أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالص عزمي - لقطات غير عابرة















المزيد.....

لقطات غير عابرة


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


* من صور البناء البلاغي المستحدث المولد ؛ هو استعمال التذكير بدلا من التأنيث المعجمي لكلمة ما ؛ مثل الكأس ؛ فهي اساسا مؤنثة ؛ لان الكأس مخصصة للشراب اصلا ( كأس كان مزاجها زنجبيلا ) او (او هاتها من يد الرضا) او ( شربناها معتقة ) او ( أسقنيها بأبي وأمي ) ؛ ولكن كيف نميز تلك الكأس عما نخصصه منها للتكريم والتقدير ؛ شأنها شأن الوشاح او الوسام ؛ اي كما هي الحال مع كأس الفوز الرياضي ؛ هنا لابد لنا من التذكير لكي نكسبها صفة غير التي انشأت اصلا من اجلها ؛ كأن نقول ( كأس بطولة كرة القــــــدم ) او ( كأس بطولة ومبلدين لللتنـــــس ) ؛ او ( كأس بطولة الملاكمة ) او ( كأس سباق خيل الدربي ) ... الخ وعكس ذلك ؛ نكون عندئذ قد خصصناه للشراب وحسب وهو ليس كذلك . وهكذا فعلت حينما عنونت قصيدتي ( الكأس الوحدوي ) تحية للفريق العراقي الذي فاز ببطولة آسيا . وعلى هذا السبيل يجب ان نجد لنا اسلوبا ينمي معجمنا العربي بكل ما يمنحه تجددا ونموا عضويا دائميا ؛ بخاصة وان المخترعات الهائلة التي تنتشر عالميا صباح مساء تدفعنا لان نواكب زحفها حتى ولو عن طريق تحديث الكلمات ( وهو اضعف الايمان ).

* وصلتني بطاقة فريدة على بريدي الالكتروني من مراسل يعيش في الولايات المتحدة الاميركية ؛ فيها من العمق والشعور بالذنب ما يدلل على احساس جندي امريكي بمأساة ما يجري في العراق وهي على شكل صورة تمثل جنديا امريكيا بكامل ملابسه العسكرية وقد وقف في قاعة مكتبة ناشرا امامه علما امريكيا كتب تحته شرحا يقول ( معذرة ليس لدي علم اكبر بما فيه الكفاية لكي اغطي به عار نا في قتل الناس الابرياء هناك ) . كما وصلتني قبل تلك بطاقة اخرى من واشنطون دي سي موجهة الى كتاب و صحفيين في الشرق الاوسط تقول عبارتها الساخرة ( ايها السادة : نحذركم : اذا تماديتم في غيكم ولم تحاولوا ان تكونوا لطيفين معنا ؛ فسنرسل الى بلدانكم ديمقراطيتنا ) .

* قالوا انهم يحققون في اتلاف تسجيلات عن تعذيب السجناء في غوانتنامو ؛ والسؤال المحير هو ماذا تم بشأن جسامة التعذيب في سجون الاحتلال في العراق ونموذجه (سجن ابو غريب ) سيء الصيت ..؟!!

* بعد ايام قليلة جدا تعود كارين هيوز الى بيتها في تكساس بعد ان استقالت من منصبها الرفيع ( مساعدة وزيرة الخارجية لمهام تحسين صورة امريكا في العالم ) بتاريخ 30 تشرين الاول من هذا العام . وكانت هذه الاعلامية الكبيرة و المستشارة الدبلوماسية قد عينت في منصبها ذاك بتاريخ ( 22 تموز عام 2005 ) حيث اعلنت للصحافة ومنها الواشنطون بوست في ( 24 تشرين الاول ) وبسرور بالغ قائلة ( ان اول اهدافي هو توضيح الجانب الانساني لامريكا ) . وحينما تهيأت لأولى جولاتها في الشرق الاوسط بتاريخ 6 من ذات الشهر عقبت على ذلك بمقال نشرته في ذات اليوم تحت عنوان ( امريكا خسرت القلوب ولم تربح الحروب ) جاء فيه: (..... لقد ضحت امريكا بشباب ابنائها والخزين الكبير من ثرواتها التي جمعتها من دافعي الضرائب الامريكيين ؛اضافة الى ما سببته لشعبها من الكئابة والحزن على الضحايا والقلق على الجنودالبعيدين عن وطنهم ؛دونما اي اتعاض من حربها الفيتنامية ؛ فلو اتعضت فعلا لما زجت بنفسها في اتون حرب طاحنة ميسورة البداية محفوفة المخاطر والصعوبات مأساوية النهاية؛ ولكانت قد احتفظت بالآف من شبابها وهم بين قتيل او معوق؛ ليكونوا رسل سلآم ووئام؛ يعملون على جعل الحياة اكثر اشراقا
ولكانت قد منحت جزءا بسيطا مما كلفته الحرب لاغراض انسانية مشرفة تخصصها في المجالات الثقافية والعلمية والفنية فتحول بدلك الجامعات والمستشفيات والمصانع والمزارع والمتاحف والمكتبات ورياض الاطفال الى واحة متطورة مليئة بالخير ؛ ثم لما احتاجت بعد كل حرب ماحقة ؛ الى وفود تحسن صورتها المرعبة؛ و التي لايمكن لالف{ كارين هيوز} من ان تجملها..؛ ) .

