|
تكتيك مكشوف
عطا مناع
الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:41
المحور:
القضية الفلسطينية
تشهد الساحة الفلسطينية حراك سياسي داخلي بهدف إعادة اللحمة للنسيج السياسي الفلسطيني الذي يعيش اصعب مراحله، سواء من حيث الممارسة أو الشعار الذي اصبح يفتقر إلى المضمون الذي يعزز مصداقيته، وبما أن فصائل العمل الوطني باتت عاجزة عن إحداث تقدم في الحياة السياسية الفلسطينية وبالتالي فهي بحاجة لجرعة لاعادة التواصل مع جماهيرها، وهذا صعب بسبب ما ارتكبت هذه الفصائل من أخطاء تصل لدرجة الخطايا بحق الشعب الذي كان ولا زال مصدر وجودها واتخذت منة مادة للصراع الداخلي مما افقدها إمكانية الاستمرارية ومراكمة الإنجازات الوطنية والمجتمعية. المبادرات التي طرحت لراب الصدع الفلسطيني تعد بالعشرات، مبادرات دفنت في مهدها وكان الفشل حليفها، مما يدفعنا للتساؤل عن أسباب هذا الفشل وخاصة أن استمرار الوضع على حالة ينبئ بالمزيد من الأزمات وتفاقم الأوضاع على الأرض وبالتالي إحداث تفاعلات داخلية تمهد لظهور قوى جديدة تنفي القديم الذي بات لا يعبر عن تطلعات الشعب الذي أيقن اقتراب نهاية قوى في طريقها الى الانقسام والتشظي. لم تبقى شخص أو فصيل فلسطيني إلا وادلى بدلوه للخروج من حالة الانقسام والجمود الداخلي الفلسطيني، وهناك مبادرات بريئة تهدف جمع الشمل الوطني ومنها المبادرات والتحركات التي قامت بها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وبالتحديد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي، إلا أن هناك من يضع العصا في عجلة إعادة اللحمة مما يدفع المراقب لوضع علامات استفهام وتعجب على التكتيك الذي تمارس القوى المتصارعة، هذا التكتيك الذي يخر بط الأوراق الوطنية ويعيدنا الى نقطة الصفر عند ظهور بارقة أمل للجلوس على طاولة الحوار التي يفترض أن تكون هدف استراتيجي وحتمية فلسطينية غير خاضعة للتلاعب. وإذا كان الكل الوطني مجمع على ضرورة الخروج من النفق المظلم الذي ادخل فيه الشعب الفلسطيني باهدافة وقواه وشرائحه الوطنية، فما هي العوائق أمام تجاوز الأزمة الحالية التي تحظى بإجماع يشدد على ضرورة تجاوزها بأقل الخسائر، وكيف يمكن إسقاط ورقة التوت عن من يتلاعب بمصير الشعب، وماذا عن القوى والشخصيات التي تستخدم حصارنا وفقرنا وموتنا المجاني لصالح اجندات معادية، وكيف يمكن أن نقول للأعور أنت اعور دون لف أو دوران. كانت الأشهر الماضية ثقيلة على الشعب الفلسطيني وعلى كافة الصعد ليتكالب علية الأعداء التاريخيين والطبقيين واصحاب المصالح الإقليمية، لدرجة أن اللعب بينهم اصبح على المكشوف، الأشهر الماضية تشير أن مصلحة الشعب في أدنى سلم أولويات القوى الداخلية، حيث شرع القتل والتخوين، ليدوسوا المحرمات الوطنية التي حافظ شعبنا على قدسيتها في احلك اوقاتة، أن سياسة اللعب على الانتماء الوطني لضرب الآخر تكتيك مكشوف، واعتبار المنكل بهم في غزة تكتيك مكشوف، وحظر حماس في الضفة الغربية تكتيك مكشوف،الكثير من الممارسات التي تعيشها في الوطن المحتل تعطينا إشارات واضحة أن القوى المتصارعة تتلاعب بنا،الاعتداء على المصليين في عزة ... اعتماد سياسة الهراوة في الضفة وغزة... الاعتقالات واستباحة المؤسسات... التصريحات النارية... هذا يقول سنصلي بالمقاطعة ... وذاك يؤكد أن حماس اخطر من الاحتلال... الوطنيين في غزة من وجهة نظر الناطق باسم حماس مجرمون... وعناصر حماس من وجهة نظر رام اللة خارجون عن القانون، أليس هذا تكتيك مكشوف من القوى المتحكمة بالحياة السياسية في فلسطين، وخاصة