ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 09:50
المحور:
الادب والفن
حتمًا هم في انتظاري.
حسنًا, ها أنا جاهز لأنطلق عائدًا إلى مدن اللبن والعسل.
لكن, ما كلّ هذا الدمار ؟ كيف تمرغت أكواز الصبّار بالدم والغبار, كيف؟
ثمّ, أين هم, أما اعتادوا انتظاري في الطرقات مهللين..؟
حسنًا سأبحث عنهم لعلّي أباغتهم بعودتي.
أنظر حولي, فتتسع مسافات الدهشة .
أبحث عن بصيص أمل. من بعيد, أبصرُ حجرة مضاءة . تبدو كالقفص الكبير. يسبقني ظلّي إليها. أتسمرُ خلف الأبواب الزجاجيّة. أتلصص على من فيها.
آه, ها هم. فريقٌ يجلس عن اليمين وآخر عن اليسار, وكلّ خلف جهاز. تتلاحق الصور وأصوات طلقات , ويعلو الضجيج حتى يصل أقاصي الأرض.
لا يراني أحد.
أخبط على الزجاج بكلتيّ يديّ وبنوبة ابتهاج أنادي:
- أيها الأطفال, أنا هنا. هنا, محمّلا ً بالدمى..
لا أحد يبالي.
يحتقن صوتٌ بسؤال:
- من هذا الكهل الأحمر؟
ينتزع الطفلُ المجاور عينيه عن الشاشة للحظة كي يعزف على قيثارة الشفقة:
- المسكين بابا نويل., ما زال يحيا في حلم العودة ..
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