* وفي هذا اليوم جاء في الاخبار ايضا ما يأتي ( اعلن المفتش العام لوزارة الخارجية الامريكية هاورد كرونغارداستقالته بعد فضائح عقود الوزارة في العراق ؛ ومنها عقد انشاء السفارة الاميركية في بغداد بما يقترب من 600 مليون دولار؛ علما بأن شقيقه ألفين كرو نغارد كان هو الاخر يعمل مستشارا للشركة الامنية ( بلاك ووتر ) المتعاقدة في العراق بمبلغ 800 مليون دولار لتوفير الحماية ؛ وكان من آخر نشاطاتها قتل 17 عراقيا مدنيا في ساحة النسور في ايلول الماضي .

* معهد بوركينغزللدراسات الاستراتيجية الامريكي قدم في بداية شباط من عام 2003 خطة اسماها ( بناء العراق بعد التحرير !! ) وتقع الخطة في في مجلدات ضخمة بلغ عددها ( 17 ) مجلدا ؛ عكف على اعدادها اكثر من مأتي خبير في الشؤون الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والهندسية والعلمية والنفسية والدينية اضافة الى اخصائيين من العراق ( يا للشهامة والنخوة ) ومن البلدان العربية ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت رعبا ) ؛ ولكن هذه الخطة المحكمة ؛ لم يطبق منها لحد اليوم غير بنود التفرقة العرقية والاثنية والطائفية يحيطها اطار من المحاصصات وما الى ذلك !!! ورحم الله الرصافي الذي قال :
كم يدعي وطنية من لم تكن مرت ببابه

* لمناسبة قرب حلول عيد الاضحى المبارك ورأس السنة الجديدة ؛ وصلتني تهنئة من صديق مغربي فاضل صدوق ؛ يذكرني بايامنا في قصر الحمراء في غرناطة ونحن نجول في ارجائه ونستنشق عبير التاريخ ؛ وقد ارفقها بطاقة ملونة زاهية عليها ابيات للشاعر ( ابن زمرك ) يصف فيها قاعة الاسود ؛ حيث النافورة في قاعتها البهية وقد اصطف على جوانبها الاسود ؛وهذه النافورة هي ذاتها التي نقشت عليها ابياته المدونة في ادناه تحية منه الى السلطان ( محمد الغني بالله بن يوسف ـ المتوفى عام 1391م) حيث يقول فيها : ــ
تبارك من اعطى الامام محمــدا
مغاني زانت بالجمال المغانـــــيا
يذوب لجين سال بين جـــــــــواهر
غدا مثلها في الحسن ابيض صافيا
تشابه جار للعيون بــــــــــــــجامد
فلم ندر ايا منهما كا ن جـــــــاريا
ألم تر ان الماء يجري بصفــحها
ولكنها مدت عليه المـــــــــــجاريا
كمثل محب فاض بالدــــــمع جفنه
وغضض ذاك الدمع اذ خاف واشيا

* ونحن نتمشى ذات صباح مشرق في بارك ( فيلا بوركيزه ) في روما ونتطلع الى كثير من التماثيل المقامة لعظماء من انحاء شتى من العالم ؛ سألني صاحبي هل ان هذه التماثيل اقيمت للتكريم والتقدير ؟ قلت بلى وللذكرى والاحترام ايضا ثم سألته ...هل رأيت بينها تمثالا اقيم لشخص خان وطنه ؟!! هز رأسه نفيا وقال ؛ وهل صادفك أنت ؛في الساحات العامة او فوق قمم الجبال او على ارصفة الموانيء في كل البلدان التي اقمت فيها او زرتها تماثيل لمثل أولئك الاوغاد ؟!! اجبته كلا ولا اعتقد ان ذلك سيحدث في المستقبل ؛ تبادلنا نظرات الفهم الرمزي المشترك .......ثم واصلنا سيرنا .





#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة شركاء الحرف
- المُهجرون
- الساسة المصفدون
- سلمان شكر شاعر الموسيقى
- الى قيثارة الشاعر العراقي الكبير حافظ جميل
- مشروع تقسيم العراق وتجاهل القانون الدولي
- من مقدمات كتبي : أدب القضاة
- ووجهكِ ضاحك القسمات طلقُ 2
- ووجهك ِ ضاحك البسمات طلقُ 1
- بائع الرمان في غرناطة
- يحكى أن .... يا له من انقاذ !!
- العصر .... ورجال الدين
- 100000 قاريء
- ابطال مفخخات الدستور العراقي
- الكأس الوحدوي
- الدستوروقانون الاحوال الشخصية وحقوق المرأة
- المطاردة
- المركزية والفيدرالية
- صبيحة الرابع عشر من تموز 1958
- فن الحكم والتقرب الى الشعب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالص عزمي - لقطات غير عابرة