أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامر سليمان - البديل الاشتراكي هو ثمرة العمل الجماعي لليسار














المزيد.....

البديل الاشتراكي هو ثمرة العمل الجماعي لليسار


سامر سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تأسس التحالف الاشتراكي في يونيو عام 2006، لكي يكون إطاراً للعمل المشترك بين مجموعات وتنظيمات اليسار المصري، أو على الأقل يلعب دور منتدى للحوار بين اليساريين. هذا التحالف هو الإطار الوحيد الذي تلتقي فيه الآن جماعات اليسار في مصر. ولهذا من المهم الحفاظ عليه. أكتب هذه المقالة بناءً على اتفاق مع زملاء منتمين للتحالف الاشتراكي يرون ضرورة الدخول فوراً في حوار يساري/يساري. وقد اقترحت أن تكون جريدة البديل هي أحد الساحات التي تنظم وتحتوي الحوار. وقد تكرم الزملاء المسئولين في البديل بالموافقة على فتح صفحاتهم لهذا النوع من الحوار تحت عنوان "البديل الاشتراكي".

هذا ليس أول مشروع لحوار يساري/يساري. هناك سابقة لحوار اتخذ من اتحاد اليسار ساحة له في عام 2006. لكن التجربة لم تكن عظيمة. فالحوار كان يخيم عليه شبح الخلافات السياسية التكتيكية حول قضية تحالفات اليسار مع تيارات غير يسارية. المجتمع السياسي المصري، بل والعربي، منقسم على أشده بين معسكرين: الأول يضم تيار ديني يميني محافظ يرفع شعارات الأسرة والطائفة، تسانده مجموعات دينية/قومية ترفع شعارات الأمة والجهاد ضد أعداء الأمة. والثاني يضم تيار يميني محافظ شبه مدني يرفع شعارات الأسرة والطائفة والطبقة، تسانده مجموعات لبرالية ترفع شعارات "الحرية" الاقتصادية والعلمانية والمواطنة والقبول بالاندماج في العالم كما هو بما فيه من علاقات هيمنة واستغلال وقهر قومي. هذا بالطبع تبسيط للخريطة السياسية المصرية والعربية. ولكن التبسيط ربما يفيد في رؤية الصورة الكلية الشاملة بدون الغرق في التفاصيل. هذا الانقسام الحاد داخل المجتمع السياسي يعطي الانطباع أحياناً بأن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن المعركة ستنتهي لصالح أحد الأطراف. لذلك انهمكنا نحن اليساريين في الصراع حول من هو الطرف الأسوأ: اليمين المحافظ شبه المدني المسيطر على قمة السلطة، أم اليمين المحافظ الديني المخترق لبعض أجهزة وفعاليات الدولة والمسيطر على السلطة في المجال العام الذي يتميز بضعف تواجد الدولة فيه. سؤال من هو الأسوأ ليس بالسؤال العبثي، فالشكل السياسي الذي يسيطر به اليمين على السلطة السياسية ليس شيئاً تافهاً، وهو بلا شك سيؤثر على مسار تطور السياسة المصرية بصفة عامة، وتطور السياسة اليسارية بصفة خاصة. لكن يبدو أن الإجابة على الأسئلة الخاصة بالعمل السياسي اليومي والتكتيكي تتطلب في البداية الاتفاق حول الخطوط العامة لمشروع اليسار الاستراتيجي. لذلك فأنا أضم صوتي للزملاء الذي يرون ضرورة الدخول في حوار يساري/يساري حول البديل الاشتراكي. فاليسار المصري والعربي والعالمي أكبر من أن يقصر طموحاته على درء خطر أسوأ البدائل اليمينية. وحتى إذا قصرنا طوحاتنا على الحيلولة دون سقوط المجتمعات العربية في الهاوية، فإن المدخل الصحيح لذلك هو النظر للمستقبل وطرح مشروع ايجابي لبناء مجتمع انساني مصري جديد.
ما هو البديل الاشتراكي لمصر ولبلاد العرب؟ البديل ليس متبلوراً بعد في مشروع سياسي واضح المعالم يتجسد في تيار سياسي ممتد في المجتمع وممتلك لمؤسسات سياسية واقتصادية وثقافية. لكننا لا نبدأ من الصفر، سواء لأن هناك أجيال من الاشتراكيين العرب والمصريين رمت ببذور أفكار وممارسات اشتراكية في الواقع لازال لها فروع في الواقع حتى الأن، أو لأن اليسار تيار عالمي، ما يتحقق من نجاح لتيار منه في بلد أو منطقة ما، لابد وأن ينعكس بالإيجاب على اليسار في العالم كله. واليسار يحقق اليوم تقدماً ملحوظاً، خاصة في أمريكا اللاتينية، حتى ولو سلمنا أن الانتصارات الانتخابية التي أنجزها اليسار هناك تحققت بقدر مرتفع من البراجماتية، بل قل بتنازلات سياسية. الحيوية التي تدب في أوساط اليسار اللاتيني هناك لابد وأن تنعكس على اليسار في مناطق أخرى، خاصة أن الثقافة اللاتينية عموماً - والموسيقية منها خصوصاً - تجتاح العالم كله، بما فيه مصر. نحن لا نبدأ من الصفر، بل لدينا ذخيرة من التراث الفكري والعملي الاشتراكي العالمي والعربي. كما أننا لسنا وحدنا في العالم، فلدينا زملاء يساريين في كل بقاع الأرض، من شمالها الاسكندنافي إلى جنوبها الأفريقي، ومن شرقها الأسيوي إلى غربها اللاتيني. نعم.. الراية الحمراء لا زالت ترفرف في كل أرجاء المعمورة. المهم هنا في مصر أن نبدأ انطلاقاً من الامكانيات المتاحة بالفعل. وأهم هذه الامكانيات هي تواجد مجموعات وأفراد في مصر يُعرفون أنفسهم كيسار، ويرون أنفسهم جزءً لا يتجزأ من تيار اليسار في العالم. البديل الاشتراكي المصري والعربي لن يتبلور إلا بالحوار الجماعي والعمل الجماعي اليساري. وفي هذا السياق أحيي اقتراح الزميل خالد الفيشاوي بضرورة عقد مؤتمر سنوي لليسار المصري في مقالته المنشورة بالبديل يوم 20 نوفمبر. وفي هذا الإطار سأحاول أن أشرح الأسباب التي تجعلني أتمسك بالاشتراكية كمشروع للتغيير الاجتماعي. وأهم هذه الأسباب هي أن الاشتراكية هي مشروع جماعي يجيب على احتياجات مجتمع يعاني من سيادة الفردية الأنانية (أنا ومن بعدي الطوفان) كما يعاني من أسرية متخلفة (أنا وأسرتي ومن بعدنا الطوفان) . وهذا موضوع المقالة المقبلة.



