|
لكي لاتكون المراة الايزيدية ضحية الجاهلية المعاصرة الجزء الاول ( الميراث )
عروبة بايزيد اسماعيل بك
الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 11:58
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اصدر المجلس الروحاني الايزيدي استفتاءا يدعوا فيه كل من رؤساء ووجهاء ومختاري ومثقفي الايزيدية بان يبدوا ارائهم بأحقية حصة الانثى من الميراث لاكمال مشروع قانون الاحوال الشخصية الايزيدية ولكي لانظلم المرأة ولانـُتهم باننا شعب متخلف ونعيش بعقول الجاهلية حين كانت المرأة تـُحرم من ميراثها في عصور ماقبل التاريخ , علينا ان نعلم ان التشريع بقانون يعفي المرأة من حصتها بالميراث بالغصب والاكراه هو قرار لايقبله الشرع ولاالقانون فهذا شرع الله عندما اوصي بأحقية المرأة من ميراث ابيها فكيف يحق للبشر ان يتدخل بما سنته قوانين السماء والدين ثم ان الميراث يحسن من وضع المراة الاقتصادي ولايجعلها رخيصة ويقوي من شخصيتها داخل عائلتها ويساعد على استقلالها وهو أحد أهم العوامل في تحررها وعدم استعبادها من قبل الغير ...ان المراة في مجتمعاتنا مخلوق ضعيف فهي لاتستطيع ان تعمل كما يعمل الرجل بمختلف مجالات الحياة ولابأي وقت من الليل او النهار فهذا مالايتناسب مع عادات وتقاليد غالبية العوائل الشرقية المحافظة أي انها لاتقوى ان كانت وحيدة على مجابهة الحياة من دون سند كما هوحال الرجل .. اثار استغرابي بعض الذين لايؤيدون فكرة حصول المرأة على ميراثها وتوجهت بسؤالي الى من لايستسيغون طرح هذه الفكرة وعن السبب الذي يدعوهم الى تحريم المرأة في مجتمعنا الايزيدي من استلام حصتها من الميراث !! وكان النتيجة بان عزى الجميع فكرتهم الى سبب واحد وهو خوف العائلة ( اهل البنت ) من استغلال الزوج لممتلكات زوجته التي تورثها منهم وذهاب ممتلكاتهم الخاصة بهم الى بيت الزوج ( الغريب عنهم ) !! .. ولكي نصل الى نتيجة نقتنع بها ومدى صحة ماجاء من اجوبة على لسان البعض الذين لايؤيدون استلام المراة لحصتها وهل ان هذا السبب كافي كي لاترث المراة الايزيدية حصتها !! ومن اين جاءت هذه الفكرة ومنذ متى عمل الايزيدية بالعرف الذي يقضي بتحريم المراة من ميراثها توجهت بسؤالي الى الباحث التراثي ابو آزاد الذي افنى عمره في التنقيب عن الايزيدية ودراستها وسألته عن هذه الاسئلة فأجابني ....... استنادا الى تاريخ التراث الايزيدي الموروث منذ القدم الذي كان يقضي بان المراة الايزيدية تاخذ حصة ميراثها من ابيها تـُقدم لها على شكل هدية بمناسبة زواجها كأن تكون قطعة ارض سكنية او زراعية اوماشية او ماشابه ذلك ... ويهدي لها زوجها هدية ثمينة لها ( نيشان ) بحيث تبقى هذه الهدية تحت تصرف زوجته وحق من حقوقها الخاصة بها و ضمانة معيشية لها .... ولايحق للزوج ان يرث زوجته من الاموال التي اتت بها زوجته من بيت ابيها وكذلك ليس له الحق في استرداد ماهداه لها في حالة وفاتها بل يرثها اولادها واذا لم يكن لها اولادا منها فترجع ممتلكاتها الخاصة الى بيت ابيها . ..نرى هنا ان المرأة الايزيدية سابقا كانت تنال حصتها من ورث ابيها بحسب امكانيته وتقديره وعدد افراد الاسرة ولو... بأسم هدية الزواج ... هكذا كان القانون القديم قانونا منصفا بحق المراة الايزيدية وريثة المراة السومرية من حيث ماتناله من نصيبها في الميراث .. واذا كان الاب متوفي فتاخذ حصتها من اخيها الاكبر وبنفس الاسلوب اما اذا توفي الاب وله بنات غير متزوجات فترث البنت نصيبا من ابيها مساويا تماما لنصيب الذكر . الزواج عند الايزيدية القدامى كان يقتصر على امراة واحدة واولاد هذه الامراة هم الذين يرثون والدهم شرعا بينما اولاده