عمار السواد
الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 11:05
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
قضية فتاة القطيف من القضايا الخطيرة التي تفرض نفسها على الضمير، ومهما كان ضميرنا ميتا بفعل الانسياق وراء الاندفاعة الجمعية القطيعية فان هذه القضية تهز الضمير الانساني. وهي قضية تفوق مرات ومرات قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بتعمد نقل الايدز لليبيا التي اقام الغرب الدنيا من اجلهن ولم يقعدها وقضية المعلمة الانكليزية في السودان والمتهمة بالاساءة للنبي.
واهميتها تكمن في انها ظلم واضح، وسوء استخدام لتعاليم الاديان، واساءة واضحة للانسان، وقفز متعمد على حقوقه.. وهي سلوكيات تنتمي الى نفس الارضية التي افرزت تنظيم القاعدة وبقية الجماعات الدينية المتطرفة التي تجد في نفسها وكيلة عن الله في تطبيق "تفسيراتهم لاحكامه". ومن المخجل ان ينتهل نظام قضائي في بلد مهم من العقلية التي تستند اليها تنظيمات مجرمة تعيث في الارض الفساد.
قضية فتاة القطيف كما هو منقول في وسائل الاعلام السعودية والوسائل العالمية هي، ان فتاة من منطقة القطيف شرق السعودية متزوجة ولها من العمر 19 سنة تم اغتصابها من قبل سبعة اشخاص وعدد مرات الاعتداء بحسب بعض المصادر هي 14 مرة، وقد اختلفت الروايات عن كيفية اختطافها من قبل الجناة بين انها كانت متوجهة الى بيتها فخطفت من الطريق او انها كانت في "خلوة مع رجل اجنبي" في مكان ما. وعندما قدمت القضية الى القضاء حكم عليها بتسعين جلدة وسجن 6 اشهر، وتضاعف الحكم بعدما طالب المحامي بالاستئناف ليصبح 200 جلدة بتهمة خلوة امرأة "محصنة" مع رجل اجنبي. وقد سحب القضاء السعودي اجازة المحامي لانه نقل ما حصل في جلسات المحكمة الى الاعلام.
ان هذه القضية هي قضيتنا نحن الذين ننتمي الى هذه الارض، فليست قضيتنا هي قضية الممرضات البلغاريات الجانيات او المدرسة التي اتهمت بالاساء للدين او غيرها من قضايا تتصل بمواطنين اوربيين او امريكيين، قضيتنا هي قضية امثال هذه الفتاة التي تنتمي بيئتنا وليتصور اي منا ان هذه الفتاة هي قريبته اذن كيف سنتصرف؟
المسؤولون السعوديون، وبعد ان احرجهم الاعلام، قالوا بانهم سيتابعون القضية وسيتحرون تطبيق العدال، هذه التصريحات يجب ان لا تخدعنا، لان العدالة من وجهة نظر القضاء المطبق في السعودية يدين البنت ما دامت قد اختلت برجل اجنبي، سواء اغتصبت ام لم تغتصب. فالمشكلة هي الاحكام والقوانين التي يؤمن بها هذا النظام القضائي الموغل بالجفاف والتخلف. ودعم قضية الفتاة يستدعي ايضا الوقوف بقوة بوجه قضاء لا يؤمن بالرحمة او حرية الانسان..
لذلك فاني ادعو كافة الزملاء والزميلات في الحوار المتمدن الى البدء بحملة لمكافحة حكم المحكمة الصادر بحق الفتاة والذي يتضمن تحويل المظلوم الى ظالم، وايضا العمل على التصدي للنظم القضائية التي تطبق احكاما جائرة بحق الانسان وتعتبرها عدالة.
#عمار_السواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