مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 11:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
سررت جداً لكل من أثنى وشجَع هذه السلسلة من المواضيع والكتابات من قبل القراء الأعزاء سواء عبر الإيميل أو بوضع العلامة أسفل المقال , كل الشكر والحب على المتابعة والتواصل , أعتز بإيميلاتكم تحيتي وتقديري للجميع ..
نساء في سطور اليوم رحلة عبر الماضي القديم , والتاريخ الحديث , لنقدم نماذج من الرائدات اللواتي أسهمن في تحرَر المرأة وتطوَر التاريخ ..
* أسباسيا والمنتديات..
من الثابت والمؤكد , والفخر والإعتزاز والجميل باّن , أن المنتديات الأدبية النسائية عريقة في تاريخ نضال المرأة المستنيرة , أي بمعنى أن المرأة والمنتديات توأمان متلازمان تاريخياً . فالمنتدى .. هو دار , أو مكان تجمع ثقافي فكري , ونشاط تغييري حراكي تضامني .. وتأثيره المادي والمعنوي أبعد من حدوده المكانية والجغرافية .. فهل هناك ترابط بين المرأة - ربة البيت والأسرة والعائلة وحضنها لهذه الخلية المتحدة المتواصلة البناءة , وبين حبها للتجمع الأدبي والفكري ودعوتها وحضنها لهذا الإطارالإنساني الإجتماعي الدائري ليرفد المجتمع في بناء الفكر والثقافة - حاضنة المجتمع - وبالتالي صورة حية ومميزة تنقل وتوصل للعالم الخارجي ماهيتها ليتم التفاعل الحضاري ...!؟؟
ربما ..!؟
رحلتنا اليوم عبر التاريخ القديم الجميل المضئ بصفحات " مغمورة " من نشاط المرأة وإبداعها وفكرها المتوقد تجسَد على أرض الواقع أعمالاً وتطويراً وتغييرا في معطيات مادية حضارية ما علينا أو بالأحرى علينا واجب التفتيش المستمرعنها لنكتب التاريخ الحقيقي للمرأة وبالتالي البشرية .. لنفتح الصفحات ونقرأ : .... نبتدئ باليونان الأغريقية
** أسباسيا
أسباسيا فيلسوفة أغريقية .. رائعة الجمال والفكر والإرادة والشجاعة , لها إهتمامات في الأدب والثقافة , فتحت بيتها ملتقى " صالوناً " للفلاسفة والفنانين والسياسيين , وقد قال عنها الفلاسفة اليونانيين الكبار بما يلي : أفلاطون ( 427 – 347 ق . م ) : أنها علمته " نظريته في الحب " . وقال عنها سقراط : ( 470 – 399 ق . م ) إنها علمته " نظرية البلاغة " . ووقع حاكم مدينة أثينا بيركليس في حبها , وجعل أسباسيا رفيقته , ومنذ ذلك الحين أصبحت أسباسيا مستشارة سياسية , ودعت إلى إشاعة الديمقراطية , وتغيير القوانين المقيدة لحرية المرأة في المجتمع الأغريقي ..
إذاً .. نستطيع أن نقول بأن الدول الديمقراطية قديما واليوم لم تأت من فراغ بل عبر نضال شعبها والمرأة بصورة خاصة كان لها الدور الفاعل والأول في هذا التقدم بحقوق ورقي الإنسان والحرية ..
.... تحية كبيرة معطرة بالغار نقدمها لهذه الرائدة الأغريقية اليونانية بعد اّلاف السنين يقرأ إسمها على صفحات الشبكة العالمية للإعلام على منبر( الحوار المتمدن ) الديمقراطي .. هذا تكريم عالمي أممي إنساني اّخر يضاف لتكريم شعبها الأثيني الذي مهد الطريق للديمقراطية وفرش دربها بزهر الحرية الفوَاح ..
نترك الأدب قليلا لننتقل إلى حقل اّخر غير بعيد عن الثقافة والفكر والروح .. وفي نفس البقعة الجغرافية .. التي تعتبر أول من بنى الديمقراطية كمؤسسات في العالم ..
** سانت هيلين
سانت هيلين = القديسة هيلين ( 250 – 330 ميلادية ) :
تعتبر هذه المرأة والأم هي " أم المسيحية " .... وأم الإمراطور الروماني قسطنطين الكبير ( 274 – 337 ) م , الذي جعل المسيحية الديانة الرسمية في العالم الغربي .
