أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد دلومي - استقيلوا يرحمكم الله















المزيد.....

استقيلوا يرحمكم الله


محمد دلومي

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 03:22
المحور: كتابات ساخرة
    


حينما اتهم وزير التجارة الصيني السابق بالرشوة واستغلال منصبه وتلقي عمولات , لم يدافع عن نفسه أو قال أنها مؤامرة حيكت ضده من أطراف مغرضة وسيكشف عن تفاصيلها في الوقت المناسب كعادة وزراء الجزائر حينما يتهمون بمثل هذه الأمور , لكنه وفي جرأة رجال –الساموراي- الأشاوس أخرج مسدسه وأطلق النار على الجميع برصاصة في رأسه لتعيد له شرفه المهدور
ويموت بكرامة ويستر عاره وهيبة دولة الصين , وكان بإمكانه أن يستقيل ويدافع عن نفسه ويخرج براءة إن لم تثبت عليه الاتهامات المنسوبة إليه .
في الجزائر التي يكثر الوزراء فيها الكلام دون فعل ويعشقون الولائم في كل زياراتهم التفقدية كأن الدولة استوزرتهم لأجل حضور الولائم وليس لتقييم المشاريع والسهر عليها , جرجرت فضيحة الخليفة بنك أو ما يسمى بفضيحة القرن خلفها ترسانة من الوزراء وأصحاب المعالي إلى قاعة المحكمة .
ففي قضية ما اصطلح عليه في الإعلام الجزائري بفضيحة الخليفة بنك الذي نهب فيها شاب غر جاء من العدم اسمه عبد المؤمن خليفة ملايير الدولارات وفر إلى الخارج , مخلفا خلفه أسر فقدت كل مدخراتها المالية محطما بذلك مستقبلهم وزعزع حتى ثقة المواطن في مؤسسات بلده البنكية .
وقف طابور من الوزراء أمام هيئة المحكمة للإدلاء بشهاداتهم , والمضحك المبكي في الأمر أن شهادة أغلبهم كانت إدانة لهم أكثر مما هي شهادة تنصف المظلوم وترد له حقه, لكن الضحية في مثل هذه الأمور دوما مسئولين صغار تلقى عليهم مسؤولية الإهمال وإهدار المال العام ليكونا قربانا ويدفعون ثمن غيرهم او يتحملون المسؤولية الكاملة في أمر كان دورهم فيه ثانوي مع العلم أن أغلبهم
صرحوا أمام هيئة المحكمة أنهم أودعوا أموال المؤسسات وبعض الهيئات الاقتصادية في بنك الخليفة بناء على أوامر شفهية صادرة من وزرائهم , ورغم ذلك دفعوا ثمن طاعتهم للأوامر وأودعوا السجن , ليخرج الوزراء إلى مناصبهم وأعمالهم كأن شيء لم يكن
وليغلق الملف وتعلق باقي القضايا إلى إشعار آخر والأكيد أن هذا الإشعار لن يأتي أبدا .
و من جملة التصريحات التي أدلى بها البعض أمام هيئة المحكمة أن ثمة وزراء خلال شغلهم لمناصب وزارية كانوا يزورون مدير هذا البنك في مكتبه بصفة دورية , وتصوروا وزيرا بعظمة شأنه وجلالة قدره يزور صاحب بنك ويتودد إليه في الوقت الذي يعجز معاليه الرد على رسالة مواطن يطلب تدخله لإنصافه ورد الاعتبار له في أمر يخص قطاعه الوزاري , وإطلالة بسيطة على الجرائد الجزائرية اليومية لنكتشف كم هي صرخات المواطن للوزير الفلاني والوزير العلاني راجين منهم التدخل لحمايتهم من التعسف والظلم .
إنها إحدى الفضائح الكبيرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة المعلقة في أعناق وزراء الحكومات المتعاقبة , وآخر هذه الفضائح هي استيراد أطنان من البطاطا المغشوشة المخصصة لعلف الخنازير الكندية , وشحنات أخرى مصابة بأمراض مختلفة وفيروسات خطيرة , ليتناولها المواطن الجزائري و كله ثقة في مسئولين ووزراء يسهرون على سلامته الجسدية , وبدلا من أن يستقيل وزير التجارة ووزير الفلاحة حتى لا أقول يستلان مسدسيهما ويطلقان رصاصة على رأسيهما جراء هذه الفضيحة راح معاليهما يلقيان المسؤولية واللائمة على مصالح وزارتيهما وكل يتنصل من هذه الجريمة الأخلاقية والإنسانية التي ندد بها حتى البرلمان الكندي وقدم مساءلة لوزير فلاحة حكومتهم على هده الفضيحة الأخلاقية , في الوقت الذي كان أعضاء برلمان الجزائر يتفاوضون على العلاوات والأجر الشهري الذي يخص النائب والحصانة البرلمانية وجوازات السفر الدبلوماسية والسكنات وأمور أخرى أقل ما يقال عنها لا تشرف أي نائب يحترم ناخبيه ووطنه , ومن فضيحة الخليفة بنك و فضيحة البطاطا التي اختلفت في شأنها وزارة التجارة والفلاحة ظهرت فضيحة أخرى بطلها هذه المرة