انهم لا يلقوا بالا لعملية الذبح المستمرة لنا في غزة والجرائم اليومية للاحتلال في الضفة الغربية. أرى أن ادعاء الأطراف المتصارعة الحرص على إعادة الأوضاع في فلسطين الى ما قبل انقلاب حماس كذبة مكشوفة، وكل يوم يمر يصعب الجلوس على طاولة الحوار، أرى قوى خفية تتحكم بالواقع الفلسطيني، هذه القوى تابعة لجهات لها مصلحة بديمومة الأزمة، قوى غلبت مصالحها على مصلحة شعبها، وانخرط في لعبة ستأتي على اليابس والأخضر، وتدفع بالشعب وقضيته الى المجهول، الذي بدأت ملامحة جلية في التفكك والانغلاق والعشائرية بشكلها السلبي والانحدار القيمي والأخلاقي. نحن نعيش في مرحلة المخاض التي تتوقف عليها شكل المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد الحسم الذي قامت به حماس في غزة، ومرحلة الفلتات والتقوقع التنظيمي والسياسي الذي اخذ بعدة الفئوي، وبدون مشاركة قوى المجتمع السياسية والمجتمعية الفاعلة سيسفر المخاض عن مولود مشوه، وبديل هذا المولود أن يتداعى الشعب الفلسطيني بتوجهاته المختلفة لقرع جدران الخزان وتشكيل قيادة موحدة للشعب الفلسطيني، قيادة حقيقية تضع المصالح الوطنية العليا نصب عينيها، قيادة تتسم بالشفافية والوضوح وعدم الوقوع في الخطيئة، خطيئة أنصاف المواقف التي أصبحت مرض ملازم للقوى الصغيرة، نحن بحاجة الى قوى تكشف التكتيكات المشبوهة وتضع حدا لها، قوى تعتمد الشرعية الجماهيرية ولا تعترف بسلطة الهراوة والزنزانة،قوى تلفظ الفاسدين والمنفلتين وتجار الوطن .
#عطا_مناع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
-
مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية
-
أن نفرح ونحتفل...نعم.. ولكن
-
العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار
-
هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
-
أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
-
هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
-
امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
-
حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
-
الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
-
الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
-
الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
-
انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
-
ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
-
هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
-
مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
-
غزة والضفة والسنوات العجاف
-
انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
-
يهود اولمرت شكرا لك
-
حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
المزيد.....
-
واشنطن تتهم إيرانيا بالتخطيط لقتل ترامب
-
ترامب يستعين بالكلاب الآلية لتعزيز حمايته (فيديو)
-
الخارجية الإيرانية: اتهام طهران بالسعي لاغتيال مسؤولين أميرك
...
-
تحديث.. فرز الأصوات بين ترامب وهاريس بالارقام والعدد الإجمال
...
-
لقطات دارمية لانفجار مفاجئ لسيارة يتسبب بأضرار بمنازل ومركبا
...
-
كيف نساعد أطفالنا في التغلب على التوتر؟
-
خطة شاملة لوقف ذوبان -نهر يوم القيامة الجليدي-
-
ضفادع تشيرنوبل تتكيف مع الإشعاع دون التأثير على الشيخوخة أو
...
-
ديلي ميل: النظام العالمي الجديد لترامب وخططه
-
مستشار سابق في البنتاغون يؤكد موقف ترامب من زيلينسكي فور نفا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|