#سامر_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل الاشتراكي 2، بديل عن الفردية المتوحشة والعائلية المتخ ...
- الرأسمالية أنواع
- شروط تجاوز الرأسمالية
- العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم
- من دولة الاشتراكية الديمقراطية إلى دولة المواطنة
- لا هلال ولا صليب في السياسة
- ليس بالجيش وحده تقوم الدولة في لبنان
- فحولة الدولة وانوثة المجتمع
- نظام 23 يوليو.. حي يرزق
- خاتمة كتاب المشاركة السياسية في الانتخابات النيابية - مصر 20 ...
- مقدمة كتاب -المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية-.. مص ...
- الأيام دول.. 2- في البحث عن الفواصل بين الدولة والحكام
- الأيام دول-.. من الأسوأ؟ الدولة أم المجتمع؟-
- من الجاني في جرائم التحرش الجنسي بوسط البلد؟
- التيار الإسلامي ومشكلة التراكم الرأسمالي
- اليسار ومشكلة التنظيم، وداعاً للينينية.. هل من جديد؟
- الرأسمالية المصرية.. هل هي طبقة منتجة للديمقراطية
- من -الدين لله والوطن للجميع- إلى -الدين لله والدولة للجميع، ...
- حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية و ...
- حول الإخوان واليسار والعلمانيين


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامر سليمان - البديل الاشتراكي هو ثمرة العمل الجماعي لليسار