أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فوزية رشيد - إعلان وفاة الحضارة الإنسانية














المزيد.....

إعلان وفاة الحضارة الإنسانية


فوزية رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 107 - 2002 / 4 / 20 - 11:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



لم تكن "جنين" والبلدة القديمة في نابلس وبقية المدن الفلسطينية مقبرة للفلسطينيين الذين أثبتوا أنهم وحتى بموتهم أكثر حياة من الجميع، "جنين" كانت مقبرة للنظام الرسمي العربي ولأسس الحضارة الإنسانية في كل مكان، شرقا وغربا. كانت مقبرة لكل المؤسسات الإنسانية الكبرى في العالم ومؤسسات الصليب الأحمر وحقوق الإنسان.
جميعهم ماتوا وتم دفنهم في جنين ونابلس وفي الضفة الغربية، تحت أنقاض المباني التي تم جرفها بسكانها، وتحت وطأة الصواريخ والدبابات الإسرائيلية التي أطلت بوجه أكثر وحشية من النازية والفاشية الغربية. في العاشر من إبريل 2002م تم الإعلان الرسمي لوفاة الحضارة الإنسانية، ووقوع العالم كله في يد العسكرتاريا أو العصابة اليمينية المتطرفة التي تقود اليوم الامبريالية العولمية الجديدة. صرخات هنا وهناك، استغاثة شعب! استفردت بها الوحشية الصهيونية وكل النظم والمؤسسات الرسمية في العالم تتفرج ولا تفعل شيئا. شعوب تنتفض ولا أذن تسمع. النظام العربي الرسمي وقع في سقطة تاريخية ولم يعد له من مصداقية سوى مصداقية نهب ثروات الشعوب وأداء مهمة كلاب الحراسة للأسياد الصهاينة في أمريكا وإسرائيل. فليستمتع المتواطئون على المذابح بوقتهم الآن جيدا، فليناموا ويبنوا القصور ويسترسلوا في خطب التبرير الرسمي. ولكن حتما شبح الاستشهاد الفلسطيني في المجازر المزيفة التي تم ارتكابها وسيتم ارتكاب المزيد منها، سيظل متربصا بهم حتى تنهض الشعوب العربية نهضتها الحقيقية بعد أن بدأت بوادر الصحوة عندها. يومها سيدرك الجميع أن الدم الفلسطيني لم يذهب هباء.
"جنين" لم تمت ولن تموت، فبدل مقاتل هناك ألف مقاتل سيطل من الأرض، وبدل سنبلة ستزهر ألف سنبلة. "جنين" أوجدت أسطورة الكرامة العربية والكرامة الإنسانية في زمن بدون كرامة. "جنين" أوجدت المقاومة في روح كل الشعوب في زمن يتوسل فيه من هم في موقع القوة. "جنين" ألغت أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية، حين وضعت كل ترسانتها الحديثة في جهة، ووضعت مخيم "جنين" في جهة أخرى، ولم تستطع أن تهزم مقاتليها ولتسعة أيام إلا بارتكاب المجازر والإبادة الجماعية. هؤلاء المقاتلون لم يكن لديهم من سلاح إلا سلاح قوة الإيمان وصلابة المقاومة وشرف وكرامة الإنسانية. إسرائيل التي هزمت الجيوش العربية مجتمعة في ستة أيام، واستولت أثناءها على سيناء والجولان والضفة الغربية لم تستطع أن تهزم مخيما فقيرا. جاء وزير الدفاع الإسرائيلي (موفاز) ليشرف بنفسه على عملية الإبادة والمجازر، ثم جاء (شارون) وكأنه يعلن انتصارا على أقوى دولة واجهها! هزيمة عسكرية في مضمونها العميق، وانتصار إسرائيلي رخيص قام على إبادة المدنيين وجرف المباني وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
"جنين" زرعت الأسطورة إلى الأبد وزرعت المقاومة والحرية والكرامة كما يجب أن تكون في كل الأصقاع العربية وفي العالم. هؤلاء المقاتلون الذين لم يملكوا سوى بنادق بسيطة هزموا إسرائيل بكل ترسانتها العسكرية هزيمة نكراء. أحرجوا الدول والأنظمة والجيوش العربية التي تدعي التفوق العسكري الإسرائيلي واختلال التوازن العسكري بينها وبين إسرائيل. بضعة مقاتلين يواجهون ببسالة ما تتهرب منه الجيوش العربية منذ عقود. القوة التي لا تقهر تقف عاجزة أمام مخيم لمدة 9 أيام. ولكن لم يسقط النظام الرسمي العربي وحده، سقط الضمير الإنساني الرسمي، وسقطت الادعاءات الغربية حول حقوق الإنسان وحول قيم الحضارة الإنسانية الغربية. تكشف الوجه الحقيقي حيث عصابة تحكم أمريكا وترهب كل العالم. إنها سطوة العصابة الصهيونية واللوبي الصهيوني والمافيا الصهيونية التي جعلت من غالبية رؤساء العالم مجرد عبيد تحركهم كما تشاء. المقاومون وحدهم لهم شرف المقاومة، ولهم كرامة الإنسانية، وحقيقة الحضارة القائمة على الحرية الإنسانية، وعلى الارتباط بالوطن، وعلى شرف الصمود والاستبسال في وجه هذه العصابة العالمية التي تحرك الدمى الرئاسية في أمريكا والكثير من دول العالم. "جنين" لم تمت وإنما ماتت الحضارة الإنسانية وهي تخنع لإرهاب العصابات التي تحكم أمريكا وتحكمها معا.











#فوزية_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوبة المجتمع البحريني


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فوزية رشيد - إعلان وفاة الحضارة الإنسانية