ويقول المؤرخون : أن هيلينا اعتنقت المسبيحية قبل إبنها , وهي التي أثرت على تفكيره وسلوكه و أهدته إليها أي إلى المسيحية حيث كانت ما تزال في مرحلة العذابات اليومية والإضطهادات الدموية الوحشية لمعتنقي الدين الجديد - كما فعلت أيضاً أم القديس أوغسطينوس - مونيكا – التي اهدته للمسيحية وكانت السبب في إبعاده عن حياة اللهو والضياع -
بداية عملت هيلينا واجتهدت على نشر الديانة المسيحية هي وإبنها قسطنطين , ثم قامت بزيارة إلى الأماكن المقدسة في فلسطين والقدس خاصة عام 324 م – حيث بنت " كنيسة القيامة " , و ذهبت إلى مدينة بيت لحم وزارت مغارتها حيث بنت هناك أيضا كنيسة العذراء ( كنيسة المهد ) .
وردة الميلاد .. وسلاماً ..تحية وقبلة .. أقدمها لهذه القديسة , التي استطاعت بإرادتها وإيمانها وشخصيتها المؤثرة , وثقافتها , أن تغير وجه التاريخ الإضطهادي للبشرية بما كان يلاقيه معتنقي هذا الدين قبل تنصر ولدها قسطنطين - طبعا هناك أسباب أخرى سياسية وإقتصادية لهذا التحول نتركها لمقال اّخر ..
إسم ( هيلانة ) في اللغة السريانية يعني قوتنا أو القوة الحول - وكثير من نساء بلادنا وخاصة منطقتنا على إسم هذه القديسة تيمناً برسالتها ودورها التنوير و التي تعتبرها الكنيسة المسيحية قديسة لما قامت به من دور وإسهام جليل في إنهاء الوثنية في الغرب والشرق بالصلاة والإقناع والممارسة الإيمانية السلامية ..
نترك اليونان .. والقارة الأوربية وننتقل إلى قارة أميركا – الولايات المتحدة الأميركية – هنا نشاهد ونقرأ النضال النسائي العريق في الحقل السياسي والمطالب الإقتصادية والسياسية كيف لا.. وأميركا أم الإنتفاضات والثورات والإضرابات العمالية الإقتصادية والسياسية .. والمرأة كانت في قلب المعركة .. ؟؟ وهذه واحدة من الأسماء التي سطرها التاريخ .. وفي كل يوم لنا إضاءة واكتشاف لدور وإسم في تاريخ الحركة النسائية العالمية ..
** ماري هاريس جونز ... ( الأم جونز ) :
رائدة نقابية أمريكية , وعضو مؤسَس في الحزب الديمقراطي الإجتماعي – الذي كان يمثل اليسار الأميركي في ذلك الزمن - دافعت عن حقوق العمال – عمَال مناجم الفحم – وطالبت بتحريم تشغيل العمال الأطفال في المصانع .
وقادت مسيرة أطفال من مصنع نسيج في بنسلفانيا إلى منزل الرئيس - رئيس الولايات المتحدة الأميركية اّنذاك - ثيودور روزفلت ( 1858 – 1919 ) في نيويورك عام 1915 .
الخلود لروحها الإنسانية .. وتحية ووردة الأمومة أزرعها على ضريحك أيتها الأم جونز .. أم العمال .. والأطفال .. والكادحين .. إنك علامة مضيئة في درب الطبقة العاملة الشريفة في كل العالم ..
نترك الأرض والعمل والعمال وهمومهم .. لننتقل إلى فضاء أربعينات القرن الماضي العصر الذهبي للإتحاد السوفييتي .. عصر التقدم العلمي والعسكري والسياسي والأممي وكل ما نتباهى به في موقع ودور روسيا ) C CCP
** فالنتينا تيريشكوفا :
فالنتينا تيريشكوفا من مواليد ( 1937 ) : تعتبر فالنتينا أول رائدة فضاء في العالم ... رائدة فضاء روسية , بطلة الإتحاد السوفياتي ( السابق ) قلدت وسام لينين وميدالية النجمة الذهبية .
أثبتت هذه الرائدة .. أن المهام مهما كانت صعبة وبعيدة وخطرة , تستطيع المرأة أن تقوم بها بالعلم والعمل والإرادة والتصميم , ضمن تخطيط وبرنامج عمل يستطيع أن يقوم بالمعجزات سواء كان بشكل شخصي , أو رسمي عام , تابع لمؤسسة أو دولة ..
