أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مزن مرشد - حوار مع د. عبد الرحمن منيف قبل وفاته بسنة















المزيد.....

حوار مع د. عبد الرحمن منيف قبل وفاته بسنة


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 11:53
المحور: مقابلات و حوارات
    


آرائه في الوضع العربي و عملية السلام


د. منيف: هذا السلام …سلام سلطات لا مستقبل له.

قضية تلاشي الأمة العربية ليست مستحيلة , بل محتملة.
**************************************************
عبر تجربته الإنسانية, و الروائية المديدة تمكن عبد الرحمن منيف من تحقيق المعادلة الصعبة
……معادلة التصالح مع الذات و التوفيق بين ما يعتقد و ما يكتب فضح عبد الرحمن منيف ممارسات القهر الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة , فصار غريبا مغتربا , رافضا للواقع بدساتيره و شرائعه و أعرافه و مؤسساته , داعيا لإقامة واقع جديد يحقق فيه الإنسان إنسانيته و أحلامه و طموحاته .
-الدكتور عبد الرحمن منيف عشت حياة خاصة , مختلفة, صاخبة , حياة ربما لو كتبها روائي لوجدنا أن لا واقعية في بنائه للشخصية, فقد اقتربت من السلطة السياسية ثم تركتها لتعود إلى صفوف الشارع , هل هي خصوصية الحياة التي أعشتها والقيم التي حملتها أم خصوصية الأمة التي تنتمي إليها و المرحلة التي وجدت فيها؟.

