|
مطالب شنشل معقولة ومنطقية…ومطالب الحكومة بعيدة المنال!
عباس النوري
الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 10:14
المحور:
كتابات ساخرة
لقد نوهت في مقال عن عودت حزب البعث للســلطة بشكل علني، ولم يكن كلامي مجرد حدس أو تخبط …أو أنني استعنت بقارئ الفنجان والبلورة. هذا الواقع الذي بدأ التخطيط له دون ريب. ولست متفاجئ لما سوف يحصل. لأن الحياة علمتني بعض الشيء عن ما نسمع ونقرئه ليس كل الحقيقة، بل ما بين السطور يخفى الكثير. أن استبدال (اجتثاث البعث كمصطلح لا يرضي البعثيين ومن ورائهم من قوى إقليمية بــ قانون المسائلة والعدالة) لهو دليل أولي يراد بها إرضاء المعنيين وليس غير البعثيين. وإذا كان القانون لا يخالف الدستور وفيه نقاط مركزية تنصف المظلوم قبل الظالم فلا بأس، لأن في واقع الأمر موضوع اجتثاث أمر غير وارد، ومن غير الممكن تطبيقه، وخلال الأعوام الأربعة ما فعلته الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث لم يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد موضوع الاجتثاث. بل كان الأمر أن للعنوان الظاهري هدف، وللفعل الواقعي هدف آخر. ولم تعطي عملية الاجتثاث إلا مردوداً سلبياً أكثر مما هو إيجابي. الأعوام الأربعة وما خصصت من مبالغ لمصاريف الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث لا أريد القول أنها ذهبت أدراج الرياح، بل كانت هناك فائدة مادية للبعض القليل. لكن كأي فعل له رد فعل…فكان رد الفعل العكسي والسلبي أكثر من الإيجابي لمستقبل العراق. والأيام القادمة ستكشف ما أود أن أنبه له من مخاطر.
الرابط أدناه يبين نبل 27 نائباً برلمانياً وقعوا على بعض الأمور التي كان من المفروض إنجازها في العام الأول بعد التغيير، لكن هناك مثل سويدي يقول: (( أبداً ليس متأخر )) ومعنى المثل ما هو إيجابي وأن كان قد جاء بعد هاتي وهاتين، لكنه إيجابي على أي حال وعلينا تقبله. ويبقى سؤال …لماذا فقط سبعة وعشرون نائباً وقعوا على المقترحات والبنود التي يجب إعادة النظر فيها وإعادة القانون لمجلس الوزراء للتعديل لأن الفقرات المذكورة تخالف الدستور. المطالب تريد إنصاف المظلومين قبل الظالمين… وهي مطالب جميع عوائل الشهداء، وجميع عوائل الشهداء الذين رموهم أزلام البعث في التيزاب، وعوائل شباب الكرد الفيليين، وعوائل الأنفال، وعوائل شهداء الأهوار، وعوائل المهجرة والمشردة. أهذا أمر غير مشروع…لماذا لا يوقع على هذا الطلب بقية أعضاء البرلمان العراقي. أقرأ الرابط أدناه لكي لا أكرر ما جاء فيه.
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=3020 http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=2998 أما الرابط الثاني أعلاه يبين التقسيمات بين الكتل النيابية حول مشروع المسائلة والعدالة…والشعب العراقي يريد أن يعرف أسباب هذه التقسيمات بين القبول والرضى، ولمصلحة من المعارضة، ولمصلحة من القبول.
