خدر خلات بحزاني
الحوار المتمدن-العدد: 2136 - 2007 / 12 / 21 - 05:54
المحور:
كتابات ساخرة
لدينا مثل شعبي يقول (كلما تسمن الدجاجة، تضيق فتحة مؤخرتها) ويتم ضرب هذا المثل عندما يغتني احدهم، فيزداد بخلاً أو يقلّ كرمه وعطاياه عن أيامه عندما كان (نحيفاً) أو فقيراً..!
بصراحة، لم أجد غير هذا المثل (غير المحتشم) ينطبق على حالة حكومتنا المنتخبة، هذه الحكومة التي كانت نحيفة وضعيفة وخفيفة ورشيقة قبل عام مضى..
أما اليوم، ما شاء الله.. فان دجاجة الحكومة تتبختر بشحمها وهبرها المترجرج الذي اكتنزته بفعل التحسن النسبي للوضع الأمني، وأيضاً ـ وهذا الأهم ـ بفعل ارتفاع سعر برميل النفط إلى حدود المائة دولار..
هذه الزيادة، وهذه الخيرات زادت من كمية الشحوم على جسد دجاجتنا المدللة، ولكنها للأسف ضيّقت الخناق على (فتحة الخير) التي تفيض بالبيض الذي ننتظره..!!
فقد أتانا الخبر اليقين والحزين، بأن حكومتنا المبجلّة ستقطع من الحصة التموينية ـ المصابة بالكساح أصلاً ـ المواد التالية (الشاي، البقوليات، الحليب المجفف للكبار، الصابون، ومساحيق التنظيف)
وبالرغم من أنني كنت اكره درس الرياضيات وكنت كسولاً فيه، إلاّ إنني أتذكر ما يسمونه (علاقة التناسب العكسي)، حيث إن قطع هذه المواد من الحصة التموينية، سيوفر مئات الملايين من الدولارات لخزينة الدولة، و في نفس الوقت ستزداد كمية الشحوم المتكدسة على دجاجتنا المحبوبة.. بينما في الجانب الآخر (الجانب الأسوأ) ستزداد نحافة المواطن المسكين وستتوسع فتحة مؤخرته أكثر وأكثر، وربما ستتوسع وتكبر تلك الفتحة إلى الدرجة التي يمكن للدجاجة الحكومية السمينة والعزيزة أن تستعملها كـ (قنّ) للمبيت فيه ليلاً، وربما إحتماءاً به من لصوص الدجاج..!!
ومع إن الخوف كبير في إصابة دجاجة الحكومة بانسداد الشرايين أو بجلطة قلبية بسبب الشحوم الزائدة، إلاّ إن الخوف الأكبر يأتي من المواطن الذي ربما سيدفعه الجوع والملل من شوربة (الماجي) إلى التهام الدجاجة عن طريق فتحة الفم ـ هذه المرة ـ في تحدٍ سافر للتحذيرات الحكومية من انتشار أنفلونزا الطيور وحصبة الدجاج والسعال ألديكي، وآنذاك، ربما ستضطر الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ والبدء بحملة مكثفة للعثور على دجاجتها التي اختفت في احد الأقنان، كما ستضطر حكومتنا الرشيدة إلى استيراد (30) مليون (كف طبي مطاطي) للبحث عن الدجاجة في (30) مليون قنّ بشري..!!
وبينما الحكومة تبحث عن دجاجتها، سنردد هتافاتنا دعماً لحكومتنا ولدجاجتها المزيونة:
اللهم.. من بقولنا على علف الدجاجة
اللهم.. من جلدنا على شحمها
اللهم.. من دمّنا على هبرها
و.. من عمرنا.. على عُمر دجاجتنا...!!
#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