باسم الخندقجي
الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:08
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
هكذا تحضر الإنسانية
في الخارج .. حيث لا قضبان وأسلاك شائكة .. استطاع الاحتلال التوصل إلى اختراع احدث أسلحته ظلما وسادية ...
انه الجدار الفاصل الذي حرم الإنسان الفلسطيني البسيط من معانقة زيتونته العتيقة ..
وحش إسمنتي هائل الغطرسة يلتهم جسد الأرض الطيبة لدواعي أمنية ..بحيث تقتل الزيتونة دون معرفة الذنب الذي اقترفته بحق بني الإنسان .. وهنا في الداخل .. حيث سجن يسعى إلى إزالة الرونق الطاهر والوفي الذي يعتبره الأسير الفلسطيني أحد أهم أدوات تصديه لهجمة لا إنسانية شرسة ..
هجمة تلملم أنانيتها لتهاجم الأسير أثناء زيارته التي لا تتجاوز 45 دقيقة – لعائلته ... إذ أن لا شيء يختلف ..
انه زجاج فاصل يحرم الأسير من معانقة أمه وأبيه وزوجته وأطفاله و اخوته ..
فما بال الإنسانية التي لا تصحو عندما يستقبل الأسير الإنسان صوت أبيه الدافئ عبر هاتف بارد؟....
ما بالها عندما يصلها صوت كهربائي لا يشي بذلك الصوت الذي تربى على دفء وعطاء صاحبه ...
وما بال الإنسانية لا تبكي عندما يفصل ذلك الزجاج اللعين ما بين الأسير ولمسة أمه ؟
وما بالها لا تصرخ عندما يستقبل قبلة زجاجية على وجنته لا تمت بصلة لتلك القبل المفعمة بالحنان والأمومة ؟.
حتى رائحتهم الطاهرة الطيبة يعتقلها الزجاج الفاصل ويبددها لدواعي أمنية !!
لا شيء يختلف إذن .. لا شيء فالزيتونة هي بمثابة الأم المقدسة للشعب الفلسطيني الصامد .. وهاهم بني الإنسان يبنون جدرا إسمنتية وزجاجية وحديدية لكي يحافظوا على استقرار كيانهم ..
يبنون فراقا مؤقتا مع ثقتهم التامة بان ممارساتهم الأمنية هذه ستجلب حتما عناقا قادم لتحطيم المعاني الإحتلالية الإسمنتية منها والزجاجية ...
الاسير باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياه
منتدى غسان كنفاني
قيادي في حزب الشعب الفلسطيني
[email protected]
#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