أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛















المزيد.....

يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 11:32
المحور: كتابات ساخرة
    


الهيمنة على الاحتياطي النفطي العراقي وضمان تدفقه الى الاسواق الامريكية في المستقبل، هو الهدف المركزي للتواجد العسكري في العراق. وهذه حقيقة اكدها مسؤولون امريكان سابقون وخبراء عسكريون استراتيجيون من الولايات المتحدة واوربا. المسؤولون العراقيون لهم وجهة نظرهم المخالفة، حيث يؤكدون دائما ان الامريكان قد حرروهم من الديكتاتورية الغاشمة. ويرددون بدون حرج عن ترحيبهم بالتواجد الامريكي على اراضي العراق، كما اعلن عن ذلك مرات عدة السيد الطالباني رئيس الجمهورية.
ولم غريبا ان توقع الحكومة العراقية وثيقة اعلان المبادئ للتعاون بين الولايات المتحدة والعراق في الايام القليلة الماضية. وليس مستغربا ايضا ان تعلن الحكومة العراقية تعبيرا عن امتنانها لما قامت به الولايات المتحدة من تضحيات، ان تستضيف قواتآ عسكرية في قواعد دائمة على اراضيها، تعزيزآ للتعاون المشترك ولحماية الحرية في العراق والعالم.
ان النفط والتوجد العسكري هما كل ما تريد الولايات المتحدة ان تضمنهما، قبل ان تعلن عن انتهاء المهمة في بلاد الرافدين. ولم يكن ذلك ممكنا من دون ان تشعر الولايات المتحدة العرب والكورد بانهما في وضع يحتاجان فيه الى احضان الولايات المتحدة الدافئة. ان اللغة الدبلوماسية والاتصالات الحميمية بين الطرفين، لم تثمر في تمرير قانون النفط والغازالذي يحقق للشركات النفطية الاميركية حلمها القديم للعوم في بحاره العميقة.
وبرغم التلميحات غير المباشرة التي تناوب على اطلاقها بين الحين والاخر، مسؤولون في الادارة الامريكية والكونكرس، لم تستطع حكومة المالكي ان تدفع بقانون النفط والغاز، مسافة ابعد من تلك التي تفصل ادارته عن قبة المجلس النيابي الخاوية الا من بعض اعضائه. ولانعلم بحق ماذا يجري وراء الكواليس من تجاذبات، ففي كل مرة يعلن عن تقديم مشروع قانون النفط والغاز الى البرلمان، يصرح اعضائه، انه لاعلم لهم به وانهم لم يطلعوا عليه لحد الان.
لقد حزم السيد بوش امره اخيرا،وباشر بتنفيذ خارطة طريق تبدا خيوطها من واشنطن - انقرة -كوردستان - بغداد. خارطة واضحة المعالم غير قابلة للمساومة،محورها المركزي حزب العمال الكوردستاني،و بطلها غير المساوم مائة الف عسكري بانتظار الاشارة للزحف على نواة دولة كوردستان الكبرى.
كانت النتائج سريعة، وكما توقع لها البيت الابيض ايجابية جدا وتتطابق مع ما رسم لها مسبقا. حيث بدأت خطة الطريق بزيارات منكوكية بين بغداد وانقرة، وبين بغداد واربيل، وبين واشنطن وانقرة،وبين بغداد وواشنطن. ولم يتطلب الامر ان تتحمل الانسة كوندا عناء السفر الى اي من بغداد واربيل،اذ كانت الرسائل اليهما واضحة جدا.
على الفور بادرت الحكومة العراقية والقيادات الكوردية المرعوبة، باجراءات وتعهدات للحد من النشاط الارهابي لنشطاء حزب العمال الكوردستاني التركي. ومع استمرار التحشدات العسكرية على الحدود بالتزامن مع طلعات الطائرات التركية داخل الحدود العراقية،استقبلت ورحبت وزارة النفط في اقليم كوردستان بالشركات النفطية الامريكية، للتعاقد في مجال البحث والتنقيب وتصنيع النفط في الاقليم، مما دفع وزير النفط الاتحادي حسين الشهرستاني للتعبير عن رفضه لتلك التعاقدات كونهاغير شرعية ولم تقترن بموافقة وزارته.
ان المسؤولين الاكراد ايقنوا ان ابداء المرونة والكثيرمن السخاء في تعاقداتهم النفطية ومنح الافضلية للشركات الامريكية،يشكل الضمانة الاساسية لتحجيم الدور التركي ومنعه من لعب دور الشرطي على البوابة الشمالية لدولتهم غير المعلنة. وهذا بالفعل ماحصل،وهدأت العاصفة على حدود العراق الشمالية. وليس هذا فحسب، فان تعميق التعاون النفطي مع الولايات المتحدة وبالامتيازات المقدمة على حساب المصالح الوطنية العراقية، يحللهم من الالتزام باداب الاستئذان من السلطات الاتحادية. فما تقوم به السلطات في كوردستان هو مقايضة نفط كل العراقيين مقابل السلام مع الاتراك. واصرارا على السير في هذا الاتجاه االمصلحي الوحيد الجانب، وبالضد من المصالح الوطنية لعموم لشعب العراقي، يفاوض وفد من الاقليم حاليا شركات امريكية كبرى وربما تركية وغيرها من ذوات النفوذ، لمنحها عقودا للهيمنة على المزيد من احتياطيات النفط في المنطقة الشمالية كلها.
وبفضل خطة الطريق الامريكية هذه وشفافية سلطة الاقليم لم يتبقى ما تخشاه الشركات الامريكية من عقبات، لاستكمال هيمنتها على باقي الحقول والاحتياطيات النفطية في العراق. فالقوة التفاوضية لممثلي الحكومة الاتحادية ستكون في ادنى مستوياتها، حيث لن يكون من الان وصاعدا بمقدورها ان ترفع سقف شروطها على الشركات النفطية الكبرى، لكون هذه الشركات تعمل بالفعل في كوردستان باتفاقيات تعتبر الافضل في منطقة الشرق الاوسط.
وانطلاقا من الواقع الجديد هذا لا يجد المسؤولون في الاقليم من ضرورة للرجوع الى بغداد للبت في شرعية او عدم شرعية ما يعتبرونه شأنا كورديا خالصا. وزادوا بان ردوا على الشهرستاني، بانهم سيضاعفوا عدد العقود مع الشركات الاجنبية كلما حاول تكرار تصريحاته، التي لا معنى لها ولا تلزمهم او تلزم الشركات النفطية المتعاقد معها بشيئ.
وللحقيقة فانهم على حق، لان مسودة قانون النفط والغاز الذي اشرفت على اعداده الشركات النفطية والحكومة الامريكية وكل من صندوق النفط الدولي والبنك الدولي ، نص بوضوح غير قابل للتأويل على احقية الاقاليم والمحافظات النفطية على توقيع العقود مع الشركات النفطية. وواضح من هذا النص وغيره ان شركات النفط الكبرى كان لها النية المسبقة للحط من قوة المفاوض العراقي،سواء كان وزارة اتحادية او محافظة نفطية او اقليما، وهذا ما حدث و يحدث الان بالفعل في كوردستان.
ان كل ذلك يصب في صالح الشركات النفطية الاحتكارية. تلك الشركات التي تحتل الصدارة في ممارسة الفساد وشراء ذمم المسؤولين مقابل تغاضيهم عن هدرحقوق شعوبهم.
ان المسؤولين في اقليم كوردستان يتصرفون بثروات كل المواطنين العرب والاكراد وكأنها ثرواتهم الخاصة، تماما كما كان يفعل ديكتاتور العرب والاكراد.
*" مع الاعتذار للشاعروالاديب المبدع عريان السيد خلف"*



