|
نداء الى المرأة الأيزيدية والى جميع الأحرار في العالم !!
سندس سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:58
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
أُمهاتي أخواتي ـ سيداتي آنساتي : ان الشارع الأيزيدي اليوم يعيش مدا ًّ رجعيا ً همجيا ً بحتا ً لرجال الدين واتباعهم ومن اطلقوا على انفسهم بالمثقفين !! اي المثقفين الغير متنورين لا دينيا ً ولا اجتماعيا ً ولا قانونيا ً ولا انسانيا ً ولا ، ولا .... !! عند اصدار قرار يقضي بحرمان المرأة الأيزيدية من الميراث . هم ْ من فرضوا افكارهم ونفوذهم وخيمتهم الفكرية الغير سليمة والحاقدة على المرأة .. انهم بهذا القرار قد سلبوا حقوقها المشروعة وحصروا واجباتها في المنزل والحمل والانجاب وتنفيذ رغبات الزوج الجنسية متى ما شاء وكيفما شاء .. لقد اثبتوا بانهم تلك القوى التي تنظر الى الحاضر بمرآة الماضي ، بفرض قوانين ذكورية تسلطيه مجحفة . والقرار الذي اصدرته بحقكُن ّ عزيزاتي انما هو اختباء وراء الدين البرئ الذي ليس له لا ناقة ولا جمل فيه كما يقال مما يحصل ، انما هو ليس الا ّ نتيجة لجهل وتخلف هؤلاء فهُمْ يقينا ً لا يعرفون دينا ً ولا تاريخا ً ولا دنيا مبعدين دور الضمير والعقل وهو ما سيحاسبون عليه في الدنيا والآخرة ، فالدين والشريعة لا تدعو الى تعطيل دور العقل والضمير ليصبح هؤلاء كالأنعام !! فكل خوفهم من ان منحها للأرث سيقودها الى التحرر الاقتصادي والذي يقودها بدوره الى توعية فكرها وتنوير ذهنها ولربما سعيها للوصول الى مواقع القرار اسوة بهم ، متناسين ما سيقضي ذلك على مصداقيتهن وتطويقهنّ عكس ما يتصوروا وسيحفز تمردهن ّ واخلالهن بالآداب والالتزام بالمبادئ التي ينادي بها الدين والتي ستخلق لكم مشاكلا جمة ولو انني واثقة ان المرأة الايزيدية انظف واطهر من هذا بكثير .. اليس هذا خرق جدار التمييز ضد المرأة وكسر الحلقة التي تدور فيها نص القوانين ونظرة المجتمعات وثقافتها السائدة لشعبكم والشعوب الاخرى ؟؟ اليس هذا توهين ٌ وعدم اعتراف للمرأة واحباطها وحرمانها من كافة حقوقها المشروعة كانسانة ؟؟ انما فعله هؤلاء انما يمثل النظرية السائدة في العصور الوسطى بسبب النظرية العلمية الدينية كما وردت ( في المالياس مافيكارم ) التي تقول بسمو الرجل على المرأة بمجرد انه ( ذكر ) وان المرأة حليفة الشيطان والجريمة الشنعاء ، وكان القديس هو الوجه الآخر المتناقض للشيطان ، والقديس هو حليف الله يمثل الله ، والقديسون هم مسؤولون عن اعمال الله الخيرة واولها معاقبة حلفاء الشيطان الا وهم ( النساء الساحرات الشريرات ) !!! ان المرأة الأيزيدية تُعامل من قبل الزوج كالوصي عليها كما لو كانت طفلة قاصر فمن حقه الأمر والنهي ومن حقه معاشرة اي امرأة يشتهيها ، ويتزوج بغيرها اي وقت يشاء ، يهينها ويضربها امام اهله واولادها والاصدقاء والغرباء غير متورعا لاحترامها او قيمتها او عمرها ، عاملا كالذئب المفترس طول النهار اما في الليل انه ذلك الحمل الوديع ساجدا ً راكعا مقبلا ً قدميها لتفريغ شحناته الذكورية لا اكثر !!! اما هي ليس لها الحق لا في الرفض ولا القبول ، لا التذمر ولا الغضب ، سوى الطاعة والأستكانة والشكر ، لان الطاعة من صفات الأنوثة والعكس من صفات الذكورة !!! انه ذلك الكائن الذي يجيد الجشع والطمع ويتفنن بالضرب ويمتلك الاطفال والارض والنسب وكل شئ ،، ويبدو ان مكانة المرأة المنحطة هي اساس هذا الدين الذي يقوِّم سيادة جنس الذكور على جنس الأناث ، وان عقل الرجل جزء من الذات الآلهية اما المرأة فهي سلالة ( الحمير والشياطين ) !!! ان ما ورثه رجالنا عن رجال العصور السابقة ، كراهيتهم الشديدة لذكاء المرأة وتألقها واحتلالها لمكانة مرموقة يتناسب مع مكانة المراة في المجتمعات المتمدنة والمتحضرة من العالم . انهم يفضلون المرأة الغبية التي تعتقد وتؤمن ان سيادة الرجل التسلطية وخضوع المرأة انما هي اشياء طبيعية لمجرد انه ( ذكر وهي انثى ) ، انه يفضل بل ويتفاخر بان تكون زوجته مستحمرة غبية ، بينما يعشق ويستقتل على ان تكون حبيبته متعلمة ومثقفة وليس بالخفاء وانما بالعلن مم ْ سيخاف ؟؟ كما ان ثقافة الزوجة تخدش بل وتهشم رجولة الزوج لذلك لابد للمرأة ان تخفي ثقافتها وتسحقها لتحافظ على حياتها الزوجية من الانهيار .. وهكذا تصبح الزوجات غبيات فالغباء مصطلح مرادف للنجاح في الزواج !!! دعوني اتساءل : ـ ل ماذا دعت الاديان ؟ ـ على ماذا استند هؤلاء العناصر من رجال الدين وما يدعون انفسهم بالمثقفين ، صانعوا القرار المجحف بحق المرأة الأيزيدية وهو ( حرمانها من الميراث اسوة بأخيها ) ؟ ـ الا يسأل هؤلاء انفسهم لماذا تصبح النسوة قوة غاضبة وثائرة او منحرفة عن الطريق المستقيم ؟؟ ـ هل ان النساء الأيزيديات بشهاداتهن الاكاديمة العالية ومناصبهن ّ في البرلمان ومؤهلاتهنّ وشخصياتهن سلبيات عاجزات عن الطعن والتغيير او المطالبة بحقوقهن الشرعية والدينية والانسانية ؟؟؟ ـ هل ان القهر الواقع على المرأة الأيزيدية هو قهر قانوني او اجتماعي او اقتصادي ام ذكوري رجعي صرف ؟؟ ـ هل لنا ان نستعرض حقوق المرأة الايزيدية ؟ نعم !! : 1 ـ ليس لها حق اختيار الزوج المناسب لرغبتها حتى ولو ابداء الرأي وهذا النوع من الزواج يحصل 80 % . 2 ـ ليس لها حق التملك اطلاقا . 3 ـ ليس لها حق الأرث اطلاقا . 4 ـ ليس لها حق الاعتراض في حالة الزواج عليها من امرأة اخرى . 5 ـ ليس لها حق الحب ولا حتى مجرد التامل او الحلم به . 6 ـ سؤالي الاخير الى اصحاب السيادة : الى ماذا استند قراركم والى اي كتاب مرسل او اي دستور او اي تفسيرات فقهية ؟؟ وانتم تاركين الكثير من الامور الواضحة لصالح المرأة والمتطابقة مع الشريعة الآلهية ، متناسين الظرف الاستثنائي الذي تعيشه المرأة اليوم في ظل ظروف العراق الاستثنائية الصعبة والسياق التاريخي فاتحين باب للاجتهاد والتفسير واضعين عقوبات تكفيرية لكل من تسول له نفسه التفكير في استنباط العدالة على كل حكم تعتبرونه شرعيا متعلقا بالمرأة !! ؟؟ ومما يجدر به الذكر هو علينا ان نعترف بحقيقة حية الا وهي ان لدينا رجال وهم قلّة طبعا في المجتمع الايزيدي الذين ارتفعوا وارتقوا بتفتحهم الذهني والانساني واعترفوا ونادوا ولا زالوا ينادون بحقوقنا واسترجاع مكانتنا واعتبارنا ، لان هؤلاء يدركون جيدا ان سعادتهم كرجال متنورين ومتحضرين ليست الا مع المرأة التي هي الام والاخت والزوجة والابنة والحبيبة بل انها ( الانسانة والقديسة والآلهة) كما اطلق عليها في المجتمعات الانسانية البدائية .. لذا سيداتي آنساتي تعالن ْ معي لندعوا كل الاحرار من الايزيديون وغير الايزيديون من كل العالم للوقوف الى جانب الشجرة الأيزيدية المنكسرة والنهوض بها من جديد مترفعة عالية شامخة منتصرة لكرامتها وانسانيتها اللتان هما من صفات الانسانية اجمع ... فعلى هؤلاء ( صناع القرار الهزيل ) ان يدركوا اننالن ندير ظهورنا لذلك القرار ، او ، لا نحلله او ندرسه او نناقشه او نتكتم عليه او نهمله كما فعلت جداتنا وامهاتنا او نقول عنه خلص امرنا لله ماذا نفعل !! لا ،لا بل اننا سنكتب ونتحرك ونفعل المستحيل مخالفين مستدركين معارضين او ملاحظين !! سننشره للعالم الغربي والشرقي وسيُترجم الى اللغات العالمية ليطلع العالم كله على مبادئ هذا الدين وما يحمله من عدالة وانصاف وانسانية واحترام للمرأة القديسة !! ليعلم هؤلاء ان هذه الاتفاقية من الالف حتى الياء لاتتناسب وواقع العصر الذي هو عصر العولمة والتكنولوجية وقصور الفضاء التي بنيت لاستجمام المراة والرجل ، وهو ما يخالف الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية التي تعمل بها اكثر الشعوب السائرة مع الركب الحضاري الانساني على اساس المساواة بين الجنسين على اساس واحترام حقوق الانسان بشكل لا يتنافى مع تلك القيم الاخلاقية والانسانية .. لذا اننا نناشدكم بالغاء القرار المحبط لقيمة زوجاتكم وامهاتكم وبناتكم واخواتكم التي هي من قيمتكم وقيمة دينكم بين الاديان ، الدين الذي اقر هذا الميثاق والذي ينتقص ليس من انسانيتها فحسب وانما من انسانيتكم واستفزازا لكرامتكم اولا واخيرا .. امهاتي اخواتي : رجائي لكنّ ان لا تستغربْن ولا تندهشْن ، بل عليكن ّبالتحرك وعدم السكوت وابداء الرضى والاستسلام ، وعليكن ان تدركوا مدى القمع والظلم الذي ساد عالمنا الحزين واضحى المتجبر ( الرجل ) يتلذذ بسحق المرأة كما تتلذذ قوى الظلام بسحق الارواح الخيرة والبريئة والكرامات التي لا تقدر بثمن !! منذ القدم ولاقت جداتنا وجدات جداتنا صنوفا من التعذيب والذل بشكل اخر وطعم اخرولون اخر وزمن اخر من الاعراف المصطنعة التي ليس لها دستور بين الدساتير ولا شريعة بين الشرائع ،. كلنا يعلم الاعراف والقوانين المهترئة التي جابهنها امهاتنا وجداتنا لقوى الرجال الظلامية العاتية وقضين اعمارهن وحيواتهن الطويلة وهنّ راضيات مقموعات ممنونات شاكرات راكعات لرجالهن لمجرد منحهن حق العيش .. لا تستغربن عزيزاتي فقياداتنا جديرة وعادلة بان تهب ْ وتمنح ، وتحرّم وتلغي ، وتقتل وتحيي كما تشاء ومتما تشاء متناسية بل ومتجاهلة بان اي تعديل او تحريف بالقوانين التي جاءت بهاالديانة الايزيدية الغير مستندة لا على كتاب ولا دستور انما تستخدم ظلما ومخالفة واجحافا ليس لحقوقها الانسانية فحسب وانما للشرائع السماوية والانسانية العادلة !!! قسما ً عظماً ان ما اثار شجوني ودفعني للكتابة انما هو مكسب غير ذا قيمة مادية وهو ليس اكثر من حق لاقرار وجودها والاعتراف بكرامتها وانسانيتها !! تصوروا هذا المطلب بل هذا الحق ( الصغير ) اصبح حلما مستحيل المنال ... !!!
نسخة منه : الى الحوار المتمدن عراق الغد نور الدجى عين كاوا عفرين نت العراق برس صوت كوردستان وجميع المواقع الايزيدية ...
#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العنوسة كارثة اجتماعية تقود المجتمعات الى الهاوية !!
-
صرخة اُم ْ من جبل سنجار
-
نَمْ مطمأِنا ًيا قَريرَالعين !!
-
بعض الاضواء على مؤتمر الجالية الايزيدية في المانيا
-
بغداد العاشقة !!
-
الصمت بيننا يا بدر!!!
-
هل ان الزواج مقبرة الحب ؟ !
-
انقذوا احباب الله في سنجار
-
الشاعرة العراقية المهاجرة سندس النجار ل-الشرق-
-
يا صباح الشانباك
-
مشروع تأسيس اتحاد الجالية العراقية في النمسا
-
عطِِّروا شهداءَ ألرابع َعشرْ مِنْ آبْ !!!
-
انقذوا الايزيديين من الابادة الجماعية !!!
-
امس ، اليوم والغد
-
كرة القدم : فنُّها ، فلسفتُها وصداها على الانسان والا ُمم
-
وتسطع شمس العراق على ذرى آسيا والعالم
-
غجريٌ من آل ِ السّحر ِ
-
بالله ارحل !!
-
وباء العصر ( الايدز ) 4
-
وباء العصر ( الايدز ) 3
المزيد.....
-
للرجال فقط.. تحرش وتهديدات بالقتل تلاحق لاعبات كرة القدم بال
...
-
وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل
...
-
وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال
...
-
هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
...
-
بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال
...
-
حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام
...
-
معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و
...
-
قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي
...
-
قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في
...
-
الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|