ومن جانب أخر…قرأت تصريح للسيد مستشار رئيس الوزراء الأستاذ سامي العسكري حول ما جاء في بعض الصحف المصرية من استقبال المسؤولين المصريين لما يسمى بالمجلس الأعلى للمقاومة العراقية. وحسب السيد العسكري أن هذا سوف يؤثر في العلاقات بين العراق والدول التي تستقبل البعثيين إلا إذا أبدوا استعدادهم للدخول في العملية السياسية وإقرار الدستور، وإلا … حسب ما جاء في التصريح. في رأي المتواضع، أرى أنها بداية ومحاولة لتطعيم فكر الشارع العراقي بقبول قيادات حزب البعث للمشاركة في السلطة والانتخابات القادمة. المجلس الأعلى للمقاومة تضم تسعة عشر تنظيماً مسلحاً، والعراقيين يسمعون دائماً القصيدة …قبول التفاوض مع من لم (تطلخ) أيديهم بدماء أبناء الشعب العراقي. لا أعرف من هم الملطخ أيديهم بدماء أبناء الشعب العراقي، أهم الدكاترة والجراحين الذين ينقذون الجرحى أو القتلة وأصحاب السيارات المفخخة، أم الذين قتلوا وهجروا الملايين من أبناء الشعب العراقي…هل بدأت عملية الترويض لقبول اللامعقول…أم أن الضغوط الأمريكية والإقليمية تحتم سياسة يتجرعها شركاء نضال الشهداء الذين حملوكم الأمانة.
وفي ختام هذه الجمل…قرأت موضوعاً أو تصريحاً للسيد علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة العراقية الموقرة. الرابط أدناه:- http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=2160
وأعرض الجملة الأولى للحوار… حسب ما قاله الدباغ: لابد للبعثيين أن يعلنوا البراءة والتوبة عن ماضيهم كجزءٍ من إعادة التأهيل حيث أن هناك صوتا غائبا في موضوعة اجتثاث البعث والبعثيين وعودتهم لممارسة دورٍ لا يقل عن دور الآخرين بل يتساوى معهم، وهذا الذي يهم العراقيين وتجرعهم للمر طيلة أربعون عاماً أن يفهموا القصد من وراء هذه التصريحات. السؤال ما هذا الدور الذي لا يقل عن دور الآخرين بل يتساوى معهم. هل أنصف الضحية لكي تنصف الجلاد…نعم أكثر المثقفين إن لم أقل جميعهم يريدون أن يروا النهار السعيد والجديد لعراق متصالح فيه السلام والعدالة والأمان…هذا لا شك فيه. لكن هل حصل الضحية على حقوقه، وهل كان له دور كما سيكون ذلك الدور الذي بدأ الحديث عنه للجلاد. وأي جلاد نتحدث عنه القديم الجديد…يعني ستكون هناك عدالة من نوع غريب، وسيكون هناك أنصاف من شكل لم يسبق له مثيل…الظالم الذي ظلم الشعب مرتين ينصف قبل المظلوم…أو يمكن أن يقول قائل نحاول تهدئة الأمور وفرض وضع أمن لكي نحقق حقوق المظلومين…يعني قبل أن نعدل يجب أن نعطي حقوق الظالم لكي يتسنى لنا وفاء المظلوم…وقد لا يبقى للمظلوم من شيء. لأن هؤلاء أصحاب فن ومهن محترفين ولهم سوابق ((باللغف والشكف)) فأن سنحت لهم الفرصة مرة ثانية((على قول أحد الأخوة قال: ((العزير ما ينحيهم)). ولا أعرف سبب العداء لحركة الوفاق والدكتور أياد علاوي فكان طرحه منذ الأيام الأولى وأراد إقناع الكثيرين بمثل هذا الأمر…لكن البعض وقف موقف الحاد الجاف الصلب الذي لا رجعت فيه…أبد والله ما ننسى حسينا…! و هاو هم اليوم المبادرين لأفكار طرحت ولو أخذت بها لوفرنا دماء عشرات الآلاف من الأرواح البريئة العراقية. وما جاء في الوصف الطويل للسيد علي الدباغ ذات نفس المعنى والمقصد للسيد المستشار سامي العسكري…وبعد أيام سوف نقرأ لكتاب أهمية المصالحة وتتطور لنسمع تكرار مقولة المرحوم عبد الكريم قاسم (عفا الله عما سلف) وإدخال العراق في دوامة الماضي المؤلم. وهذا الرابط تصريح الناطق الرسمي للحكومة العراقية: http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=2160
