أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة صفار - الآلة والإنسان في عمارة يعقوبيان (3)














المزيد.....

الآلة والإنسان في عمارة يعقوبيان (3)


أسامة صفار

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


عيون طلال

كم بثينة مرت على طلال؟ ..كثيرات دفعتهن الحاجة إلى العمل، ودفعتهن الحاجة إلى قبول ما يفعله ..وما يفعله لا يتجاوز تحرشات عاجز يرى الفتاة وسيلة لتفريغ شهوة جنسية في ظل توافر 10 جنيهات كل مرة وفستان كل فترة.. هذه هي صفات العاملة المثالية لدى طلال، وهناك الكثيرات، وهناك أيضا من طلال الكثيرون الذين يرونها كذلك ..المرأة لدى طلال /دمية جنسية!

ملاك خله
بكل تكوينه الملتبس، يبقى ملاك خله الأكثر "آلية"، فهو يدرك بطبيعة طبقته ومهنته وعلاقاته أسرار الآخرين لذلك أدرك سريعا أن بثينه متورطة في علاقة جسدية مع طلال ،.. لكن ملاك لا يستهويه الجنس ، وهى طبيعة جامعي الثروات العظام الذين يقال عنهم دائما (أشخاص بلا مزاج تقريبا) وقادته أهوائه وطموحاته إلى وضعها في سياق خطة (هي إذن للاستعمال بشكل آخر)..فهو يغري بها أخيه "أبسخرون" ليغري بدوره زكي الدسوقي عاشق المرأة
فتعمل سكرتيرة لديه ومن ثم تغريه وتقيم علاقة معه فيشرب معها الخمر ومن ثم يوقع على ورقة بيضاء يمتلك بها ملاك الشقة بعد موته.
ملاك خلة..يعرف أن المرأة لديها الكثير لكنه يطمع فيما هو أكثر فيستعملها!!

زكي بيه
لم يبق من الآمال والطموحات سوى جسد المرأة، وفقد الرجل أهدافه الراقية، متفرغ لغريزته البيولوجية، واحترمها وعاش من أجلها، تذوق كل أنواع النساء واختزل المرأة في جسد كان يضحي بالغالي والرخيص للحصول عليه ولو لمرة واحدة.
"دولت" بالنسبة لزكي الدسوقي هي أخته فقط، فلم يتجاوز الى ما يمكن أن تكون عليها كامرأة، أما أخريات فالمتعة الثانية في الحياة بعد الخمر.
"بثينة" حالة خاصة جدا، إذ جمعتها به غربة المكان والزمان والوحدة وافتقادها الأب وافتقاده الآخر أيا كان..
"زكي الدسوقي" الذي اختزل المرأة في جسد وجد الروح التي لم يبحث عنها منذ زمن حين لمس من "بثينة" حنان لم تعطها الظروف فرصة لأخرجه، وجمعهما أيضا القدر حين تعرضا للإهانة والسجن والمؤامرة فكانت هذه الّذكرى مشتركا ومبررا ليمارس زكي الدسوقي سلوكه الراقي بإصلاح ما أفسده لكن نهاية(عمارة يعقوبيان) حالت دون الإجابة على سؤال، هل سيعود زكي الدسوقي للبحث عن النساء حتى بعد زواجه بعد حياة دامت بهذا الشكل ، وهل ستبقى بثينة مكتفية بعجوز في الخامسة والستين!

الشيخ والعجوز
التأكيد على البديهيات قاسٍ جدا، وتقليد الحياة في الموات أكثر قسوة ،فالزوجة الثانية لعزام عرفت أنها في نظره آلة لإشباع حاجة جنسية طارئة، خاصة حين اشتراط ألا تحمل واعتبر عقد الزواج لاغيا إذا عرفت أم الأولاد القوية بأولادها فقط. والشيخ المتواطئ رآها تفريغا لشهوة..وفقط، حتى أنه طالبها بإجهاض نفسها حين حملت، وحين قوبل هو وزوجها بالرفض أسفر عن وجهة الحقيقي وأجهضها رغم أنفها وطلقها وتحولت إلى ماض، بشكل أكد على معنى كونها كانت"مومسا" في إطار شرعي.
هكذا كانت المرأة في عمارة يعقوبيان..مفعول به دائما، سلبي، للاستعمال...وفقط!!