** اشتغلت في السياسة مثل كل أبناء جيلي وقد تركت أي صيغة تنظيمية للعمل السياسي منذ العام (1962) أي في وقت مبكر نسبيا , إلا أنني لم أكن في يوم من الأيام قريبا من السلطة أو من الطامحين لها و لا أرى أن المعادلة في العمل السياسي تتلخص بالوصول إلى السلطة ؛بل هناك هم عام و إشكاليات كبرى تتطلب المعالجة , تتطلب نوعا من الحلول و الاقتراحات و الأفكار مما يجعل من عمل السياسي مجالا حيويا يقضي إلى احتمالات بالتغيير .
_تركت الصيغ التنظيمية في العمل السياسي و لكن هل يخرجك ذلك من العمل السياسي؟ ألا تعتبر رواياتك عملا سياسيا و حاملة لفكر سياسي؟.
**ترك الصيغ التنظيمية في العمل السياسي لا يعني قطعا ترك العمل السياسي , أكبر حزب في المجتمع الآن هو حزب المتقاعدين الذين لا يعملون بشكل مباشر بالسياسة ,هؤلاء عندما يجدون مناخا سليما و حوارا إيجابيا يمكن استقطابهم للمساهمة و المشاركة الفعالة , أما بالنسبة للرواية فهي ليست منشورا سياسيا و إن كانت تحمل فكرا أيديولوجيا أو قراءة بشكل معين، فالمطلوب منها أولا و أخيرا أن تقرأ المجتمع قراءة صحيحة و تساهم في زيادة الوعي و المعرفة لدى الفرد. فما يشغلني حقيقة عندما أكتب روايتي , أن تكون ناضجة بالدرجة التي تستطيع بها أن توصل ما أريده للقارئ بشكل يجعله أكثر معرفة و وعيا و بالتالي فاعلية .
_تعرضت في فترات معينة من حياتك للمضايقة فتنقلت بين عدة بلدان , هل كان ذلك بسبب ما حملته رواياتك من فكر ؛ أم أن المرحلة كانت تفرض نوعا من الممارسات ؟.
** أنا بالنتيجة نتاج مرحلة , لست الوحيد الذي عشت هذه التجربة , هناك آخرون يشاركونني تجربتي بشكل أو بآخر. المرحلة كانت مرحلة صعبة للغاية , الستينات و السبعينات شهدت توترات كبيرة وبالتالي ملاحقات مستمرة للذين يعملون بالقضايا العامة لاختلافهم مع الصيغ الاجتماعية و السياسية السائدة ,و بالتالي يضطرون للانتقال من مكان لآخر بسبب التعامل بروح المعارضة مع القيم المسيطرة , و منذ وقت مبكر -روايتي الثانية و الثالثة- تناولت موضوع القمع باعتباره أحد سمات مرحلتنا التاريخية أو لعل بلداننا و بلدان أمريكا اللاتينية كانت تتسابق في فترات معينة بفنون القمع و التعذيب داخل معتقاتها و طبعا-"ذلك نتيجة للظروف الخاصة التي عاشتها هذه المنطقة فبعد جلاء المستعمر عن أرضنا لم يتح لنا المجال لإنشاء دولة بالمفهوم الحديث، حيث لم تتح الفرص لتكوين أحزاب أو لوجود ممارسات سياسية صحيحة تتوفر من خلالها حرية الرأي و التعبير . طرحت شعارات فضفاضة ألغي معها العمل السياسي وانتهى دور الأحزاب و غابت الصحافة و غابت معها الحريات فتقدمت قوى و مؤسسات معينة لتملأ الفراغ و بالتالي جاء العسكر -كصيغة للتعبير-كنوع من الحل لهذه المشاكل المطروحة ؛ كل هذه التشوهات لحقت بالعمل السياسي و أدت لمزيد من الملاحقات و القمع و الاستبداد لا نزال نعيش بعض صيغه حتى الآن وأحد مظاهرها السجن السياسي
_السجن السياسي هو ما تناولته في عدد من رواياتك فلامست الواقع و عريته و كشفت
الممارسات اليومية للسلطة , وهموم الإنسان العربي , إلا أنك لم تعط لم تقدم حلولا لذلك ولم تعط نهايات حاسمة ؟.
** أنا لست واعظا و لا مبشرا بفكر سياسي محدد، ثم أن الرواية ليست دواء لحالة معينة بمجرد ظهورها تشفى هذه الحالة, أما وجهة نظري السياسية فأنا أستطيع طرحها بوسائل أخرى غير الرواية, أما الرواية فمهمتها بالدرجة الأولى أن تعرض الواقع و تعريه و تكشف أخطاءه , لتعطي بالنهاية جرعة من التحريض على الحوار مع الآخر و البحث معه . ما تقدمه الرواية هو أبجديات لحلول , أبجديات لأفكار لكي تنضج و تتبلور لا بد من مناقشتها و محاورتها بشكل عميق و متكامل للوصول إلى نتائج , فالرواية هي وسيلة لزيادة الوعي و المعرفة والحساسية لدى الإنسان بما يدور حوله. بالنتيجة أريد القول أن الوعي هو المفتاح لكل تقدم و تطور و تغيير , فالناس هم من يستطيعون تغيير الواقع عندما يكونون أكثر وعيا .
_برأيك لم يصل الفرد العربي بعد إلى هذه المرحلة من الوعي ؟.
