أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بعد الدنيا : يتقاسمون الآخرة ...














المزيد.....


بعد الدنيا : يتقاسمون الآخرة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وشـر المآساة مسخـرة :
امنـا باللـه : ان نهـج التحاصص والتوافق تـم تمريره وفرضـه مآلوفاً لا يدعو للأشمئزاز والقـرف ’ فالعراق يتحاصصـه الأمراء والقادة والمليشيات والجيوش وفرق الموت اليومـي ’ المدن العراقيـة تحاصصت بمناطقهـا وشوارعهـا وساحاتهـا وجسورهـا ’ الناس ايضـاً شملهـا التحاصص قوميـاً وطائفيـاً ومذهبيـاً وعشائرياً وحزبيـاً ’ رئاسـة الجمهوريـة ثلاثية التحاصص وكذلك رئاسـة الوزراء’ امـا الحاج مجلس النواب فحدث ولا حـرج .
ان كان الأمـر يثيـر الأستغراب والدهشـة على صعيـد العالم الأول والثالث حـد العاشـر ’ لكنـه داخـل العراق اصبـح تقليداً متميـزاً ونمـوذجـاً اكتسب مـع الوقت قـوة المألوفيـة والتقليـد المحتـرم ’ ستضيـفـه الحاجــة ( الحجيـة ) حكومتنـا المنتخبـة الى تقاسيم شعار الجمهوريـة وعلمهـا ونشيدهـا الوطنـي .
ما يـربك العقـل ويعيق الأدراك هـو : كيف بالأمكان ان يتحاصص الآخـرة مـن هـم فـي الدنيـا بجناتهـا وحـورهـا وغلمانهـا واطايبهـا وروحانياتهـا وحلولهـا المثاليـة للعقـد النفسيـة والعاطفيـة والأخلاقيـة ... ايجوز ذلك .. ؟
في السنة الماضية تم تحاصص فـرص الحج داخل الحاج مجلس النواب بين القوائم والكتـل والأئتلافات ’ فسافر اكثر مـن 175 مـن اعضاء مجلس الحجاج البالـغ عددهـم 275 اضافـة للمتغيبين اصلاً ’ فتعطـل المجلس حتـى عـودة الأساتذة والدكاتـرة الحجاج ’ فأزدحمت وتنافست وتصادمت وتغيرت الألقاب ’ فأصبـح فلان دكتوراً وحاجـاً وان سبق لعلان ان زار الأمام الرضا عليه السلام فأصبـح بالضرورة استاذاً ودكتورا وحاجـاً وزائـراً ’ بالتأكيـد ولهذا العام سيخصص او خصص الحاج مجلس النواب جلسـة او اكثـر كاملـة النصاب طبعـاً لتحاصص فـرص الحـج ’ وسيكون كل مـن فلان وعلان مرشحـاً عـن كتلتـه اوقائمتـه ويصبحـا ( مدومنين على رأسـي الدنيـا والآخـرة ) وكالعادة يبقــى الملايين الذين صعـد حضرات الحجاج على اكتاف ثقتهـم واصواتهـم متوسـدون ( الدوشيـش ) فاطســاً ’ وهكـذا منذ اربعـة سنوات .
عندمـا نستذكـر البرامـج والخطابات والوعود بالأمـن والأستقرار والخـدمات والأزدهـار مضافـاً اليهـا يميـن الأخلاص للوطـن وخـدمـة الشعب واجتثاث البعث ايضـاً ’ لم نـرى بين سطور البرامـج مفردة واحـدة او وعـداً ينص بحـج بيت اللـه الحرام سنويـاً وعلى حساب ارزاق الناس خـدمـة للشعب والوطــن .
امنـا باللـه ’ اذا استطاع الدكتور والحاج والزائـر فلان اوعلان ان ( يعبـرهـه على ولـد الخايبـه ) فماذا سيجيب سبحانـه وتعالى وهو الأعلم بما في القلوب وتحت النفوس اذا مـا سألهـم : مـن ايـن لكـم كـل هـذا ... ايـن زرعتـم ومتـى حصـدتـم .. واين هـو عـرق جبينكـم ... وتقاسيـم الجهـد على ملامحكــم ... ؟ .
الحـج فـرض على المسلم ’ ويجب ان يؤديـه ما استطاع ’ وكنـا ومـن امكانياتنـا المحدودة نجمـع كلفـة الحـج لوالدينـا وكان واجب علينـا ’ لأننـا وفـي جميع الحالات نحترم العلاقـة الروحيـة والأنسانيـة بينهـم وبين دينهـم وعقيدتهـم ومذاهبهـم ومجمـل ايمانهـم وصـدق عواطفهـم ’ بعكسـه يكون الأمـر اساءة ونرجسيـة وسذاجـة ضـارة ’ لكـن ان بهبـط الأمـر الى المستوى المضحك المحـزن ’ الذي يتعامـل بـه داخـل مـراكـز المسؤوليـة والقـوة للحاجـة حكومتنـا المنتخبـة كسلاً وهروباً وخوفـاً وتحللاً للمسؤوليـة تجاه الملايين التي كلفتهـم واودعتهـم مصيرهـم عبـر اصواتهـم وثقتهـم وتضحياتهـم امـانـة عليهـم احترامهـا ’ لا ان يهمشوهـا ويعطلوهـا ويتجاهلوهـا على الرفوف الخلفيـة داخـل اروقـة الحـاج مجلس النواب ’ فـي وقت يعيش فيـه العراقيون فـي درك مآساتهـم ودمـويـة واقعهـم وخطـورة مأزقهـم ومجهوليـة مصير وطنهـم وهويتهــم’ انـه كفـر ووقاحـة واستهتار بثقـة الناس واصواتهـم ونبـل نواياهـم ’ تعـرض المسببين الى المسآلـة امـام اللـه وانبياءه والوليـاءه .
ان كـل حجـة تأتـي بغيـر احقيتهـا وعلـى حساب احقيـة الآخريـن لا يقبلهـا اللـه علـى الأطلاق وترفضهـا القيم السماويـة والأخلاق الوضعيـة ... انهـا كيـس معيب حملـه ’ محشواً فيـه حقوق الأخرين المغدورة ’ ويحمـل ذنـوبـاً لا شفاعـة لهـا ’ وفيـه اشيـاء وتفصيلات اخـرى كثيـرة لا يعلمهـا الا سيادة الأستاذ الدكتور والحاج النائب ’ يعانـي منهـا صمتـاً حتـى ولو تظاهـر مكابـرة باللااباليــة .
03 / 12 /2007



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الخوف العراقي ...
- سولف النه ...
- الكرد الفيلية والعثمنة : من يزكي من ... ؟
- دعونا واهلنا يا اورام في الطائفة ...
- لغة المتاريس ...
- المثقف والهوية الوطنية ...
- الغربه مو حجي بطران ...
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 3 ) ...
- وجع عراقي يسمى ايران ...
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ...
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 1 )
- الوجه الآخر لأزمة العدوان التركي ...
- عود اليه ...
- فدرالية الجنوب والوسط الى اين ... ؟
- هجينية التهديدات والتدخلات التركية ...
- امنيات غير ممكنة ...
- مجزرة الوعي العراقي ...
- يا عيد مية هله ....
- الكرد الفيلية : استغاثة في دموع ام رشدي ...
- اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بعد الدنيا : يتقاسمون الآخرة ...