تحية تقدير وحب و " ميدالية فخرية " .. لهذه البطلة التي خدمت البشرية .. ومبادئ الإشتراكية العلمية ومنجزاتها الأولى , برحلتها الفضائية تلك والتي لم تكن نصراً لبلادها فقط .. بل لكل العالم .. كتب إسمها بين الرائدات .. ساهمت بقسط كبير في تغيير مجرى التاريخ .. والنظرة للمرأة ..!؟
.........
** هاريت بيشر ستوى :
السيدة هاريت بيشر .. مؤلفة أميركية , ومؤيدة لمبدأ تحرير السود من العبودية , ولا تقل أهمية هذه الرائدة المناضلة ضد التمييز العنصري عن أبراهام لنكولن في تحرير العبيد في أميركا – ولأن نضال وإسم ودور المرأة دائما منسي ومغمور ومبعد في كل مكان ..!؟؟ فنحن اليوم " ننبش " هذه الأسماء من طيات الكتب لنضئ عليها بكلمة عرفان للجميل , و بكل حب وفخر واهتمام إنساني نكتب أسماء هؤلاء النسوة المناضلات والرائدات في شتى الميادين والحقول بأحرف من نور وزهور .. لتهتدي بهن أجيالنا الجديدة نموذجاً ومثالاً ..
** أليزابيت فراي :
السيدة المناضلة أليزابيت فراي رائدة إجتماعية ودينية بريطانية ... دافعت عن تحسين ظروف وحياة المرأة داخل السجون في بريطانية .. وانتقلت هذه النضالات والمطالب الإنسانية إلى بقية دول العالم ..
المدافعون والمناضلون عن السجناء كثيرون في العالم .. الحرية لها أنصار أينما كان في المعمورة كلها عرضها وطولها... ها هو الإسم النسائي يخط في لوح الإنسانية .. لنثمن كل جهد قديم وحديث في سبيل تحسين أحوال المرأة في السجون والدفاع عن حرية السجناء المظلومين والأحرار ..
شكر كبير لهذه الخطوة والخدمة الإجتماعية الإنسانية الرائدة التي قامت بها هذه المرأة الشجاعة في تحسسها لوجع ومعاناة ووضع المرأة السجينة , – مهما كان سبب سجنها ..
**
ماري فيروفاكس سومرفيل :
ملكة علوم القرن التاسع عشر , وبطلة الأوساط العلمية والأدبية .
دافعت السيدة ماري فيروفاكس عن حق المرأة في التصويت , ووقعت عريضة حقوق المرأة التي قدمها جون ستيوارت ميل ( 1806 – 1873 ) إلى البرلمان البريطاني .
حقوق المرأة في الدول الغربية وغيرها لم تأت على طبق من فضة , أو في ليلة وضحاها بطائر سحري , إنها نضال يومي مستمر من جيل إلى جيل نقابي وسياسي وإجتماعي وعلى كل الصعد .. تحية التقدير والحب لهذه الرائدة في تاريخ نضال حقوق المرأة .. لتتعلم أجيالنا من هذا الرفد النسائي الطليعي والوعي بدور كل إنسان في هذه الحياة ..
...... إن الوعي الإنساني والطبقي والفكري – كما لاحظنا - هو الدافع الأساس والمحرَك لرائدات الحركة النسائية في العالم ..
إن التقدَم الإنساني والحضاري الذي وصلت إليه البشرية اليوم , كان ثمرة نضال طويل ونتاج صراع طبقي وعمل دؤوب من قبل المرأة والرجل معاً ..
إن المرأة في البلدان المتقدمة لم تصل إلى مساواتها مع الرجل بمنحة أو مكرمة من أحد , أو كرم أخلاق من الحاكم , بل هي - هذه الحقوق - ثمرة نضال هذه المرأة وأنصارها من الرجال عبر تاريخ طويل من التضحيات والاّلام قادتها تنظيمات وأطر وتجمعات سياسية ونقابية ومهنية واجتماعية لبلوغ ما وصلت إليه في البلدان المتقدمة ..
ولا تزال المرأة في بلادنا العربية أسيرة محبسين , محبسة الموروث الديني والإجتماعي والتقاليد الرجعية , المتجسدة في قوانين الأحوال الشخصية ومؤسسة الزواج بشكل خاص / والمحبس الثاني :
هو المجتمع الرجالي وتسلَط الزوج في دوره الإقتصادي .. ما دامت المرأة رهينة البيت وبعيدة عن العمل المتساوي والأجر المتساوي مع الرجل .. !؟
وإلى المزيد من الأسماء النسائية الرائدة في سطور .... يتبع
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