اهلنا سكان الصرايف جراحم هي من يشهد على قسوة وظلام نظام الاقطاع والاحتلال

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عندما اعلن النبي محمد دعوته النبوية رفض النظام القائم آنذاك والذي كان يمثلة تجار قريش ودار ندوتهم والتي لم يكن يسمح بالانضمام اليها من غير المشايخ والتجار‘ والنبي كان يتيما وراعي غنم ومن ثم عامل عند امرأة من فئة التجار.
ومن اطاح بنظام النبلاء الاقطاعي وحول فرنسا الى العلمانية والحرية‘ كانوا الغالبية من العمال والفلاحين والعبيد‘يعملون عند النبلاء ورجال الدين.
وثورة اكتوبر التي اسقطت القيصر في روسيا 1917‘من قادها وحكم بعدها هم العمال والفلاحين والعبيد.
ومن قاد ثورة الرابع عشر من تموز1958 التي اسقطت نظام الاقطاعي الملكي عامل الاحتلال في العراق‘ هم‘الفلاحين والعمال والجنود الفقراء ابناء الفلاحين والمعدمين.
ومنذ اعلان النبي الثورة على تجار قريش بما فيهم سدنة الكعبة واصنامها‘صار اسم ما قبلها عصر الجاهلية‘وبرغم كل قسوة وبشاعة يزيد والحجاج‘ظل اسمها الجاهلية‘ وصار ابوذر وسلمان‘والحلاج رمزا للتضحية والنضال وجورج جرداق وهادي العلوي وعبد الرحمن بدوي يضعوهم في صف ثوار الحرية في فرنسا‘وتمثال الحرية الذي يلوح بشعلة الحرية والانعتاق في سماء الولايات المتحدة الامريكية‘ هو يمثل ثورة المحرومين في فرنسا ضد النبلاء‘ مثال القبح والقسوة اليوم‘ لماضي تهاوى وانقضى.
وعندما احرقت هوريشيما المدينة بشرا وحجرا برمية واحدة وخلال لحظات‘ لم يترحم احد ما على النازية بحجة انها لم تفعل ذلك بمثلما فعل الطيار الذي احرق المدينة واهلها بسلاحه الذري.لان الناس تعرف لم يكن ذلك اخلاقا وكرما‘ بل لان اينشتاين الذي حزن على فعلة الطيار كان قد غادرها الى الولايات المتحدة قبل ان يمكنها من اسلحة الدمارالتي تحرق المدن واهلها برمية منها.
وفي اوج هيجان انهيار الاتحاد السوفيتي بداية التسعينات‘ كان التطلع نحو حزب العمال البريطاني والاوروبي‘ وظل نظام القيصروالاقطاعي البائد في روسيا قبل ثورة العمال‘ رمزا لإهانة وامتهان كرامة الانسان واستعباده‘حتى عند الاكثر فرحا بالانهيار.
ومن هذا فإن محاولة تلميع والدفاع عن نظام المشيخة الاقطاعي في العراق الذي اسقطته ثورة المعدمين عام 1958من خلال المقارنة بين ما كان من قمع وقتل واستعباد الاقطاع ‘ وبين ما فعله قتلة شباط والمقابر الجماعية وغاز حلبجة وقسوة نظام صدام كيمياوي وصولا وصولا الى حرامية الاحتلال (التحرير) في العراق الان ‘ هو بمثل من يدين ثورة النبي وابو ذر‘ ويلمع مشايخ قريش وندوتهم‘ بعد ما رأى دموية وحرامية نظام معاوية‘و يزيد و الحجاج‘وضد ثورة الحرية الفرنسية‘والاشادة بنظام النبلاء الاقطاعي‘ بالوقت الذي فيه كل العالم المتقدم والنامي بما فيهم اليابان والمانيا‘مازالوا يتغنون بثورة الحرية والانعتاق الفرنسية‘ ونظام النبلاء الاقطاعي الاستبدادي‘ ومحرقة هوريشيما والنازية‘والاحتلال والاستعمار‘ ومشايخه في العراق حتى نهاية الخمسينات‘ ودكتاتورية انظمة اليوم‘علامة الانحاطاط الاخلاقي والاجتماعي والسياسي والثقافي‘ومن يحاول ان يلمع حقبة الاقطاع حليف الاحتلال قبل 1958‘في العراق او قبل 1952 في مصر او 1943 في لبنان...فهو‘ يتذاكى‘ لتكريس انظمة المشايخ والاستبداد بمثل ما يفعل ازلامهم الذين يحاولون ان يسوقوا فكرة من ان تغيير نظام المشيخة والاستبداد يعني انتشار الارهاب وغرق الشوارع والبيوت بجثث ودماء الاطفال والعمال والتشرد بمثل ما حل بالعراق منذ شباط الدموي الى الاحتلال (التحرير) الامريكي حتى اليوم.
إن الكثير ممن يشتركون في ادارة العراق الان هم مناضلين ‘ كانوا وما زالوا‘ فقرهم قبل موقفهم يخجل من ذلك‘ نظام الاقطاع والاحتلال والعبودية‘هؤلاء‘و من كان له تاريخ‘ واربكه وهج السلطة والمال وحرامية الاحتلال‘ايضا‘ يخجلون مما كتبه المندوب السامي البريطاني عن عفونةالاقطاع وكل ازلام ذلك العهد البائس. احدى الوثائق البريطانية والتي دونها حنا بطاطو الكتاب الاول‘ تصف اقطاعي او شبه قطاعي سمهم ما شأت‘تقول‘ هؤلاء (تافهين مستعدين للمشاركة بقتل وسرقة وتشريد اهل مدنهم وقراهم ‘ مقابل المال والتقرب من حاشية السلطة والمندوب السامي. مازال الكثيرمن اهلنا سكان الصرائف شهود على ذلك الظلام.

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات