|
تاكسي خالد الخميسي وتاكسي البصرة
فارس الكامل
الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 01:34
المحور:
كتابات ساخرة
تاكسي أو ((حواديت المشاوير)) هو آخر ما كتبه الكاتب المصري خالد الخميسي وهو حاصل على شهادة في العلوم السياسية من جامعة السربون وله عدة مؤلفات اجتماعية وسياسية واستطاع هذا الكتاب أن يبيع أكثر من ثلاثين ألف نسخة ، التقيت بالكتاب في طبعته السادسة في جناح دار الشروق المصرية في الدورة الثانية والثلاثين بمعرض الكويت للكتاب وهو عبارة عن حوارات جرت مع مجموعة من سائقي الأجرة التي أدمن الكاتب على محاورتهم عن عمد بروح الباحث الاجتماعي والذين يمثلون بدورهم ترمومترات الشارع المصري بلا منازع وحوارات الكتاب مكتوبة بلغة الشارع الثرية بالتعابير الحية المتجددة التي تعكس نبض وهموم الإنسان العادي الذي تم سحقه بالكامل بعد سياسة الانفتاح في طورها السبعيني ومن ثم سياسة الخصخصة الممتدة من الثمانينات إلى الآن. وبعد انتهائي من قراءته استذكرت ما دار بيني وبين سائق التاكسي الذي استأجرته قبل شهر تقريبا من العشار الى حي الأندلس في مدينة سقوط الرأس البصرة التي اواضب على زيارتها كي استنشق عطر المكان واستعيد ذكرياتي فيها ومن حسن حضي إنني استأجرت سائق شاب ثلاثيني يقال له بصراوي أصلي أي انه يعرف مناطق البصرة ومسمياتها القديمة والجديدة واقسم لي بأغلظ الأيمان انه شاهد (جرادغ التمر) المطلة على نهر الخورة وتسوق مع أباه من( كاسكا وسيروان )الملابس وكيف اقترف جريمة قطع القرنفل من حديقة الأمة وكيف عبر مع أخته الكبرى (الطبكة) ذاهبا معها إلى التنومة في رحلة جامعية ويتذكر جيدا كيف أخذته أمه كي تشتري لها حذاء كعب عالي من (زبلوق) وانه أصر أن يشتري هو أيضا حذاءا رياضيا من (عراق سبورت) وكيف إن صورته كانت معلقة في واجهة محل المصور( فينوس) لأكثر من سنة في بداية الثمانينات . فتحت الحديث معه وسألته عن سعر سيارته (البطه)المحورة بالضرورة ليقاطعني بأنها تحوير إماراتي مضبوط وان سعرها يتجاوز مثيلاتها بما لايقل عن خمسمائة دولار وانه خريج كلية الزراعة جامعة البصرة ولم يجد له عمل باختصاصه لأنه وكما قال لي بالحرف ( انه مستقل ومثل ما تشوف كثيرة أحزاب وشويه الحياطين ) وان شغل التاكسي ( به خبزه ) وشغله سهله وماتحتاج لا حزب ولا خبرة فبمجرد أن تجيب الزبون عندما يسألك عن الاجره ( بكيفك ) يصعد الزبون مباشرة وهذا ما فعله معي . كل هذا الحديث جرى في المسافة الواقعه بين سوق (حنا الشيخ و تمثال أسد بابل) بسبب الازدحام الشديد ووقوف السيارات بصفين وفجأة توقف الحديث وقال لي بالحرف الواحد ((شوف...شوف... حتى أسد بابل فجروه عبالك راح يغيرون اسم الساحة إذا فجروا التمثال اشو فجروا أبو جعفر المنصور وبقى اسمها ساحة أبو جعفر المنصور وصدام هدم الجندي المجهول مال هذا المعماري ماادري شسمه الجادرجي ( رفعت الجادرجي) وبقوا أهل بغداد يسمونها ساحة الجندي المجهول ومرت السنين وطيحوا تمثال صدام بنفس الساحه ، عبالهم راح يغيرون اسم ساحة أسد بابل ، يله ميخالف خلي يرجع الأسد لأهله بالحله احسنله ومادايم غير وجهه الكريم )) استمر الحديث على هذا المنوال حتى صحت نازل مجاور بهو الاداره المحلية وقلت له مودعا (( انته ملحك على البهو)) فضحك وسار لكي يصطاد له راكب جديد.
#فارس_الكامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43
...
-
اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
-
ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران-
...
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|