أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - اليمن: بين فكين














المزيد.....

اليمن: بين فكين


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في اليمن وحدها يكون كل صراع هلامي الملامح متداخل حتى في حالة السلم الذي عبره تزول المخاوف ويكون الإنسان أكثر اطمئنان إلى وجود التعدد والنضال السلمي البعيد عن النضال الثوري أو الدموي الذي يصعب معه الفرز وتلاشي حدود الانتماءات.
الأساليب التكتيكية من تحضر وحدها في لعبة الصراع السياسي الدائر في يمن اليوم وهي وحدها من تحدد ملامح مستقبله الذي يرى فيه سياسيون ومراقبون لاعتمالات الحدث ملامح مستقبل أسوأ ليس إلا، رغم الشعارات التي رفعت وترفع من قبل السلطة والمعارضة.
الكل دون استثناء يمارس لعبة قاتلة ومضرة ، المعارضة تنتهج ذات أساليب السلطة في إنتاج إفرازات سامة في جسد ما تبقى من مناعة وطنية تنحو منحى متقدم أثرت هذه الإفرازات الحادة في نشوء ملامح النظام السياسي القادم وضربت ركائز الدولة .
منظمات المجتمع المدني شبه الموجودة تقيدها الأمزجة الشخصية وتعلب بها أهواء الساسة الكابحة لمنضجات نموها السليم في جسد الحراك المجتمعي وبذلك ساهم أفرادها أو مالكوها إن صح التعبير في إجهاض أجنتها .
السلطة تمارس خلق كيانات تقليدية قبلية وصناعة –مشائخ- جدد بوعي تام كونها ركائز وجودها وتموضعها في قلب التحكم وبالتالي استطاعت استدراج القوى السياسية اليمنية المعارضة بدون وعي إلى دوامة هذه الكيانات وأزاحتها بعيدا عن الأطر الأكثر دستورية وتقدمية وفاعلية ، كما استطاعت من خلالها أن تشل حركتها من خلال إشغالها في دوامة استرضاء هذه القوى واستمالتها غلى جانبها ليظل المجتمع رهين خيارات أشخاص ونافذين وأمزجة مشائخ.

المشترك مفيرس بخلايا نائمة لم تستيقظ بعد وكذلك وجود تيارات وشخصيات في مجموع أحزابه لها ميول تقليدية استطاعت أن تجر أحزابها عبر هذه الأطر وإقناعها بمدى صوابية الأخذ بالاعتبارات المناطقية والقبلية كونها الأساس الذي ينبني عليه التغيير!
وثالثة الأثافي كما يقال ..أن اليمن تمر بمرحلة تخلخل خطير وعدم استقرار سياسي حيث يتجلى هذا التخلخل حتى في عمق الجامعات اليمنية وأساتذتها ويتم تلقين الطلاب مفاهيم تشتيتية ومناطقية استعلائية ففي كلية الإعلام بجامعة صنعاء وصف أحد الدكاترة أثناء تطرقه لنقد- الحركة المدنية السلمية في المناطق الجنوبية – الجنوبيين بأنهم كانوا "مكنسين" حد قوله مما دفع أحد الطلاب المنتمين للمناطق الجنوبية إلى الخروج من قاعة المحاضرة احتجاجا على هذا الوصف الذي اعتبره وصفا منحطا ، وهو مؤشر خطير على مدى ما وصلت إليه البلاد من انقسامات تتشكل خفية في خلايا المجتمع اليمني، وخطورة ذلك أن هذه الكلمة صدرت من دكتور يمثل أحد النخب الذين كان من المفترض أن يكونوا أحد لاحمات الوحدة الوطنية ومحفزات التغير نحو الأفضل . وقبله كان أقدم دكتور يعمل مدرسا لمادة علم الاجتماع بجامعة ذمار على الاشتراك في عملية ثأر مع أحد ضباط امن ذمار في البحث الجنائي بإب بدوافع مناطقية.
الوضع خطير والفراغ السياسي يبدو متسعا وتلعب السلطة مع ذاتها من خلال تفريخ كيانات وملتقيات قبلية ظاهرها أنها ضدها وباطنها تحقق مآربها ، فيما الأحزاب السياسية لم تغادر المنطقة الرمادية .
الشخصيات الوطنية الأكثر تقدما وتحفزا للتغيير وصناعة الوعي الجماهيري سرعان ما تلجم حناجرها من قبل انتماءاتها السياسية لتتحول إلى مدافع تدوش ولا تصيب الهدف- حد تعبير أحد السياسيين – وتستخدمها التيارات التقليدية المسيطرة أدوات إعلامية متى أرادت إيصال رسالة شخصية إلى السلطة التي تعودت على مثل هكذا رسائل ، غير أن أكثر ما يقلق السلطة ورموزها هي اعتمالات الجنوب وحركة القوى المدنية التي من أهم سماتها أنها منظمة ولديها خارطة طريق واتجاه محدد.

القنابل تحمل شظايا متعددة وماسكو ا أزمة صواعقها متبايني التوجهات من قوى تقليدية رافضة لوجود الدولة بتاتا إلى قوى تحديثية تؤمن بالدولة ووجود النظام إلى أخرى ترقب الحدث وتفضل مريج الحياة .
البلاد بين فكي حاضر مخيف ومستقبل أخوف.
------------------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تحتشد القوى التقليدية في اليمن؟
- سلاح الرفض
- عن جرائم -سنحان- ومنساة الرئيس صالح
- عن حقيقة استقالة وردة العواضي من موقع أخبار الساعة وتحول صحي ...
- في اليمن : نقابة الصحافيين تتاجر بقضايا الصحفيين في بازار ال ...
- خطاب صالح السلبي وحصاد مر عمره 30عاما
- رؤية الوزير اليمني عبد القادر هلال لمختلف القضايا الوطنية
- مبادرة الرئيس اليمني ..ملهاة جديدة ومزيدا من تكريس الاحادية ...
- حمل السلاح في اليمن..بين ازدواجية التطبيق وغموض الخطاب
- الرئيس صالح :صفقنا له وقلنا إن هذا إلا صالحٌ كريم؟!
- اليمن إلى أين..؟ تساؤلات قلقه؟
- حزب التجمع اليمني للاصلاح ..البديل الأقوى ..وتحديات المستقبل
- من يحكم اليمن؟!
- عن وطنية علي سالم البيض
- المعارضة اليمنية غياب حتى إشعار آخر
- اليمن تنافس مبكر وبوادر بتفكك حزب الرئيس صالح
- قصة من العذاب في سجون الامن السياسي في اليمن –خالد البتول نم ...
- ورقة -دور الشباب في مكافحة الإرهاب
- هموم صحفي يمني
- ثلاثية خطيرة تهدد وحدة اليمن:استبداد السلطة..عجز المعارضة... ...


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - اليمن: بين فكين