عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 11:53
المحور:
المجتمع المدني
في الساعات المبكرة من الصباح، تزدحم شوارع العاصمة العراقية وضواحيها بموجات من الشحّاذين لمختلف الأعمار ومن الجنسين ممن يستجدون المارة وفي تقاطعات الطرق لمنحهم أي شيء لكبح جوعهم. للشحاذين طريقتهم في استدرار عواطف الناس ومناشدتهم بمساعدتهم. أصبحت الشحاذة وموجات الشحاذين في الشوارع ظاهرة واسعة في المجتمع العراقي (ومحصلة جديدة من محصلات الاحتلال ووكلائه في السلطة الدُميّة).
ذكر أبو أحمد- صاحب محل لصياغة الذهب/ المجوهرات في ضاحية بغداد الجديدة- لوكالة الأخبار المستقلة لأصوات العراق VOI بأن "ظاهرة التسول تجاوزت كل الحدود. علينا الآن أن نتعامل كل ثلاثين دقيقة مع شحاذ آخر." وفي لحظة انشغاله بترتيب مجوهراته في معرض محله، قال أبو أحمد: تُشكل محلات الصياغة أفضل مكان للمتسول الذي يمارس تسوله بأسلوب معتاد لإحراج الخطيبين عند شرائهما خاتم الزواج وبعض المصوغات الذهبية الأخرى.
قال أبو زينب- بائع متجول، ينادى على بضاعته من الملابس على رصيف شارع في بغداد- أن أغلبية متسولي الشوارع هم "لصوص مخادعين... إنهم يلتصقون بالمارة مثل الغراء/ الصمغ glue، ولكن تكتشف عاجلاً أنهم سرقوا شيئاً. الشحاذون الأطفال أذكياء بالخبرة في هذه الممارسة، بخاصة مع النساء حيث لا يكترثن من اقتراب الأطفال منهن.
وفي تعليقها على هذه الظاهرة، ذكرت سلوى عباس- ناشطة في مجال المجتمع المدني- قالت: ساهمت في الزيادة المتصاعدة لأعداد المتسولين ظاهرة الفقر، طرد الناس من ديارهم/ العائلات المتشردة، وتصاعد البطالة. وأضافت "نحن نبذل كل جهد ممكن لكي نوفر المساعدة للعائلات المشرّدة، لكن الوضع الاقتصادي، بعامة، يتجه نحو مزيد من التدهور والبطالة العالية وإلى درجة مفرطة."
وحسب أم رعد- مستخدمة حكومية في الثلاثينات من عمرها: ينظر الكثير من الأفراد إلى الاستجداء كمصدر سهل للحصول على دخل... لن أُساعد المتسولين أبداً لأنني مقتنع بقوة أن صدقاتي alms ستشجعهم على ممارسة ومواصلة هذه المهنة السيئة... لماذا الشاب (الشابة) وهو بصحة جيدة يُمارس الاستجداء بدلاً من العمل؟ من المحتمل أن أجد في جيبه نقوداً أكثر مما في جيبي."
في مقابلة لقلّة ممن يُمارسون الاستجداء مهنة لهم، ذكر الكثيرون من المتسولين أنهم لا يملكون خياراً آخر غير الذهاب إلى الشوارع واستعطاف الناس للتصدق عليهم.
امرأة عجوز جالسة ومعها على طرفيها طفلان. قالت: ماذا أفعل؟ أنا مطلّقة ويجب أن أُوفر شيئاً لهذين الطفلين. ليست لديّ مهنة أو عمل ولا أحد يرعاني. "هذان هما طفلا ابنتي. قُتل زوجها في انفجار. إنها تعيش معي الآن، وليس لنا مصدر آخر للحصول على دخل سوى الاستجداء،" قالتها المرأة الحزينة.
مممممممممممممممممممممممممممـ
Poverty spawns more beggars in Iraqi streets,(Voices of Iraq),urukinfo.net, Dec 9, 2007.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