أقدم وزير في الجزائر الذي استحق بحق اسم أقدم مستحثة حكومية من حيث البقاء في منصبه رغم فشله الذريع في تحقيق أدنى نجاح يخص قطاعه يحسب له , والفضيحة هذه المرة من العيار الثقيل جدا إذا أنها لا تخص بطاطا ولا مال منهوب بل تاريخ أمة وعقول أجيال ومستقبل وطن , ففي كتب تاريخ التلاميذ وصف المجاهدين إبان الثورة التحريرية المجيدة بالمقاتلين الخارجين عن القانون مثلما كانت تسميهم فرنسا وكأن الكتب المدرسية الجزائرية نسخت حرفيا من وزارة التربية الفرنسية التي لازالت تملا عقول تلاميذها بكثير من المغالطات التاريخية التي لا تفرق بين الجاني والجلاد , ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد لهان الأمر ولقلنا كالعادة أن أطراف مغرضة تسعى لعرقلة إصلاحات الوزير , لكن الأمر تعداها حينما بتر جزء هام من السلام الوطني الجزائري في كتب التلاميذ .
دون أن نتكلم عن المستوى الدراسي للتلاميذ والنقائص الفادحة في وسائل التدريس في زمن وصل فيه سعر البترول 100 دولار للبرميل ووصل فيه سعر التلميذ إلى اقل من كيلو بطاطا , أمام هذا كله بقي أقدم مستحثة وزارية متمسكا بمنصبه والأكثر من هذا قدم كعادة الوزراء عندنا قرابين وكباش فداء كمشجب يعلق عليه كل فشل القطاع ويحاسب بعض البسطاء من أسرة التربية والتعليم على أخطاء لم يستطع معالي الوزير أن يكون شجاعا ويتحملها , أخطاء مثل هذه لو وقعت في دولة تحترم شعبها وتحترم الوطن والإنسان لانتحر طاقم حكومي بكامله , لكنها الجزائر التي يموت فيها الشعب على ضفاف الشواطئ الايطالية والاسبانية طلبا للكرامة التي دفنت على شواطئ العالم ومطاراته وهربا من الفقر الذي بلغ بالناس حد الانتحار وببنات الشرف إلى بيع الشرف لإعالة أسرهن ورغم هذا يصرح وزير التضامن في إحدى تصريحاته أن لا فقر في الجزائر , وهو محق في ذلك فهو لا يعيش في أحياء باب الواد الفقيرة وضواحيها ولكنه يعيش متنقلا بين باريس ومحمية موريتي أو الجمهورية الأخرى التي يحرم على المواطن العادي دخولها لأنها مخصصة للمسئولين وأسرهم فقط رغم أن الدستور يعطي للمواطن الجزائري حق التنقل في ترابه الوطني بكل حرية ورغم فائض الرخاء والامتيازات التي يحظى به وزرائنا يبقى الفشل حليفهم دوما لدرجة أن وصل الأمر برئيس الجمهورية إلى توبيخهم أمام عدسات المصورين وعلى المباشر ولكن للأسف هناك وجوه مغلفة بكل أشكال المعادن الرخيصة لا تستطيع حتى استرداد كرامتها ليس بطلقة في الرأس بل باستقالة تحفظ ماء الوجه إن بقي على الوجوه حياء .
بعد كل هذا لم يبق لي سوى أن أطرح على نفسي هذا السؤال
ماذا لو أقدم كل مسئول جزائري على الانتحار بسبب فضيحة ما ..؟
الأكيد أن الحكومة ستبقى بلا وزراء والمصالح الحكومية ستقفل أبواب مكاتب مسئوليها ومصالح البلدية ستصبح مشرفة على جنائز لرؤساء البلديات والدوائر المنتحرين .
نحن لا نقول لكم انتحروا بشرف , فلستم أهلا لشرف الانتحار نقول فقط استقيلوا يرحمكم الله .



#محمد_دلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون عاما مرت على البهدلة
- دولة فلان وشركاءه .
- أبشروا .. العرب يقاطعون
- الوضع العربي بالشقلوب
- الاستثمار في الإرهاب
- عولمة الفساد
- افلونزا الغرور
- سنة أولى تمرد
- وداعا .. ياسمين
- ديمقراطية ميكي ماوس العظيم
- الرئيس سلفادور اللندي
- عندما كنت حمارا


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد دلومي - استقيلوا يرحمكم الله