أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العائلة العراقية وما تتعرض له في غربتها















المزيد.....

العائلة العراقية وما تتعرض له في غربتها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 652 - 2003 / 11 / 14 - 01:26
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


 تتعرض العائلة العراقية ضمن ما تتعرض له من ضغوط إلى ضغوط الواقع الذي يحيط بها من جهة القيم التربوية. فالعائلة العراقية جاءت بفلسفة أخلاقية تشتمل على مفردات لم تعدْ المجتمعات الصناعية ــ التي التحقت بها في هجرتها نحو منفاها ــ  تتعاطاها بعد أنْ انتفت قيم المجتمع الاقطاعي الزراعي الفلاحي.. مجتمع القرية والمحلة أو الضاحية وما إلى ذلك؛ حيث تحمل المدينة العراقية أو تتشابك مع القيم الفلاحية القروية والرعوية البدوية بمقادير متباينة, ولكنها تظل في حالة احتفاء بهما لما لهما من سيادة في المعتقدات والتصورات الشعبية المكوِّنة لمنطق العقل العراقي.
                              وفي الوقت ذاته فإنَّ هذا الوصف لا يتعارض مع الجذور الحضارية وللانفتاح الإنساني لهذا العقل  ومكوناته,  فهو يأخذ أفضل ما في التنوعات الحضارية التي يتصل بها اليوم ليضعها في إطار فلسفة أخلاقية توجِّه آلية علاقاته الإنسانية مع الآخر... على أنَّ العائلة العراقية ومكوناتها ليست دائما في حالة من اكتمال شروط تفاعلها مع الآخر بل هي تقف اليوم بين توجهين أولهما (انفلاشية) التداخل مع الآخر حدّا يمحو الشخصية أو (تزمت وانقطاع) عن المحيط حدّا يمحو تلك الشخصية من زاوية أخرى...    
                                   ولعلَّ حالة مواجهة الواقع الجديد  كان قد وضع العائلة وأفرادها في اصطدام معه مسببا ارتباكا وتشوّشا في ردود الفعل بين تمسك قد يفضي إلى تزمت يتعارض مع منطق التفتح الإنساني الذي يحمله العقل العراقي واندماج بعيد قد يؤدي إلى كوارث أخلاقية تتعارض مع القيم الإيجابية المتسامية بالإنسان في الفلسفة الشرقية لعراقيينا...
                                   وما يعمِّق المشكلة هو روح الفردية التي تُفرَض بمنطق آلية المجتمع الجديد الذي تدور قوانينه بلا رحمة على الجميع حتى  مع أولئك الذين لم يتمّ بعْدُ حسم ملفات انضمامهم لهذا المجتمع الذي يعيشون في كنفه منذ أعوام عديدة.. حيث يكون الانقطاع عن التواصل الامتداد الحضاري والوقوف منفردا في ميدان يتعارض مع قيم الشخصية يجعلها تغرق في فيض الآخر الطاغي بفضل إشكالية الأصل والفرع؛ في هذا التوازن بين [الوجود] لمجتمع و[ضيافة] لفرد هو قطرة في بحر.. في لججه يمكن للسباح الماهر ولسفينة انقاذ أنْ يخرجا منه بسلامة ولكن هذا لا يستقيم في نموذجنا, فلا كل فرد بعارف بالشروط الموضوعية والذاتية لهذا الصراع.. ولا بسفينة الانقاذ وهي هنا الجالية عندما تتكون وتطوِّر آليات عملها المشترك وتشكِّل مؤسساتها المدنية النوعية وهي في نموذجنا العراقي لم تكتمل بعد لتلعب دورها أو أنَّها بحاجة لدعم كبير..
                             هنا نضيف دور الإعلام وهو اليوم إعلامهم بالكامل في وقت إعلامنا قطرة في محيط.. ودور الإنترنت والسينما والمسرح والشارع والمنتديات وحتى المدارس وفصولها بكل ما في هذه المفردات من عوامل رخيصة وسلبية حينما لايرى منها أفراد العائلة وبالذات الأبناء الجدد إلا الزوايا الرخيصة .. ولا يأخذون منها لأسباب عديدة إلا مفردات ومعطيات هامشية غير ذات جدوى أو أهمية هي لتفريغ عقولهم ولضياعهم أقرب منها إلأى  بنائهم وهذا كله مما يخيف العائلة ويضعها تحت حالة الضغط والحصار الذي يشلّها عن التفكير الإيجابي الفاعل وعلى التفاعل مع الصحيح..
                               اليوم مع انقضاء عهد الدكتاتورية وعودة الاتصال بالوطن بشكل طبيعي يمكن للعاءئلة أنْ تحظى باهتمام مختلف تساعدها على عودة تماسك الشخصية ووضوح الهوية  وروسخها وأن يتم الالتفات إلى معالجة حاجاتها بالخصوص.. ويمكن للدعم الرسمي لإعلام الخارج وتعزيز دور جمعياتنا ومنظماتنا وصحافتنا ودورياتنا ومنافذ الاتصال المعرفي والثقافي والإعلامي أنْ تلعب أدوارها الحيوية في تجاوز تلك الضغوط أو التخفيف منها  وحلّ كثير من الإشكالات والمعضلات التي تجابه عوائلنا..
                               وفي الوقت الذي نعرف فيه حالات من النجاحات التي أصبناها من تفاعلنا مع الآخر, وفي الوقت الذي نعرف فيه أنَّنا قد أفدنا كثيرا من المكتسبات ويعود هذا إلى جرأة شخصيتنا وتفتحها .. في القوت نفسه نجابه الصعوبات والضغوط ومنها ما لم ينفتح له اليوم طريق التغير والحلبل وضع ضغوط جديدة تخص التعامل مع أيّ احتمال من احاملات العودة ومن ثمَّ التغيير من جديد في بيئة أبناء العائلة العراقية وما يمكن التعاطي معه في ضوء أية متغيرات غير ملائمة تحمِّل العائلة واجبات لا تستطيع الإيفاء بإجابتها من دون مساعدات جدية خطيرة الشأن من قبل المسؤولين عندما تكون في الغد العاجل قضية مطروحة مباشرة على مجتمعنا وأسرتنا العراقية التي قد تُكرَه على عودة في توقيت غير مناسب وفي ظروف غير مؤاتية..
                                 لعلَّ هذه القراءة مجرد تنبيه على قضية منتظر من المتخصصين معالجتها على المستويات كافة السياسية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية...

 



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين جيلين واستقامة الرؤى
- الثقافةُ والمعارفُ الإنسانيةُ وآثارُها على مستقبلِ التَّغيِّ ...
- الاحتفالُ بالعلميّ والاحتفاءُ بالسياسيّ - ركيزة متينة لبناء ...
- طبيعة مؤسسات الدولة الجديدة وآليات البناء والعمل فيها
- الشبيبةُ العراقيةُ و دورها في بناءِ عالمِ ِ جديد 1 &2
- حقوقُ الإنسانِ العراقي في ظلِّ الاحتلالِ
- استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4
- بعض محدِّدات العمل في ظلِّ الديموقراطية 1- 2 - 3 - 4
- مَنْ يكتب الدستور؟
- فَلْنَجْمَعْ ما يكتبُهُ العراقيون بشأنِ الدستور
- علمانية الدولة والدستور لا ثيوقراطيتهما
- المرأةُ العراقيةُ مطلعَ القرنِ الحادي والعشرين ومحاولات فرضِ ...


المزيد.....




- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العائلة العراقية وما تتعرض له في غربتها