**من المؤكد أن الوعي الآن أكثر من السابق , و مع ذلك لا يمكن قياس هذا الوعي بأشكال رياضية, فالوعي عملية مركبة و معقدة جدا , أما موضوع أن يكون الفرد العربي قد وصل إلى مراحل متطورة من هذا الوعي فالأمر لا يمكن الجزم به بشكل دقيق.صحيح أن عدد المتعلمين يزداد و المجتمع يتغير لكن هذا التغيير يتم بطريق متعرج جدا و ليس له أي صيغة واحدة، فالفرد اليوم أكثر معرفة من فترات سابقة،وهذه المعرفة تحتاج لأشكال إضافية و متطورة من التعبير حتى تقاس الأمور بشكل أفضل.
_قلت إن الفرد يزداد وعيا , هل أنت متفائل بالنسبة للأمة العربية؟.
** التفاؤل نسبي، ففي بعض الأحيان قد تؤدي طريقة ترتيب الأمور إلى أشياء إيجابية، و أحيانا أخرى إلى أشياء سلبية، و ذلك حسب قراءة المرحلة وترتيب الأولويات فيما يتعلق بمعالجة مشاكل المجتمع , الآن هناك عدم إدراك كافي لمتطلبات المرحلة، وبالتالي أصبحت الأمور متشابكة بحيث لا يوجد وضوح مساعد لقراءة المستقبل قراءة دقيقة.
-طرحت الديمقراطية كبديل و حل في المجتمع العربي , فأي ديمقراطية تقصد؟ هل تلك الديمقراطية الموجودة في الغرب و التي عبرت مرحلة طويلة حتى وصلت إلى ما نشاهده
عليها اليوم؟.
** الديمقراطية ليست صيغة مقولبة و جاهزة و موجودة يأخذها مجتمع ما كما هي ليطبقها بحذافيرها , الديمقراطية عملية تراكم و نضال شعوب , عملية ممارسات يومية تفرزها المراحل التاريخية ؛ فديمقراطية القرن السابع عشر و الثامن عشر تختلف نوعيا و شكليا عما هو سائد اليوم في المجتمعات الغربية .
الديمقراطية هي الاعتراف بالآخر , هي نوع من إقرار الحوار كصيغة تعامل ,الإقرار بتبادل السلطة، أي نوع من الاعتراف أننا في مجتمع لكل واحد فيه حقوق و عليه واجبات، و بالتالي هذا التفاعل المستمر يفضي إلى المشاركة, فالديمقراطية اعتراف بمساهمة الناس باختيار و تطوير المجتمعات التي يعيشون فيها و ذلك من خلال ممارسة يومية و ذاتية.
-نشاهد أشكالا في البلدان العربية تسمى بالديمقراطية و بعضها تفرض كصيغ ؛ ما حقيقة هذه الديمقراطية ؟
** لا وجود للديمقراطية في مجتمعنا العربي إلا بشكل مظهري وهذه الممارسات المسماة ديمقراطية بعيدة كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية , كيف تسمى ديمقراطية بوجود نظام الحزب الواحد و تغييب الآخر و عدم الاعتراف به , كيف تكون ديمقراطية عندما ينتفي الحوار و تنتفي حرية التعبير كل ذلك نقيض الديمقراطية و للوصول إليها في مجتمعنا العربي لا بد من حرية الفكر، و التعبير الذي يؤدي بشـكل تراكـمي إلـى الديمقراطية المبتغاة.
-برأيك عدم وجود ديمقراطية في مجتمعاتنا العربية ما جعلنا لم نشاهد ردود أفعال شعبية
تجاه اتفاقيات السلام رغم أننا نلاحظ رفض الشارع لها قلبا و قالبا؟.
** هذا السلام سلام سلطات و ليس سلام الشعب , و بالتالي لا أحد يشارك في هذه العملية سوى السلطات السياسية , و لا يتاح للقوى الشعبية أن تقول وجهة نظرها أو تعبر عن طموحاتها. وحسب قناعتي الشخصية أن السلام بالصيغ التي يروج لها حاليا و القائم على اختلال موازين القوى و فرض الأقوى و المهيمن , و بوضع الشعب في الثلاجة يجعل القضية نوعا من التفاوض مع قوى فوقية تكون نتيجتها هدنة لا أكثر وقد تختلف مدة هذه الهدنات بين طويلة و قصيرة لكن ذلك بالنتيجة ليس سلاما ؛ السلام الحقيقي يبنى على الاعتراف بالإرادة الحقيقية لأصحاب العلاقة الفعليين أي الشعب , أما الآن فنحن نرى سلاما مفروضا هشا . و هناك تجارب عربية تؤكد استمرار رفض الشارع للسلام رغم حصوله كما حصل في مصر ؛حيث يعبر المثقفون و الواعون عن الغبن الذي يحس به الشارع من جراء هذا السلام سواء بالكتابة أو بالمسرح أو بوسائل تعبير أخرى ؛ و آخر تلك التعبيرات و بعد عشرين عاما من السلام المصري -الإسرائيلي رفض الشارع المصري مشاركة الجناح الإسرائيلي في معرض الكتاب بالقاهرة و لم تستطع السلطة فعل شئ حيال هذا الرفض.
-إذن , لا تتوقع استمرار هذا السلام ؟.
