أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - شراء السلام















المزيد.....

شراء السلام


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 04:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الذين يسردون قصة ( الصحوة) او يتذكرون اللحظات الاولى لنشأة مجالسها، يؤكدون ان اعضاء هذه المجالس سبق وان اشتركوا مع القاعدة او التنظيمات المتطرفة الاخرى في اعمالها القتالية الموجهة ضد قوات التحالف والقوات العراقية، وان حالة المواجهة او الانشقاق حدثت بسبب تمادي القاعدة في فرض نهجها الفكري وتصوراتها الاجتماعية المتطرفة على المناطق التي وجدت فيها تعاونا من وجهائها بطريقة وضعت حياة وسلطة هؤلاء الوجهاء على المحك.
لقد كان بين اولئك الوجهاء قيادات عسكرية وامنية وحزبية من النظام السابق، وقد وجدت نقطة لقاء مع القاعدة هي معاداة الامريكان، لكن الوجهة التي انتهجتها القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة كانت تنحو باتجاه قتل الامال السياسية للعراقيين العاملين في هذه التنظيمات، فالقيادات العسكرية والامنية والحزبية السابقة كانت تريد من خلال المواجهة مع الامريكان تحسين شروطها التفاوضية بهدف الحصول على مواقع في النظام السياسي الجديد، في حين أسست القاعدة لحرب أهلية بين العراقيين على اساس طائفي، وبصورة تعرقل نشوء اي نظام سياسي حديث، وهذا يعني ان الذين انقلبوا على القاعدة وجدوا ان استمرار تحالفهم معها هو مضر بمستقبلهم مهما كانت النتيجة النهائية للمواجهة بين القاعدة والمتطرفين من جهة وبقية العراقيين من جهة أخرى، واذا ما تجاوزنا سلبيات القاعدة فأن العامل الحاسم الآخر الذي قاد الى انهيار تحالف بعض العشائر والمدن مع القاعدة، هو إصرار الامريكان والقوى العراقية على مواصلة العملية السياسية، ما دفع الى تساؤل حلفاء القاعدة عن حصتهم من الثروة الوطنية والسلطة وهو ما لم ليس بالامكان الحصول عليه مع استمرار تحالفهم مع القاعدة.
بشكل عام يمكن القول ان الانشقاق حدث بسبب وجود تناقض في المصالح والرؤى وهو ما كان يدركه منذ البداية كل من تنظيم القاعدة والعراقيين المتحالفين معه، لكن كل طرف كان يراهن على قدرته في فرض سيطرته على الطرف الآخر وتمرير مشروعه، حتى تبين للعراقيين انهم خاسرون مهما كانت النتيجة ما داموا حلفاء للقاعدة. وعليه فأن اسباب الانشاق تعبر عن مصالح وليست مجرد مشاعر عابرة، مع الاعتراف بان هناك من الوجهاء وشيوخ العشائر من يرفض الاحتراب الاهلي العراقي.
حدثت في كثير من مناطق العالم حالات من الاقتتال الداخلي التي تم التوصل الى ايقافها باتفاقات تضمنت دفع اموال كانت غالبا تذهب الى زعماء الفصائل المسلحة، لكن الحكومات كانت تواجه دائما معضلة التأهيل الاقتصادي والوظيفي للمقاتلين العاديين الذين اعتمدوا على حمل السلاح كمصدر للعيش مدة من الزمن واصبحوا غير قادرين على الانخراط في سوق العمل، الحالة العراقية اليوم فيما يتعلق بالمقاتلين في تنظيمات (الصحوة ) وصلت الى هذه المعضلة، فكثيرا ما برر هؤلاء تحالفهم مع القاعدة بأسباب اقتصادية بعد حل المؤسسات العسكرية والامنية وبقية الاجهزة التي كانوا يعملون فيها، وهناك اليوم من