أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس محمود - منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة صفوف هذا المنازلة!















المزيد.....

منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة صفوف هذا المنازلة!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 05:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


محسن ابراهيمي**
غدت منطقة الخليج مركز تحديد مصير قطبين رجعيين دوليين في العالم المعاصر: الاسلام السياسي والنظام العالمي الجديد الامريكي. ان ايران هي مكان ولادة وتنامي قدرة حركة الاسلام السياسي في العالم المعاصر، وستكون مكان الهزيمة النهائية لهذه الحركة ايضاً. العراق مكان اعلان وجود النظام العالمي الجديد، وان هزيمة العسكرتارية الامريكية في العراق سيكون لها دور حاسم في المسار المقبل للنظام العالمي الجديد. في هذه البلدين، يمر قطبا الارهاب الدولي في صراع حياة او موت. تقف جماهير ايران، اول ضحايا الارهاب الحكومي الاسلامي في القرن العشرين، في الصف الاول لتحرير جماهير العالم من هذا الوحش السياسي. جماهير العراق،  الضحية الاولى والمباشرة لارهاب النظام العالمي الجديد، لهي في الصف الاول لمجابهة اقامة وترسيخ وامتداد هذا النظام اللاانساني على صعيد العالم. ان ارهاب الاسلام السياسي وارهاب النظام العالمي الجديد قد دمرا حياة اقسام كبيرة من سكان العالم. وعليه، فان مسار الاوضاع في هذين البلدين يرتبط بصورة مباشرة بمصير الملايين على الصعيد العالمي.
ان الجمهورية الاسلامية في منحدر سياسي، وليس لها امل في احباط الجماهير المحتجة والخلاص من اياديها. ستكون ايران التي هي مكان الاقتدار الدموي للاسلام السياسي ميدان دفن هذه الحركة.  وتحول العراق الذي كان يؤمل منه ان يغدو منطلق انبثاق وتوسع النظام الجديد على الصعيد العالمي الى مستنقع سياسي لقوى النظام الجديد. ان محل الولادة الدموية للنظام العالمي الجديد بوسعه ان يغدو محل دفنه. ان الصراع والتحدي في هذين البلدين هما حاسمين لابعد الحدود لجماهير العراق وايران من جهة والجمهورية الاسلامية والنظام الجديد من جهة اخرى.
ان الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة تسعيان، عبر الالاعيب والمساومات الحالية بينهما، الى تقوية مكانتهما في هذا الصراع. اذ تنظر الجمهورية الاسلامية الى رابطتها بامريكا كاداة لادامة حياتها السياسية. وتسعى امريكا عبر الجمهورية الاسلامية الى لجم التيار الاسلامي في العراق وتثبيت سلطتها في العراق. ان هذه هي الاسباب الاساسية التي تقف وراء مجمل الصراعات والمعاملات الجارية الان بين الجمهورية الاسلامية وحكومة امريكا، ومن بينها المشروع النووي. يمكن فهم التحركات الاخيرة للاتحاد الاوربي والوكالة الدولية للطاقة النووية تماماً في خضم هذا السياق. ان اوربا تتقرب من الجمهورية الاسلامية لسببين: كي تحول دون قيام الثورة وانتصارها من جهة، ولكي تنال حصة اساسية في النظام العالمي الجديد المصاغ من قبل امريكا من جهة اخرى.
ان هذه جوانب فقط من اللوحة السياسية لايران والعراق التي تجري من فوق، اي على صعيد القوى السياسية. ان هذه التطورات السياسية هي جزء من لوحة متأثرة نفسها بعامل اكثر اهمية واساسية سواء على صعيد ايران والعراق كذلك، وان يكن بمستويات واشكال مختلفة: ان الجمهورية الاسلامية تجلس على برميل من بارود على اهبة الانفجار جراء سخط الجماهير. ان قوى النظام العالمي الجديد في العراق تواجه بغض الجماهير الفقيرة والجزعة ومقاومتها.
على الرغم من هذه الاختلافات، ثمة عامل اساسي مشترك في الاوضاع السياسية لكلا البلدين: على غرار ايران، في العراق هناك حزب شيوعي عمالي تحول الى قوة سياسية مطروحة. بالنسبة للجماهير العلمانية في العراق التي تنشد العيش في ظل بنية سياسية حرة وتعد ان من حقها وحق الجميع العيش بصورة انسانية، هناك في متناول ايديها قوة سياسية منظمة  تناضل من اجل الهدف ذاته، انها الحزب الشيوعي العمالي العراقي. انه الحزب الشيوعي العمالي العراقي من يوفر قوة سياسية عاقدة العزم على الوقوف بوجه اؤلئك الذي يبغون تحويل العراق الى معسكر نظام عالمي جديد تلعب فيه شيوخ العشائر والتيارات القومية والدينية. ان اقتدار الحزب الشيوعي العمالي العراقي، الحزب الذي ينشد ان تعيش الجماهير حرة وواعية بوصفها مواطنين متساوي الحقوق، جماهير متحكمة بمصيرها، هو الامل الوحيد للخلاص من هذه الاوضاع. ان هذه الامكانية لهي واقعية.
بالنسبة للجمهورية الاسلامية، ان الاوضاع السياسية في العراق لهي مهمة لعدة اسباب: ان اي درجة من اقتدار امريكا في العراق، وبالاخص اذا كان تنامي قدرتها يؤدي الى تهميش القوى الاسلامية، سيطلق ايادي امريكا في التدخل في الاوضاع السياسية للجمهورية الاسلامية. ليس هذا وحسب، بل ان تهميش التيار الاسلامي يعد هزيمة اخرى لنظام هو نفسه في حالة تداعي جراء حركة الجماهير الداعية لاسقاط النظام. انه لحلم في منتهى الروعة للجمهورية الاسلامية تنامي قدرة التيار الاسلامي في العراق. ان الجمهورية الاسلامية، وادراكاً منها لحقيقة ان ترى الحركة الاسلامية تعتلي السلطة امرا لايتعدى حلماً بعيد المنال، قبلت بالتسليم بنيل هذه الحركة حصة محتواة من السلطة. ان هذه هي الارضية المشتركة للتنازلات المتبادلة بين النظام الاسلامي والولايات المتحدة.
من جهة اخرى، ان التطورات السياسية في ايران تعد ذا اهمية للولايات المتحدة من عدة اوجه. اذ تتمتع ايران  بمكانة استراتيجية حاسمة لامريكا والنظام الجديد. ان ايران على شفا زلزال سياسي لاتُخمن اللوحة السياسية بعده: حرب اهلية؟ حكومة يمينية موالية للغرب؟ تنامي الشيوعية وارساء دولة يسارية؟ ان اي من هذه الحالات ستترك تاثير عميق على مكانة امريكا والنظام الجديد. وعليه، ان امريكا مصممة على صياغة المسار السياسي في ايران طبقاً لمصالحها الخاصة. وان هذا لايعدو سوى السعي من اجل ابعاد الجماهير وقدرتها، وتحديداً اليسار، على انقاض الجمهورية الاسلامية المطاح بها. طبقا الى تقدم الحركة الداعية لاسقاط النظام، بوسع تكتيكات امريكا تجاه ايران ان تتغير بسرعة.
ان اي تحول في ايران، سيترك تاثيراً عميقاً على مسار الاوضاع السياسية في العراق. ان اي تحول في العراق، بالمقابل، سيترك تاثير على مسار التطورات السياسية في ايران. لو يطاح بالجمهورية الاسلامية عبر ثورة يصل في خضمها اليسار والشيوعية للسلطة السياسية، سيكون ذا تاثيرات مهمة جداً في الساحة السياسية للعراق. اذ سيُحرم التيار الاسلامي من سنده المادي والمعنوي، سيفقد ثقته السياسية واعتداده بالنفس، ستضيق عليه حدود المناورة السياسية وسيفقد ملامحه كبديل. على الرغم انه بوسعه، استناداً الى اجواء الفقر والياس وانفلات المجتمع العراقي، ان يبقى في الميدان ولكن بمكانة اضعف واضعف. بالمقابل، ان ذلك سيقوي اكثر جماهير العراق العلمانية والتقدمية. ستتمتع قوى اليسار، وتحديداً، الحزب الشيوعي العمالي بدعم معنوي ومادي وستتوفر اوضاع مساعدة اكثر للتحول الى بديل حكومي. يصح ذلك ايضاً على الجهة المقابلة. ان اي درجة من اضعاف قوى النظام الجديد في العراق، واي حد من تقدم القوى العلمانية والشيوعية العمالية، سيتغير ميزان القوى في ايران لصالح قوى اليسار والعلمانية.
على الصعيد العالمي، ان حسم مصير هاتين القوتين الرجعيتين سيترك تاثير مباشر على حياة الاجيال اللاحقة لجماهير العالم. ان الحركة الاسلامية قد استلمت السلطة في ايران، بيد ان العالم ميدان جرائمها. ان النظام العالمي الجديد قد بدء من العراق، بيد ان هجمته على حقوق الانسان على صعيد العالم. وباطاحة الجمهورية الاسلامية في ايران، سيستأصل اكثر المنابع الدولية للارهاب الاسلامي. ان هزيمة امريكا في العراق ستكون هزيمة جدية للنظام العالمي الجديد. ولهذا،  ان نضال جماهير العراق وايران هو، بصورة مباشرة،  نضال عالمي وذا صلة بمصير جماهير العالم. وعليه، في هذا الصراع المصيري، يجب ان يكون في صف جماهير العراق وايران مجمل الجماهير العلمانية والتقدمية، صف كل العمال الداعين للحرية والمساواة، صف مجمل القوى المحبة للانسان في العالم.

