أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام خماط - بين الافعال وردودها














المزيد.....


بين الافعال وردودها


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 09:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان ردود الافعال هي ردود منطقية سواء ان كانت هذة الافعال نفسية او اجتماعية او عقائدية وان كل المذاهب تخضع لهذة الافعال وردودها .
واذا رجعنا الى التاريخ نجد ان الامثلة كثيرة ، فقد يتحول المجتمع من مجتمع مادي قد ترسخت فيه القيم الأرستقراطية الى مجتمع كاهرا للمادة ومحتقرا للحياة ، ففي روما القديمة كان المجتمع غارقا في تقديس الوحشية والرغبة في الانتقام والتلذذ في القتل وعندما ظهر عيسى ( ع ) في بيت لحم مناديا بالمحبة والتسامح كل مع الاخر وشمل هذا التسامح حتى القتلة والمجرمين من اجل ارجاعهم الى المجتمع كاناس نافعين ومتسامحين ايضا وكان لدعوات السيد المسيح ردود فعل عنيفة ، ففي عام 43 ميلادي كان يحكم فلسطين الملك هيرودوس الثاني وكان له مستشار يهودي يدعى حيرام وكان هذا الشخص شديد النقمة على المسيحية ولما رأى أتباع السيد المسيح يكثرون ويكتشفون تضليل الاحبار اليهود لشعبهم ، دخل على هيرودوس واقترح عليه تأسيس جمعية سرية هدفها محاربة المسيحية وأبادة الداعين اليها فوافقه الملك على ذلك وامر بتشكيل هذة الجمعية تحت اسم القوة الخفية ( الماسونية ) .
وان العلمانية تعتبر ردة فعل كذلك لعداء رجال الكنيسة في القرون الوسطى السبب في ذلك ان العلمانية لا تتماشى مع العقائد التحجرة التي يؤمن بها رجال الدين .
فالعلمانية شجعت الانسان على تسخير القوانين والطبيعة لخدمته من اجل رفع مستوى المعيشة وتحقيق السعادة التي كانت الكنسية قد حرمته منها ، من هنا اصبحت العلمانية تعطي للمواطن الحرية والتخلص من قيود الدين ،
فأنتجت لنا العلمانية الكثير من الانسكلوبديين فكانوا مناظلين في سبيل حرية الانسان وكانوا مفكرين عظام وأشترو ا هؤلاء المفكرين حرية الجماهير بأرواحهم حيث تعرض اكثرهم الى محاكم التفتيش واصدرت بحقهم عقوبات ألاعدام واللقاء في النار ، من هنا نستطيع القول اننا لا نريد الرجوع الى السلفية والرجعية والعودة الى الماضي وتقديسه بما فيه من قبح .
ان المثقف هو الذي يحس ويفهم الناس ويشعر بالمسؤولية وعلى اساسها يكون مستعد للتضحية وليس المثقف من حصل على الشهادات العليا او من حفظ جملة من المصطلحات ، السبب في ذلك يرجع الى ان المثقفيين لديهم القدرة على خلق مبادئ ورؤي جديدة في وجدان المجتمعات فهم يختلفون عن رجال الدين الاسرى في مفاهيهم الروحية ويختلفون عن العامة كذلك .
ان مهمة المثقف هي التوعية وايضاح الحقائق عندما يسقط المجتمع تحت تأثير الخداع والاكاذيب والجهل والجوع ياتي دور المثقف الى ازالة هذا الضلم من خلال بث الوعي وتنوير العامة ، وهذا يتطلب الشجاعة الكافية لمواجهة قوى الظلام .
يتعقد صانعوا الاستراتيجيات الغربية ان الارهاب يرجع الى التعصب الطائفي والتطرف الديني والقومي ويتناسى هؤلاء دور العولمة في صناعة الارهاب من خلال العدوانية التي تستغل الشعوب وتطمس معالمها الاجتماعية والاقتصادية واللاخلاقية والدينية .
من هنا تكون العولمة أحدى الأدوات الضاغطة للشركات العابرة للقارت من الكارتلات الاحتكارية والاقتصاد الكوني والتوجهات الكبرى للسياسة الامريكية.
لقد اقترح جاك دريدا ان تحل كلمة الضيافة محل كلمة التسامح بحيث تكون الضيافة من غير شروط وتحقق لضيف نفس حقوق صاحب البيت وهذا عكس ما يراه الفيلسوف الالماني
هابرماس الذي يؤمن بالتسامح من اجل ردم مستنقعات الارهاب كما ينظر الى الظاهرة بعلمية عندما يربطها بغياب المساواة والعدل ، ويرى ايضا ان الحداثة لا تلغي الايمان الديني وانما قدمت اسلوبا جديدا للممارسة الايمان الحقيقي المقام على اساس عقلي حسب مقاس كانط .
وان الامبريالية تجاوزت الشرعية الدولية وحقوق الانسان واستغلت شعارات الديمقراطية لغزو البلدان مما اجبر الاخيرن على الدفاع عن سياجهم ونسيجهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وذلك بتحشيد كل المواريث من اجل الدفاع عن النفس ، وهذا التحشيد هو عبارة عن ردة فعل ازاء العولمة المرتبطة بالغزو ، من هنا تكون الثقافة الغربية بحاجة ملحة الى المراجعة لتجميل صورتها القبيحة ودراسة اسباب الارهاب كظاهرة من دون القفز على الحقيقة .



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف واستفحال ظاهرة العنف
- -لا تجعلوا من فضائياتكم منابر للارهابيين-
- التحشد التركي واللعبة الامريكية
- العراقيين بين سندان البرلمان ومطرقة مجلس الرئاسة
- التطرف الديني والفراغ الفكري
- نظرية صراع الحضارات وقانون التقسيم
- قانون التقسيم كشف عن العقل المدبر لكل الجرائم
- الاستبداد الديني والاستبداد القومي
- رحيم الغالبي الانسان ونموذج الشاعر المبدع
- الإنسان غاية الخلق
- المسؤولية الشخصية اساس المساواة بين الرجل والمرأة
- الفكر التكفيري أقبح أنواع العجز الفكري في العصر الحديث
- المسؤوليه الشخصيه أساس التساوي بين الرجل والمرأه
- الصيغه الامثل لقانون النفط والغاز
- بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب
- العرفان والصوفيه في الديانات القديمه
- اراء غير مقدسه
- القاده السياسيين ومسؤولية مستقبل العراق
- عندما يكون الاعلام مسخرا للتغطيه على الجريمه
- النظام الاجتماعي بين مفهوم الاسلام والنظريات الماديه


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام خماط - بين الافعال وردودها