** بتقديري هذا السلام لا مستقبل له , فالسلام يجب أن يكون متكافئا حتى يستمر ,أن يكون نتيجة إرادة و تعبير من قبل الناس المعنيين , أما أن يكون عن طريق الدبابات و الصواريخ و الأسلحة الذرية و الهيمنة الأمريكية فلا يمكن أن يستمر , و أمريكا القوية الآن لن تبقى كذلك باستمرار.
هل سنقرأ لك يوما رواية تتحدث عن عملية السلام ؟.
** لا
-و لا حتى حسب وجهة نظرك ؟.
** أنا لا أعمل حسب الطلب , و لا على اعتبار أن هذه القضية يجب أن تدخل في رواية أم لا , أكتب الرواية حسب أولوياتي أنا لا أولويات أحد.
-ترفض السلام مع إسرائيل, لماذا ؟ و كيف ستعبر عن هذا الرفض؟.
** نحن و هم عداء تاريخي و أنا غير راغب بإقامة أي علاقة ضمن هذا الإطار , جيلنا ضحية وجود إسرائيل , ولا أخص بهذا العداء من ينتمون للديانة اليهودية وإنما صيغة إسرائيل في وضعها الحالي، فأنا رافض لوجودها و لأي شكل من التعامل معها و سأعبر عن ذلك بكل وسائلي ؛ بالمقال السياسي بالرواية وبشتى وسائل التعبير.
-هل كانت السلطات العربية ملزمة فعلا بدخول عملية السلام ؟
**عندما يغيب الشعب , وتختل موازين القوى، يصبح الموقف ضعيفا , وتصبح السلطات مضطرة لتقديم التنازل بعد الآخر.
-هل تعتقد أن إسرائيل وجدت في المنطقة لإنهاء الحلم العربي؟.
** منطقتنا حساسة و مهمة لأكثر من سبب، فالموقع و الثروات و التاريخ كلها عوامل جعلتها محط أطماع كثيرة ؛و من أجل السيطرة عليها كان لا بد من تشطيرها و اشتغالها دائما بمشاكلها لتبقى عاجزة عن لعب دور تاريخي طبيعي يتناسب و أهميتها العالمية , فكان الحل إغراقها في دوامة التجزئة و الصراعات الدائمة لاستنزافها ؛ فكان وجود إسرائيل لإشغال المنطقة بنفسها و وضع أولويات جديدة حتى تبقى في حالة عدم استقرار ؛ وطبعا لو كان هناك وعي تاريخي لاستغلال ثروات المنطقة بشكل حقيقي لمواجهة العصر و الدخول فيه لكان الوضع غير الذي نحن فيه.
-تقصد المنطقة كانت مهيأة لاستقبال إسرائيل ؟.
**طبيعي للمستعمر أهدافه في إيجادها لتكون أداته في إدارة المنطقة .
-لعل انزياح الطبقة الوسطى للأسفل_و هي الحامل الثقافي في المجتمع _ جعل بعض المفكرين متشائمين فيما البعض الآخر يتوقع ردات فعل من الأسفل فما, فما رأيك؟.
** إن أكبر الخسائر التي لحقت بالمنطقة خلال الثلاثين سنة الماضية هي بداية تآكلو تقلص الطبقة الوسطى لا سيما و أنها، لاعتبارات تاريخية، كانت الأكثر وعيا و الأكثر طموحا , و كانت فعلا الحامل الحضاري , فالمعادلة تكتمل باتساع هذه الطبقة لأنه بزيادة اتساعها تزداد احتمالات إضاءة المستقبل ,لكن و نتيجة لكثير من العوامل الداخلية و الخارجية المحيطة أدت إلى تدمير هذه الطبقة أو تقلصها للحد الأدنى , و ذلك طبيعي في ظل العالم الذي نعيشه اليوم ؛ عالم المضاربات, و السماسرة, و الاقتصاد الطفيلي, هذه كلها جعلت الطبقة الوسطى تتراجع بشكل ملموس , و نلاحظ في العالم أن كثيرا من الأفكار الحديثة و التقدمية، و التي بدأت مع نهاية الاستعمار، كانت تحملها الطبقة الوسطى و تبشر بها , الآن أصبحت القضية أصعب و المجتمع أكثر انقساما ؛وتعبيرات الصراع في المستقبل ستكون أشد و أقسى
-تؤمن بنظرية المؤامرة على المنطقة العربية؟.
** هذه من جملة الأشياء التي يجب توضيحها ، لا يفسر التاريخ على أنه مؤامرة، لكن في سياقه يوجد مؤامرات كثيرة، أما أن ننظر للموضوع على أنه مؤامرة فقط فهذا تبسيط للأمور ، إنما يمكننا القول أن هناك نوعا من التواطؤ و إخفاء الحقائق و التضليل ؛ القضية هنا كيف نستطيع استغلال الضعف عند الآخر و تحويله لصالحنا ، أما أن يفسر التاريخ بأنه مؤامرة فهذا نوع من تلبيس الأشياء قبعة أكبر من رأسها بكثير
-مسألة العراق هل تراها مؤامرة أم تراكمات لعوامل مختلفة؟.