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباحثون عن الجنة في برك الدماء
- محنة المرأة البصرية وصمت سلطة القانون؛؛ بمناسبة اليوم العالم ...
- من المسؤول عن العاطلين عن العمل؟؟
- الاعدام جريمة قتل لا ينبغي لدستورنا ان يجيزها؛؛
- فيدرالية ديمقراطية ام نسخة معدلة لنظام طالبان الافغا-ايراني
- تشويه صورة المعارضة سياسة مآلهاالفشل يا حكومة؛؛
- لماذا ننتقد مشروع قانون النفط
- سماحة المرشد الاعلى لفدرالية الجنوب السيد عمار الحكيم المحتر ...
- رسالة من مواطن الى السادةفي الحكومة والمعارضة الافاضل
- السيد العليان كزميله الدليمي اضاع الطريق الى العراق؛؛
- المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحد ...
- كلمة حق يراد بها حق؛؛
- التحالف الشيعي الى اين؛؛
- بصراحة وبدون زعل
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف فظ بمصالح العراق الوطنية
- اثنا عشر سؤالآ حول قانون النفط والغاز لم يجب عليها وزير النف ...
- حول المصادقة الوشيكة على قانون النفط والغاز
- الغاء قا نون ألأجتثاث خطوة كبيرة للأمام


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