أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - اول زخات المطر على عراق العطاش.....صلاة اغتسال القلوب














المزيد.....

اول زخات المطر على عراق العطاش.....صلاة اغتسال القلوب


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 12:25
المحور: الادب والفن
    


هذا هو أول المطر فوق العراق منذ بدء هذا الشتاء , لقد سقطت أول الحبات قبل قليل , الحادية عشرة والثلث , نقرات خجولة على النافذة ...
تطفئ النور لتتلافى انعكاس ظلك في ليل المترصدين هذا , دبابة الاحتلال تعبر الشارع العام مبتلعة الصوت الرقيق لأول القطرات ..
أريد أن اصرخ بمنتصف الليل هذا :يا إخوتي النائمون والصحاة اندفعوا للشوارع واغسلوا الضمائر والقلوب ,فما تأخر المطر هذا العام إلا لأجل لحظة الوضوء الروحي الشامل ..
لقد أسرفتم على أنفسكم يا ذوي الرؤوس السود ...أسرفتم كثيرا في التقتيل وفي الكراهة وفي الظنون ..وهاهو أول المطر متأخرا يأتي يجرجر خطاه بتثاقل الحزين المعاتب ..يناديكم أن اخرجوا لصلاة تطهير القلوب والركض في جنيات البلاد دونما خوف من دوريات الاحتلال أو ميليشيا القتل والإذلال ...لقد أمطرت ..أمطرت على عراق مبلل بالدم والرعد يهدر :
أما أنت لحظة الاغتسال أيها الشعب أل ..لا ! أنت شعب نظيف والله ..وباس من لوث يديك بالدم الشقيق ..
هذا هو أول المطر .. أترصد من خلف النافذة بروقا تتلامع على سعفات النخيل ..
البيوت نائمة أتعبها الخوف ولا حرس لهذا البلد المنكشف الا ظلال الغيوم ..
يا مطر ...خذ هؤلاء الساسة المثقلين بالأدران والمكاره ...نحن شعبك القديم ...زراع المواسم بالنذور ..خذهم إلى الجحيم ...نريد أن نعود إلى حقولنا وأغانينا العتيقة ..
خذ أمريكا ..احرق آلتها المرعبة ببرقك الساطع
نريد أن نزور بعضنا ..آلتها تقطع أوصال الدروب ..ونحن ألفة لا تعرف الجهات ..
متأخرا جدا مطر هذا الشتاء ..صلوا كثيرا صلوات استسقاء ...فلم يستجيب لها سحاب ..لان القلوب تصلي شتى ..
أحدق في حبات المطر المراهقة وهي ترتطم بغنج السكارى على نافذة الرجل الوحيد في ليل المكائد ...ماذا يفعل نكروبونتي هذه الأيام في ظلام العراق ؟؟
أنهم يرسمون لشيء ..أنهم يبنون صرحا من رمل ...أيها المطر يا حبيبي ...يا راعي العراق منذ اتونابشتم ...هات الطوفان كله واغرق أمريكا ..واطف بشعب العراق على سفينة مسالمة تبلغ بر الآمنين ..
انظر للمطر يضمد جراح العراق ..انظر للبرق ينير القلوب التي اعتمت ..
(ولكم ) لا ..لا ...ثمة البرق ليس ينسى العراق
(ولكم ) لا ..لا ...ثمة السماء تبكي ..لقد جرحتم بقسوتكم ضرعها
( ولكم )لا ..لا ... عودوا من العتمة لقد عاد المطر وان متأخرا
(ولكم ) عودوا ..عودوا ...انى ذهبتم فثمة المطر ...وكل مطر دموع العراق
أين ذهبت يا مطر ..الضباب في عيوني ...يا عيوني يا مطر العراق


س12:35 ليلة 2-12-2007 من ليالي العراق



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي
- ثقافة الاسترقاق في بلدان الخليج النفطي ..وصمة عار في وجه الح ...
- السبع البواكي -7
- لاجل وثبة جديدة ...ضد بورتسموث جديدة
- الكحل والعمى في رد وزارة العدل السعودية حول جريمة اغتصاب فتا ...
- وينتقمون من الطير ايضا
- الحوار المتمدن : دارة الفلول النبيلة
- السبع البواكي - 6
- ساعدونا لنفهم ...الزوج (الزوجة ) والحبيب (الحبيبة ) بين سؤال ...
- (روبي )والتعويضات العراقية للكويت
- ان المشاعية فطرة ..
- اريد ان ابكي يا وطن
- السبع البواكي-5
- ثورة اقنان اسيا
- انحطاط المثقف العراقي ...مثقفون عراقيون يحرضون على قتلي صراح ...
- اكلما كبرت ..خربت ؟
- السبع البواكي-4
- ميزانية العراق وخروف الكردي
- السبع البواكي-3
- حين تصل (لاخوة موزة)بسبب تلوث ذمم بعض مؤسسات المجتمع المدني ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - اول زخات المطر على عراق العطاش.....صلاة اغتسال القلوب