بدأت تظهر بوادر الشجاعة في الخطاب السياسي الحكومي، لكن النقص في توضيح الصورة والصراحة الموضوعية وما يترتب عليه مستقبل العراق. الشعب العراقي ينتظر صراحة الشجعان وليس اللف والدوران. نعم للحكومة المنتخبة الحق باتخاذ أي قرار لأن الشعب خوله لقيادة البلد خلال فترة أربعة سنوات…لكن ليس على أساس أن يفعل ما يشاء وما يحلو له…أو يرضخ لمضغوطات إقليمية ودولية بغض النظر للمصلحة الوطنية والعدالة الاجتماعية. وإلا على الحكومة أن تظهر بالمظهر اللائق والصادق للوعود والعهود حسب البرنامج السياسي المعلن وحسب الاتفاقيات مع الأحزاب التي شاركت في تهيئة الأجواء لاستلام السلطة …كل ذلك لا بد أن يحسب له ويوضع في ميزان المحاسبة الذاتية. وهذا طلب كبير وخطير في ظرف أن العراق تحت وصايا الاحتلال وتحت منظار المجتمع الدولي الذي وافق لاتخاذ إجراءات قاسية ضد العراق بسبب الدكتاتورية وخطورة العراق على الدول المجاورة والأمن والسلم العالمي…هذه النظرة ما زالت قائمة ولا تزال إلا بتعديل القرارات الأممية السابقة وإطلاق سراح العراق كدولة حالها حال الدول المستقلة.
وأما إذا كان في الأمر حياء وخجل على أساس أن كثيراً من أعضاء الحكومة العراقية لهم انتماءات حزبية إسلامية مذهبية صارمة في تبرير الوسيلة والغاية…وقد يكون من الصعب إيجاد موقف شرعي لتغيير الغاية تبرر الوسيلة، فواقع السياسة لا يحتمل الخجل والحياء…لأن حقيقة السياسة محاولة كسب المصالح …وجميع الغايات تبرر الوسائل…لكن هناك من يضع الربح والخسارة في ميزان…وهناك من يضع القيم والأخلاق في ميزان… وعلى أساسهما يقيس ويقرر. مع أنني لا أرى الحكومة الحالية في موقع يحسد عليه، فهناك انعدام التفاهم والتوافق بين الأطراف المشاركة في التشكيلة الحكومية…أو عدم رغبة أطراف الاستمرار في هذه الشراكة، والضغوط الإقليمية، وأصعبها ضغوط أمريكا.
الحل: الشجاعة والصراحة في الطرح، والابتعاد عن الخطابات المموهة. العراقي سمح ويتقبل الصعاب كما هو جرع الأمرين ومازال يتجرع…أما أن أوضح ما قد أتفق عليه خلف الستار وأما أن أكون أكثر شجاعة وأقول (العار أولى من دخول الناري). وهناك من له القدرة أن يقول العكس…النار أولى من ركوب العاري. والأمام الحسين عليه السلام قال يوم الطف: إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني. لكن أكثر الشعب العراقي الشيعي المسلم يبكي في ذكرى عاشوراء…ويرددون يا ليتنا كنا معكم فنفوز معكم فوزاً عظيما ….هل قولٌ على اللسان بعيد عن العمل…أم رياء..أم أصبح الأمر سائد ومتعارف وأقاويل لا بد منها ليس إلا؟
#عباس_النوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعريف المثقف - الفصل الرابع
-
تعريف المثقف-الفصل الثالث
-
المكان ليس كالإنسان…يمكنك أن تعشقه ولكن من غير الممكن أن تصا
...
-
تعريف المثقف الفصل الثاني
-
تعريف المثقف والثقافة
-
العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!
-
الحكومة نجحت في الخطة الأمنية!
-
مثلث برمودا والحقوق الضائعة!
-
النفط ينتهي بعد عشرين عاماً!
-
الأخلاق والسياسة لا يلتقيان
-
جمهوريات كردستان الاتحادية على الأبواب
-
الفوضى الخلاقة!
-
الاستئثار بالسلطة!
-
حركات تحرر أم منظمات إرهابية!
-
كفى..كفى...مسؤولية المؤسسات المدنية
-
العدوان التركي …التصدي له واجب كل العراقيين!
-
ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي
-
تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان
-
ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
-
المالكي والوزراء الجدد
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|