** العراق بحكم موقعه و إمكاناته جعل القيادة السياسية فيه تعتقد بقدرة هذا البلد على لعب دور إقليمي مهم ، هذا إلى جانب استغلال بعض الحالات، بحيث تهيأ الجو للدخول في المأزق الكبير و أدى للنتيجة التي نراها حاليا، مثلا دخول العراق في الحرب مع إيران كان خطيئة كبرى ، فالمفروض بعد انزياح حكم الشاه أن تصبح القوى الحاكمة الجديدة صديقة للعرب على مبدأ عدو عدوي صديق، ومن المفروض إقامة علاقات و جسور معه من شأنها تغيير الوضع في المنطقة ، لكن جهات معينة كانت لها المصلحة في استنزاف القوتين العراقية و الإيرانية ، ثم إن النظام العراقي بالظروف التي وضع فيها ظن أن بإمكانه أن يحل مشاكله، فكان دخوله إلى الكويت،فاستغلت أميركا الظرف و وجهت ضربة قاسية ليكون درسا للعالم،وطبق هذا الدرس فيما بعد في البلقان و الشيشان. أمريكا أرادت ضرب الضعيف لتهز قلب القوي ، أما نوايا العراق فيما فعل فهذا أمر لا أهمية له، ففي العمل السياسي المهم في الموضوع النتائج مهما كانت النوايا ؛ و النتائج هنا كانت كارثية ؛ هناك أخطاء في النظام العربي بشكل عام تصل إلى مستوى الجرائم لكن في النهاية هذا أصبح للتاريخ و ما يهمنا الآن رفع الحصار عن الشعب العراقي فهو لا ذنب له فيما فعلته قيادته السياسية.
-قلت في إحدى المقابلات أن العرب مرشحون لخيبات كثيرة قادمة , هل ما زلت تتوقع
خيبات أخرى؟.
** طبيعي ، نحن مرشحون لخيبات جديدة في كل لحظة و انهيار ثم انهيار حتى نصل إلى القاع.
-لماذا يتعرض العرب لكل هذه الهزائم ؟.
** الوضع الاقتصادي الحالي و السائد في العالم ككل له دور كبير فيما يحصل ؛ لسنا وحدنا في العالم نتعرض لمثل هذه الهزائم، هناك شعوب أخرى تشكل أيضا أطماعا من نوع ما ؛أما نحن ربما من حسن حظنا و سوءه في ذات الوقت هذا الموقع و هذا التاريخ و هذه الديانات. كل تلك أعباء على كاهلنا جعلتنا في خضم هذه الأطماع نتعرض لهذه الهزائم المتلاحقة ؛ كما أننا لم نعط الفرصة لالتقاط أنفاسنا لنستطيع تحصين أنفسنا بالشكل الصحيح.
-أين تقيم الأمة الآن, دول عالم ثالث؟!.
** إذا كان هناك أرقام أدنى من العالم الثالث ممكن أن تصنف الأمة العربية تحتها ، لكن هذه الأمة تملك إمكانات و طاقات، و المشكلة هي كيف يمكن استغلالها و توظيفها بالشكل الصحيح ، ففي مطلع هذا القرن كان هناك2.5 مليون مهندس و بالمقابل يوجد 65 مليون أمي …المرأة مغيبة _ لا يوجد استخدام عقلاني للموارد و لا خطة للأولويات ،هناك هدر كبير و فساد أكبر ، فكيف يمكن أن نخرج من حزمة الشوك هذه ؟!!.
لا يوجد إنسان عربي معفي من مهمة الدفاع عن وجوده ، كل منا معني و لديه وسائله للتعبير عن احتجاجه وعن عدم الرضى ، كثيرا ما أواجه في ندوات أو لقاءات بلماذا فعلت ذلك و لم تفعل ذاك ، و لكني أسأل : أنتم ماذا تفعلون ؟ كل واحد منكم مطلوب منه شئ و يجب أن يؤديه.
-هل تعتقد حقا أن الأمة العربية يمكن أن تتلاشى؟.
** نرى الآن أن هناك اتجاها لتفريغ إفريقيا من خلال الأمراض و الحروب التي تحصد الملايين،
لذلك يجب أن لا نستبعد إمكانية تلاشي الأمة العربية.إن ذلك محتمل وليس مستحيلا.
دمشق-النهار حوار:مـزن مـرشد



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا امرأة
- فضاءات نسائية
- سندريلا الحلم
- أطفال عروبيون
- عداوة النجاح.. معركة بلا قواعد
- ثقافة الفساد ..... ابن شرعي لسفاح محرم
- الرأي من ذهب والصمت من صدأ
- نتواطأ مع المجتمع ضد انفسنا
- كاسك يا فساد
- المرأة في المجتمع بين العولمة والتاريخ
- الصناعيات السوريات: نتحدى الواقع من خلف الالة
- معه
- ثلج
- هدباء نزار قباني
- نجيب محفوظ
- حارة نسيها الزمن ...الحي الذي أصبح - إبريق الزيت
- سلبوه ...ماذا سيبقى لنا كأس العالم ....للأغنياء فقط ..
- سجن عدرا خمس نجوم
- إلى الرجل الذي خذلته
- ايها الشباب...تزوجوا وعوضكم على الله


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مزن مرشد - حوار مع د. عبد الرحمن منيف قبل وفاته بسنة