من الجاريات او النساء الاخريات ( الغير شرعيات ) فهم غير شرعيين ليس لهم الحق في ان يرثوه وحالهم حال الغرباء ويعتبرون بمثابة خدما لابيهم يعملون في حقوله حالهم حال الغرباء كمثلنا النبي اسماعيل ابن النبي ابراهيم فالنبي اسماعيل كان ابناً لجاريه من جواري النبي ابراهيم اسمها ( هاجر ) وعندما توفى النبي ابراهيم لم يرثه النبي اسماعيل لازعامة ولامال بل الذي ورث ابيه هو ابنه ( اسحق ) من زوجة النبي ابراهيم الشرعية ( سارة ) ومن اثار هذه الحالة عند الايزيدية هو ماموجود في بيت الامارة الايزيدية فهم يعملون بقانونهم الخاص فلازال قانونهم يمنع ابناء الامهات الغرباء اللواتي هن من خارج بيت الامارة من حق استلام الامارة الااذا لم يكن هناك ابناء شرعيين من ام واب من بيت الامارة ومثالنا على ذلك ( تحسين بك وخيري بك ) . عندما ظهر الشيخ حسن العدوي في ساحة الايزيدية افتى بان يقوم ابناءه ( الادانيين ) بتنظيم عقد الزواج بايات دينية ليعطي الزواج صبغة دينية مقدسة ونشرنا صورة من هذا العقد في موضوع سابق بموقع انا حرة وتحت عنوان ( البحث في اصول الزواج عند الايزيدية الجزء الثاني ) فياحبذا لو بامكان الايزيدية اعادة العمل بهذا العقد في اوربا او في اي مكان من العالم وبامكان اي شخص من شيوخ الادانيين ان ينظم عقد الزواج وفق الاصول المتبعه التي كانت سابقا ... وعن سؤالا وجهته له عن رأيه بحرمان المرأة من حصتها بالميراث اجاب قائلا ....... ان المراة الايزيدية في العهود السابقة كانت تنال حصتها من ميراث ابيها اثناء الزواج ولهذا لاترث المرأة مرة اخرى بعد وفاة والدها ولكن ماحدث بين الايزيدية لاحقا فهم لا يعطوها حقوقها لااثناء الزواج ولا بعد وفاة ابيها وهذا اجحاف صارم وظلم بحق المراة الايزيدية ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين لاننصفها في قانون يعتبر سندا وحماية لها ... أستصرخ ضمائر العالم عن المجتمع الايزيدي فكيف نظلم بناتنا .... لا ولايحق للمجلس الروحاني الحالي فهو مشلول لانه غير منتخب من قبل الايزيدية فهو جاء بتعيين من قبل الامير تحسين بك فهذا النظام ( نظام المجلس الروحاني ) المعروف مستحدث حديثاً استحدثته الاميرة ميان خاتون من اجل مساعدة الامير الحالي لاعطاء قرارته صبغة شرعية دينية, اكرر بان المجلس الروحاني الحالي مشلول لانه يصدر قرارت لاتنفث فلا يعمل بها البعض ولايستطيع هذا المجلس بمعاقبة المخالفين .
من خلال ماوضحه لنا باحثنا ابو ازاد وجدنا انه اذا كان قانون الاحوال الشخصية سابقا يمنع الزوج من ان يستغل ممتلكات زوجته الخاصه بها ويمنعه من ان يرثها بعد مماتها بل الذي يرثها هم اولادها فقط .. وفي حالة ان المراة لم تكن لها ذرية فتسترجع كل ممتلكاتها الخاصة الى بيت ابيها فلماذا الخوف اذن ولماذا لايطبق نفس القانون السابق في زمننا الحالي !! فهل القوانين تشرع من اجل تنظيم الحياة وشعوبها ام لمضرة المواطن ! ثم لماذا لانمنح المرأة الثقة بالنفس باتخاذ القرار في حالة رغبتها بالتنازل طوعاً ورغبة ًعن ميراثها اذا ما تطلب الامر ذلك !! فأحساس المراة الايزيدية بان قانون الاحوال الشخصية الايزيدي لايخدمها ولايوفر لها حقوقها ربما سيوصلنا الى نتائج سلبية لاتخدم ولاتبني مجتمعنا الايزيدي مستقبلا وأخص هنا بالذكر بناتنا اللواتي يعشن المهجر .
عروبة بايزيد اسماعيل بك رئيسة تحرير موقع انا حرة المانيا 11, 12 و 2007
#عروبة_بايزيد_اسماعيل_بك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مظاهرة بروكسل واللقاء الغير متوقع في البرلمان الاوربي برئيس
...
المزيد.....
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|