ترجمة:
فارس محمود
*نشرت هذه المقالة في جريدة انترناسيونال الاسبوعية، وهي جريدة الحزب الشيوعي العمالي الايراني، العدد 184 الصادر في 31 تشرين الاول، 2003.
**محسن ابراهيمي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني، ومسؤول تنظيمات الدول الاسكندنافية وشمال اوربا.
  



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
- نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر ...
- صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
- كابوس مؤرق على الابواب!!
- اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! ...
- ثقافة التسقيط-.. ثمرة الاستبداد القومي- الاسلامي*
- نعم انها متحيزة لجبهة الحرية و المساواة وعالم خال من الظلم ب ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق!- الجزء الثالث وال ...
- بمناسبة اليوم العالمي الاول لمناهضة -عقوبة- الاعدام: يجب ا ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق الجزء الثاني اسط ...
- يجب كنس مؤسسة -الجيش- من حياة جماهير العراق! - الجزء الاول
- -مؤتمر بروكسل-.. وكعكة السلطة المغمسة بدماء الابرياء!
- فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا، نتاج اية واقعيات!!
- الرجعيون يقاتلون بعضهم
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة! رد على شتائميا ...
- علاء اللامي.. والسعي لاحياء شعبوية متهافتة!! رد على شتائمي ...
- ! رد على مقالة جورج منصور -انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرو ...
- افشال ندوة الجلبي.. دروس وعبر!!
- علاء اللامي.. والسعي لبث الروح في شعبوية متهافتة؟! - الجزء ...


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فارس محمود - منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة صفوف هذا المنازلة!