(3) الفساد
الفساد في عمارة متنوع ومتداخل كنسيج العنكبوت فهو سياسي بالأساس سياسي لكنه تطور إلى الاقتصادي ومن ثم الاجتماعي.
فالسلطة التي آلت إلى الضباط الشباب بسطاء النشأة بموجب الثورة جعلت من النسق العسكري مسيطرا على مقدرات الدولة والمجتمع وصاحب سلطة منع ومنح وانتزاع ما يرغب فيه سواء بإرادة النسق كله أو أفراده دون وجود من يراقب أو يحاسب.
ورغم السلطة المطلقة فان هناك أسبابا يجب أن تساق لانتزاع شقق العمارة التي يوازيها تأميم أملاك الباشوات في مصر(العمارة الأكبر) وبينما أعلن أن هذا التأميم لصالح الشعب فقد اعتبر ضباط عمارة يعقوبيان أنهم الشعب (كانت كل شقة تخلو بهجرة أصحابها يستولى عليها أحد ضباط القوات المسلحة أصحاب النفوذ في ذلك العهد حتى جاءت الستينات فصارت نصف شقق العمارة يسكنها ضباط من رتب مختلفة من أول ملازمين ونقباء حديثي الزواج وصولا إلى اللواء الدكروري مدير مكتب الرئيس محمد نجيب في وقت ما واستطاع اللواء أن يحصل على شقتين متجاورتين في الدور العاشر خصص واحدة لسكنه وأسرته والأخرى كمكتب خاص)
وجاء تسرب الفساد الاقتصادي/السياسي فيما بعد إلى العمارة من خلال محل الفضيات القديم الذي تحول إلى تجارة الملابس الجاهزة بفضل الحاج (محمد عزام) الذي كان يعمل بتلميع الأحذية وغاب عن الشارع كله ثم عاد ثريا وقيل ما قيل حول مصدر هذه الثروة لكنه تحول إلى "كبير شارع سليمان باشا" استجابة لواقع كونه عتيقا فاكتسب بغناه النفوذ، ثم قرر أن يلعب مع الكبار ، ويدخل إلى قبة البرلمان طامعا في ثروة بلا نهاية.

ويكشف الكاتب هنا عن أهم شخصية سياسية/فاسدة في البلد /المحيط الأكبر للعمارة، حيث يدفع عزام مليون جنيه ليدخل المجلس وينجح من خلال كمال الفولي الذي يؤكد في سياق العملية الانتخابية فسادها وتزويرها، ومن ثم يلعب عزام مع الكبار بحصانته ليصطدم بأول ثماره حيث نجح في الحصول على توكيل يطالب الفولي بنسبة الربع منه(لصالح الرجل الكبير)
وهنا تكتمل المنظومة حيث يصبح النموذج موازيا تماما للمافيا التي يفرض الزعيم مع آخرين فيها دفع نسبة من أرباحهم وتنكشف اللعبة تماما حين تؤكد الرواية علم "الباشا الغامض" بكل ما يحيط ثروة عزام من تجارة في المخدرات والفساد وحفظها داخل ملفات لأوقات الاختلاف أو الخروج على الطاعة.
ملفات الفساد إذن مكتملة ، وقد كتب عليها تاريخ ميلادها حيث الثورة التي قلبت الأوضاع فانقلبت منظومة القيم، وسالت حتى أن "ملاك خلة" القمصانجي الفقير وشقيق أبسخرون خادم زكي الدسوقي أبن الطبقة الارستقراطية يبدأ في سلوك استعماري شبه مخطط بالسيطرة ووضع اليد على السطح ثم الطمع في شقة زكي الدسوقي نفسه بعد موته ورسم خطة للحصول على توقيعه على ورقة بيضاء ليكتب عليها عقد بيع ميراثها بعد موته.



#أسامة_صفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- : الآلة والإنسان في عمارة يعقوبيان (2)
- الآلة والإنسان في عمارة يعقوبيان (1)
- مساحة للروح
- مواقف العاشق
- سيدة المزلقان الأولى
- أبواب القصر
- مشهد ليلي


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة صفار - الآلة والإنسان في عمارة يعقوبيان (3)