يدعو الى دمجهم بالاجهزة الامنية الجديدة، في حين يطالب زعماء آخرون بصرف مستحقات مالية اكبر لهؤلاء المقاتلين في الوقت الراهن وترك التفكير بالمستقبل، واصبح من الشائع في وسائل الاعلام وعلى ألسنة العراقيين ان المقاتل العادي في (الصحوة) يحصل على ما يقارب الثلاثمئة دولار شهريا بينما يصل ما يحصل عليه القيادي (وهم غالبا من زعماء الافخاذ والعشائر) الى ما يصل مليون دينار شهريا، وهناك من يطالب بزيادة هذه المبالغ، هذا الوضع شجع الكثيرين على الانخراط في مجالس الصحوة بل ان مثل هذه المجالس بدأت تتشكل في مناطق ليس للقاعدة فيها نفوذ يذكر وهو ما سيكلف الدولة اموالا باهظة ويفتح قناة جديدة للفساد وتبديد المال العام.
من الخطر ان يترسخ في الفهم الشعبي، كون حمل السلاح وسيلة مناسبة للعيش، واستمرار التوسع في انشاء مجالس الصحوة بطريقة غير مدروسة سيؤدي الى تضخم عسكرة المجتمع والعودة الى الوراء، صحيح ان الدولة بحاجة الآن الى مجالس الصحوة لتحقيق الامن والاستقرار لكن عليها البدء في التفكير بآليات جدية لتأهيل هؤلاء المقاتلين بما يسمح لهم بالعودة الى سوق العمل، حتى ولو عن طريق التسليف الميسر، المهم ان يتقلص عدد حاملو السلاح في المجتمع العراقي حتى من اولئك الذين يقاتلون الى جانب الدولة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتقليص مستوى العنف على المدى البعيد.
الامريكان هم من بدأ بدفع الاموال لمجالس الصحوة ولكل من يتوقف عن مقاتلة قواتهم ويوجه سلاحه نحو القاعدة، ووجدوا ان هذا الامر اكثر جدوى من الوسائل الاخرى بل حتى انه اقل كلفة، فالامريكان يفكرون بعقلية الجيش الذي يريد كسب المعركة دون ان تنتابهم الهواجس فيما يتعلق بالمجتمع على المدى البعيد، بينما يدرك العراقيون ان التدمير المنظم للمجتمع الذي مارسه النظام السابق كان يعتمد على عسكرة هذا المجتمع اساسا، والعسكرة ستقف عائقا امام بناء نظام ديمقراطي يسمح بحرية التعبير عن الرأي ويقوم على احترام القانون واستقلال القضاء والحريات المدنية، ان العسكرة تعني الطاعة والعنف بغض النظر عن اتجاهات وشعارات ذلك العنف.
هناك حذر داخل بعض دوائر القرار العراقية من دعاوى دمج مقاتلي العشائر بالاجهزة الامنية فهم يمتلكون علاقات سابقة بكل من القاعدة ومؤسسات النظام السابق وبالتالي لا يمكن ضمان ولاء افراد هذه المجالس، مع الاعتراف والالتزام بحق ابناء جميع محافظات ومناطق ومكونات العراق بالحصول على وظائف في مختلف مؤسسات الدولة ومنها الامنية وفق السياقات القانونية وبما يحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص. ان شراء السلام تقنية مناسبة للقوات الامريكية لكنها محفوفة بالمخاطر بالنسبة للعراقيين اذا لم يتم التعامل معها بجدية وحرص بعيدا عن الاندفاعات سواء تحت ضغط الحاجة الامنية او تحت تأثير المشاعر العابرة، وفي كل الاحوال فان مجالس الصحوة تستحق الدعم والرعاية ما دامت ملتزمة بالثوابت الوطنية والدستورية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان النوايا...فرصة للجدل
- المناعة ضد الديمقراطية
- دور الأمم المتحدة في العراق
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ساطع راجي - شراء السلام