضي فيها الشعب الفلسطيني على الاسرائيليين، وقالت:
"اننا نرفض هذه الفكرة، اذ من المستحيل ان يقضي شعب على شعب آخر، ولا تزيد افكار كهذه الامور الا عنفا وتدهورا. ثانيا نحن نؤمن بالقيم الانسانية والاممية، وبامكانية الحياة المشتركة والسلام الحقيقي اذا لم يكن مبنيا على التفوق والاستغلال".
واضافت شفارتس: "من البداية قلنا ان اتفاق اوسلو كان كذبة كبيرة، وفعلا بعد ثماني سنوات من الاتفاق انفجر الشعب الفلسطيني ضده. اليوم نقول ان هذه الحرب التناحرية الدائرة بين اسرائيل والفلسطينيين هي ايضا كذبة كبيرة، ولا يمكن ان تقود لدحر الاحتلال".
واشارت شفارتس الى ان كلا من شارون وعرفات لا يزالان يناديان بسلام الشجعان والعودة الى المفاوضات ويؤكدان رفضهما للعنف، واكدت ان القيادة الفلسطينية تتمتع بحصانة، وتساءلت اذا لم تكن السلطة عدوة اسرائيل فضد من تدير اسرائيل حربها؟ واجاب الجمهور النسائي ان العدو والضحية هو الشعب الفلسطيني.
ولخصت شفارتس بالقول: "ان دورنا، هنا في اسرائيل وفي المناطق المحتلة، هو نفس الدور - بناء قوة سياسية معارضة للقيادات التي تؤدي بشعوبها لمزيد من حمام الدماء، وتقوية المعارضة لنهج اوسلو الذي يثبت سيطرة اسرائيل على الشعب الفلسطيني، والنضال المشترك من اجل السلام الحقيقي المؤسس على المساواة الحقيقية بين الانسان والانسان والشعب والآخر، دون احتكار ودون تفوق واستغلال لطرف على حساب طرف".
وبرز رد فعل الوفد من القدس الشرقية على روح المهرجان وبالذات ازاء ظاهرة الشباب اليهود رافضي الخدمة العسكرية. فرحّبت نهلة غوشة باسم نساء القدس العضوات في جمعية معاً النقابية، وعبرت عن تأثرها من مشاركة نساء عربيات ويهوديات رغم الظروف الصعبة، وتمنت ان "يتحقق السلام العادل ليعيش العرب واليهود بحرية كاملة".
وقد لعب اعضاء "منتدى دعم رافضي الجندية لدوافع ضميرية" في المهرجان دورا مهما. وكان المهرجان فرصة لاول لقاء بين نساء عربيات من انحاء البلاد وبين هؤلاء الشباب والشابات. وقد حيت عريفتا الحفل هؤلاء الشباب، ومنهم يغئال روزنبرغ ويئير حلو، الذين يضحون بحريتهم ويدخلون السجون لايمانهم بعدالة القضية الفلسطينية.
يعارا شحوري، النشيطة في منتدى رافضي الجندية والمتطوعة في مركز البقاء مع اطفال يافا، قدمت شعرا من انتاجها الفني عبرت فيه عن قلقها العميق من الحرب التي تشعر انها "تتقدم كالصاعقة" ولا يربطها بها الا الخوف او الجرأة او الرفض. وقد ترجم شعرها الى اللغة العربية.
الفنانة الممثلة عدينا بار اون المتطوعة في منتدى العمل النسائي قالت في تحيتها للمهرجان: "يصعب علينا ان نرى ما هو ليس ملموسا، ونادرا ما ندرك اننا نستطيع باجسادنا واصواتنا ان نغير الواقع ونجعل الامور غير الموجودة، موجودة فعلا".
طال متالون، وهي رافضة جندية وعضو في المنتدى لدعم رافضي الجندية، قدمت عرضا مسرحيا من تأليفها تصور فيه اتهامات المجتمع الاسرائيلي لرافضي الخدمة العسكرية والضغط الكبير الذي يتعرضون له في سبيل الدفاع عن مبادئهم. جاء في النص: "متهربة من الجيش؟ كلا بل صاحبة مبادئ. مبادئ ثابتة كالصخر. قومي احتلي، قومي اجرحي، قومي اقتلي، قومي يا صاحبة المبادئ ثم افرحي واضحكي ثم اختفي وانتهي وابلعي مبادئك. صاحبة مبادئ؟! بل متهربة انتِ".
رافض الجندية هيلل غورال من "منتدى رافضي الجندية" عبر في كلمته عن استعداده لدعم الحق والحقيقة وعن اختيارة الحياة على ان يموت في سبيل الدولة الصهيونية التي تعتدي على حق شعب آخر.
بعد التحية التي رفعتها للنساء المشاركات في هذه المناسبة النضالية وللمرأة الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال، قالت سامية ناصر خطيب، عضو المكتب التنفيذي لحزب دعم ومديرة مركز البقاء في مجد الكروم: "ننتهز الفرصة في هذا اليوم لنضع امامنا مهمات واهداف اساسية نسعى لتحقيقها تدريجيا حتى نعيد للمرأة ولو جزء ضئيل من حقوقها المسلوبة ومكانتها التي صودرت منها". واكدت خطيب ان المرأة العربية في البلاد متضررة اضعافا مضاعفة بسبب وضع الحروب والبطالة والفقر، وفي هذا المجال احصت خطيب اهداف منتدى العمل النسائي:
"لقد فهمنا ان المرأة لا تستطيع تغيير وضعها وحدها، لذلك اسسنا "منتدى العمل النسائي" بهدف اعطاء النساء الادوات المناسبة لتقويتهن وتدعيم ثقتهن بانفسهن. من خلال المحاضرات التربوية والتعليمية نهدف لتعريف النساء بالطرق الامثل لتربية انفسهن وابنائهن على اساس الاحترام، ومن خلال النقاش الحر تعطى الفرصة للنساء للتعبير عن انفسهن ومشاكلهن الشخصية بكل صراحة". هذا واكدت خطيب ان السبيل الوحيد لتحويل المرأة الى عنصر فعال داخل المجتمع هو من خلال توعيتها وتثقيفها وايمانها بنفسها وبقدراتها على الانتاج والابداع.
