أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - -حرب الأفيون- الجديدة بأيدي اسرائيلة














المزيد.....

-حرب الأفيون- الجديدة بأيدي اسرائيلة


صدقي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 06:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


حملت الحرب التي قامت بين بريطانيا والصين في الفترة من 1840 - 1842م اسم "حرب الافيون"، بعدما حاولت الصين منع تداول المخدرات على اراضيها الذي كانت بريطانيا تعمل على نشره تحت ذريعة "حرية التجارة!!".
وانتهت حرب الافيون الاولى بانتصار بريطانيا -مجبرة عبر 16 سفينة حربية و 4000 من المشاة البرية-، حكومة أسرة "تشينغ الصينية" على توقيع "معاهدة نانجينغ" التى مست سيادة البلاد وجرحت كرامتها، وبمقتضى تلك المعاهدة دفعت الصين تعويضات كبيرة وتنازلت عن هونغ كونغ، مما فتح الطريق لغزو القوى الغربية الكبرى للصين واحدة تلو الاخرى.
اليوم، نرى شعبا محتلا يحاربه عدوه بمختلف الاساليب والطرق، من اقامة جدار عنصري واستيطان، وهدم وقصف وقتل، وتلويث للبيئة، واحداث الشرخ، والفتنة بين الأشقاء وبقايا وطن مغتصب، واستكمالا لسلب الإرادة، كما سلب الوطن يشن الاحتلال "حرب الافيون" بتعزيز تفشي المخدرات بين افراد المجتمع الفلسطيني ودعم تجارته.
حرب من نوع اخر يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين تستهدف أهم شئ على هذه الارض الا وهو الانسان اغلى ما نملك، في محاولة لتحطيمه وتدميره ليكون هو والارض لقمة سائغة، فلا مقاومة، ولا عقل يفكر، ولا مجتمع حضاري يبني ويتقدم.
وملامح هذه الحرب تتضح في عدة جوانب ابرزها الاحصائيات والارقام المذهلة حول هذه الظاهرة؛ فحسب كل من "هيئة علاج وتأهيل مدمني المخدرات والكحول في فلسطين عامة والقدس الشريف خاصة" و "دائرة الإحصاء المركزي ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات" عندنا ما بين 40 – 60 الف "متعاطي" في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 15 الف متعاطي في مدينة القدس، و10000 مدمن على صعيد الضفة والقدس.
وبلغت نسبة المدمنين العرب إلى المدمنين في فلسطين المحتلة عام 1948، 29%. مع العلم أن نسبة السكان العرب إلى اليهود تساوي 18%.
وحسب الجهات المختصة فإن ظاهرة الإدمان والتعاطي في ازدياد مستمر، وتتركز بين الشباب الذين يشكلون 55% من المجتمع الفلسطيني، وأكبر بؤرة لهذا النشاط والتاثير في مدينة القدس.
من هذه الارقام يقفز للاذهان مباشرة فكرة استهداف ابناء القدس بهذا الوباء، وهو بالفعل الواقع على الارض، فالى جانب عزل القدس ومحاولات طرد سكانها وتهويدها والحفريات تحت المسجد الاقصى، يستهدف الاحتلال المجتمع وأهم ركائزة وهم الشباب أمل المستقبل وبناته، في محاولة لافسادهم وجعلهم شكلا بلا مضمون واسما دون فعل.
والمشكلة- ناهيك عن الناحية الأخلاقية والدينية للموضوع وبعدها الاجتماعي- لها بعد آخر سياسي، فعندما يكثر المدمنون سيحتاجون لمبالغ مالية ضخمة، وليس لهم إلا البيوت والأراضي ليسددوا حاجتهم هذه؛ فيبيعون أراضيهم ويعملون في أعمال تمس بالقضية والثوابت الدينية والوطنية وبيع وطنيتهم للاحتلال، مما يجعل المخدرات مشكلة تنخر في عمق المجتمع الفلسطيني، وصنفا جديدا من حرب الاحتلال وسياساته المبرمجة بمساندة ضعاف النفوس.
وكما روى العديد من اهل القدس ومن خلال الاطلاع على بعض الدراسات والتقارير للجمعيات المختصة يتضح ان الاحتلال يقوم بدس متعاونين معه ويدفع اموالا لهم مقابل قيامهم بتسويق المخدرات في الأحياء العربية في القدس، كما انه يسمح بمرور المخدرات عبر الحواجز ونقاط التفتيش ويغض النظر عن مروجيها بين الشباب الفلسطيني.
ولا يكتفي الاحتلال بـ"حرب الافيون"، فهناك ما يساندها ويكملها من عوامل افساد المجتمع ومحاولة تحطيم بنيته الاجتماعية، كما صنع المستعمرون والمحتلون عبر تاريخهم من تجهيل للشعوب وضرب قيمها الاجتماعية وتحطيم معنوياتها وطمس عنصر العزة والكرامة في نفوسها، إضافة لسحب إرادتها عن قرارها السيادي واستقلالها الاقتصادي.
وعلى الرغم من ذلك، وامام كل محاولات التحطيم للانسان الفلسطيني، يتصدى هذا الشعب لبطش الاحتلال بجسده العاري، مسطرا ملحمة صمود وثبات امام محاولات تجهيله وتدمير ابنائه وطمس هويته وتراثه.
ومن الضروري أن يواجه هذا الصمود بوقفة مساندة ودعم من المسؤولين والمؤسسات والهيئات المختلفة، واعطاء هذا الأمر أهمية خاصة توزاي الاهتمام بالدفاع عن الارض والمقدسات.
هذا الدور وجدنا شيئا منه لدى مؤسسات وجمعيات تشكر عليه، إلا اننا ندعو لمزيد من مضاعفة الجهد والاهتمام في هذا الجانب لما يشهده من تقصير . فكما ان "الاقصى في خطر" فان "شباب القدس في خطر" بل وشباب فلسطين.



#صدقي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وروح المبادرة
- هذيان لاجئ فلسطيني
- رمضان وأحلام الوحدة(2)
- رمضان ومبادرة الوحدة (1)
- فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية
- -ممر السلام- أفيون مخدر أم تحول جذري؟
- الأسطورة المقاوِمة: لازِمة من لوازم الإرث الفلسطيني
- 100 مليون دولار!!! ويرفضها!!
- كفاك تضليلا سيادة الرئيس
- صرخة من الأغوار لعلها تلامس شغاف القلوب
- احياء قضية حق العودة في وسائل الاعلام
- حرب الاحتلال غير المعلنة على البيئة الفلسطينية
- يا عمال فلسطين اتحدوا
- 11 عاما على مجزرة قانا ودماء المجازر تنزف
- من لابناء الاسرى؟


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - -حرب الأفيون- الجديدة بأيدي اسرائيلة