في فقرة مثيرة تم تكريم النساء المتطوعات في الاعمال الجماهيرية المختلفة لمراكز البقاء وجمعية معاً، وقد دعيت الى المنصة متطوعة تلو اخرى، من فرع انتاج افلام الفيديو الى مساعدة الاطفال الى العمل مع العمال والعاطلين عن العمل والعمل الفني مع النساء والكتابة في مجلة الصبّار... وكان العدد الكبير من النساء المتطوعات اشارة الى الروح الشابة المعطاءة بلا حدود التي تشهد على الامكانيات الكامنة في تغيير الواقع.
في الفقرة الاخيرة من الحفل تم تقسيم الحضور الى اربع ورش عمل ناقشت موضوع "المرأة والاشتراكية"، "مبادئ العمل النسائي"، "حركة رافضي الجندية"، و"المرأة في ظل الاحتلال". شاركت النساء في النقاشات وانسجمن فيما بينهن وعبرن عن آرائهن بشكل حيوي جدا.
قبل الختام تبنى الجمهور مبادئ منتدى العمل النسائي (انظر اطار)، واختتم المهرجان بنشيد الاممية، نشيد العمال والعاملات في العالم اجمع.
منتدى العمل النسائي
اعلان المبادئ الذي تبناه المؤتمر في يوم المرأة العالمي 2002
"منتدى العمل النسائي" يرفض احتكار الرجال للسياسة والانتاج والابداع، ويسعى لرفع مكانة المرأة في المجتمع حتى تحصل على المساواة الكاملة بالرجل، وتتحرر من قيود العمل المنزلي، والآراء المسبقة، والتمييز القانوني والاجتماعي والاقتصادي بحقها، وتأخذ دورها في المجتمع في كل المجالات.
المرأة ليست اقل شخصية وامكانيات وحقوقا من الرجل. ان تدني مكانتها يضعف المجتمع كله الذي يبقى متخلفا اقتصاديا واجتماعيا وخاضعا لنظام العائلية والطائفية والسلبية. ان تحرر المرأة لا يأتي الا بتحرر المجتمع ككل، ونضالها هو جزء لا يتجزأ من تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال وتحرر الطبقة العاملة من النظام الرأسمالي.
فيما يلي نص المبادئ والمطالب التي استخلصت من النقاش بين عضوات المنتدى في مجد الكروم، وتم تبنيها في يوم المرأة 8 آذار 2002:
1. فتح اماكن العمل امام النساء، وتوفير ظروف عمل ورواتب ملائمة، والقضاء على ظاهرة البطالة والاستغلال بحق العاملات.
2. تمكين الامهات من الخروج الى العمل، وفتح روضات اطفال باسعار مناسبة، وتوفير وجبات ساخنة في المدارس والروضات واماكن العمل. لفرض هذه المطالب لا بد من تنظيم العاملات في نقابات عمالية.
3. فتح اماكن التعليم والتعليم العالي امام المرأة، وتشجيع البنات على اكمال التعليم العالي، ومحاربة ظاهرة الزواج المبكر، والنضال من اجل التعليم المجاني وفتح فرص التعليم امام الجميع بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
4. الغاء كل القوانين التي تعتبر المرأة ملكا لاهلها وزوجها، واحترام شخصيتها وطموحها في الحياة والزواج والطلاق وانجاب الاطفال، وتوفير امكانية عقد الزواج والطلاق المدني. هذا الامر يتطلب الفصل بين الدين والدولة والغاء الطابع الديني للدولة.
5. توفير مشاريع سكنية للازواج الشابة في القرى والمدن العربية، وتمكينها من العيش خارج نطاق العائلة الكبيرة التي تُحكم سيطرتها على الازواج الشابة، وعلى المرأة خاصة. يجب فتح الامكانيات امام العرب للعيش اينما شاؤوا وكسر نظام التقسيم العنصري بين المدن والقرى اليهودية والعربية.
6. فتح اماكن العمل امام النساء المثقفات. هذا يتطلب الغاء التمييز العنصري في اسرائيل بحق المواطنين العرب رجالا ونساء، والتخلص من ظاهرة المحسوبية وسيطرة المخابرات على الجهاز التعليمي والوظائف الحكومية، وابطال اي قانون يميز ضد العرب (مثل قانون المواطنة).
ان الطريق لتحقيق هذا التغيير يستدعي اولا تجنيد آلاف النساء لمنتدى العمل النسائي، وتحويله الى اطار جماهيري حتى يتحول الكم الى نقلة نوعية تمكننا من فرض التغيير.
يسعى المنتدى لاقامة علاقات مع حركات نسائية وعمالية في العالم تشاركه هذه المبادئ. ان المكانة التي حققتها المرأة اليوم هي نتيجة تراكمية لنضالات ثورية مستمرة منذ مئات السنين، ولمواصلة هذا النضال علينا بناء قوة اممية عالمية تناضل ضد الرأسمالية والاستعمار اللذين يعيقان تقدم الانسانية، وتسعى لبناء نظام اشتراكي عادل.
لصبار 151 نيسان 2002
#حلا_عبد_الهادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|