سيروان شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:28
المحور:
الادب والفن
(( التجربة النقدية ))
كثيرا ما يتحدثون عن الفن التشكيلي وكثيرا مادخلوا الى عالم الفن والاكثر والاهم من هذا كله من دخلوا الى عالم النقد في الفن التشكيلي ولكن الواقع غير ذلك تماما الفن التشكيلى ليس كما يرى البعض او المتذوق او حتى الفنان التشكيلي نفسه بالاضافة الى هذا كله الناقد الذى دخل الى عالم الفن التشكيلي .
الفن التشكيلي له حياته الخاصة وان كان مرتبطا بالعالمية فكل مجتمع له ميزاته الخاصه مع الخصوصية العالمية في الفكر والاسلوب والصيغة الابداعية . فى هذه الحال فان القليل الذى يميز فى نهاية الامر ليس كما يأتون باقاويل ويدخلون الى عالم النقد التشكيلي , لقد دخل الكثير الى هذا العالم ولكن فطرة " دون مميزات او دراسة منطقية للعمل او حتى المام بسيط بالعمل الفنى سوى الرأى الشخصى او استخدام المصطلحات المزاجية للحلقة المفرغة او لايستند على واقع تشكيلى ابداعى يمكن للمشاهد الاستفادة من هذه الاراء او يمكن للفنان ان يصل الى درجة الابداع اكثر فاكثر فكل هذا نتيجة لقصة خرافية اصطنعها الناقد لدراسة الابعاد التى لاتميل لأى مصداقية فى العالم الابداعي.
لقد ظن ان الفن وجه واحد دون التعمق فى التفاصيل وان بمقدوره الوصول الى الاعماق واكتشاف صفاءها عن طريق النظرة السريعة دون تحليل لماهية الفن وحضارة الفن فقد وقع الى ماوراء الالتواءات فى واقع قد لايكون من السهل الخروج منه او تبرير مايمكن تبريره فوصل به الامر الى ان يستمر بهذا المنوال .
لقد قسم الناقد التشكيلي العمل الفني وهذا لايجوز فى مفهوم العمل الفنى حيث ان الفن وحدة متكاملة لاتتجزأ عن بعضها حتى لايصل الى معانى خاطئة او يستند الى فكر غير مجراها الطبيعى والمنطقى , ان الفن التشكيلي كباقى الفنون يجب ان يستند الى قواعد اساسية عالمية مرتبطة بالواقع الاجتماعى فى بعض الاحيان ولكن ليس الاخذ بالفن كعملية النقد ان النقد يوجد بوجود الفن وليس العكس وباالاخص العالم التشكيلي ان فهم الشكل خاطىء يشكل عملية خاطئة لفهم الفن .
ان عالم الفن التشكيلي هو العمود الفقرى او الخلاصة النهائية لهذا افن فلا يجوز لاي كان ان يقرر او يحكم على الفن جدون اللجوء الى الدراسة الاولية للفن التشكيلي او منطق يمكن الاستناد عليه , هذه كلها شروط يجب ان يتمتع بها الناقد كي يكون مؤهلا من استخراج الابداع في اعماق الفنان .
فكثيرا ما كان الناقد هو السبب في فشل الفنان او فشل العملية الابداعية وخصوصا ان كان يتمتع بافكار تقليدية زائفة معزولة عن العالم الخلقي .
الحركة التشكيلة الان فى كوردستان هى فى نهوض مستمر وعلينا وعلى الناقد التشكيلي ان يقف بجانبها والخوض فى معركة مستمرة مع نفسه للوصول الى عالم الابداع او نقطة يمكن من خلالها الوصول الى عملية جديدة.
قدالفنان الصادق ان يشكك فى امره وخصوصا فى هذه الفترة من نهوض الحركة الفنية, او فى بعض الاحيان لايملك من المعلومات كثيرا او قد يكون فى بداية مشواره او يعبر بطريقة ساذجة حيث ان مضمون هذا العمل الفنى اقوى مما يتصوره ولكن الناقد يفتقر الى المعلومات الكافية او الخبرة او السلوك المتبع فى عملية النقد بذلك نقدا زائفا او رديئا لانهم دخلوا الى عالم النقد بصدفة وليس بدراسة مسبقة والالمام الكافى عن الفنون الحديثة او المعاصرة .
ان سياق هذه التجربة التى هي اصعب من دور الفنان بكثير لم يكن ناجحا" الى الان حيث ان الفنان الكوردى له مميزاته الخاصة في التعبير عن العملية الابداعية فى الشكل او المضمون ولكن بطريقته الخاصة ليس بالتقليد كما اتخذه بعض الفنانين .
نفترض ان هذه التجربة ليس لديها قوانين خاصة في شكل فنى معين بشكل عام وايضا اسلوب تجريبي من الممكن حدوث تغيير بسيط في المجتمع المتحضر او القوانين العامة لعالمنا الخاص , وانه شرعية ممكنة الحدوث للقصدية الابداعية من خلال الذوق الفني حيث ان النقد الفني لايتعلق بوصف الحقائق وانما يعتمد اساسا على الذوق, الا يعتبر هذا تصورا في صنع قوة تشكيلية خاصة هنا في كوردستان وهي فكرة من صنع الفنان الكوردي مارسها وعملها من خلال التأ مل الشخصى الخاص به وبمجتمعه ليكون عملا مميزا بمقارنتها والحكم ايجابيا على غرار العملية الابداعية في الفن .
اذ يجب على الفنان ان يتمتع بطبيعة خاصة في التعبير بواسطة الافكار الجمالية التي يجد لها صدى في عالم الفن .
الكثير للتفكير حتى تقدم شيئا واضحا او معرفة شىء جديد هذا مالايستند عليه بعض النقاد , حتى تكتمل العملية التشكيلية فى كوردستان يجب ان تكتمل معا الطبيعة ذاتها بلغة رمزية تعبر ضمن مبدأ جوهرى واحد يؤدي الى معرفة موضوعية لفكرة منطقية مستفيدة بتفكير معبر ناجح وواضح المعالم التي نجد من خلالها معنى صحيح وصادق .
ماذا اذن الخلاصة في تحقيق الاهداف المرجوة لتقييم العمل الفنى وكيف الوصول الى الصيغة النهائية لانجاح العمل الفني , يبقى هذا السؤال مطروحا لكل الاشخاص الذين يساهمون في تحقيق العملية النقدية الناجحة وماذا يتطلب مفردات هذه العملية .
لقد تعلمنا سابقا في المعلومات الفنية الحديثة ان هنالك بناء او تحليل على اساس معيار جوهرى وليس العكس اي بمعنى اظهار فقط المعالم التكنيكية فقط وعدم دراسة الابعاد الابداعية والجمالية الضمنية في العمل الفني , ان دراسة اللوحة ونقدها ليس تحريك لكلمات هنا او هناك كي يصفط جملة مفيدة او يفى بالغرض .
حيث ان هناك جمل نقاط عديدة لجعل او انجاح العمل الفني بالاضافة الى مساعدة الفنان في سلك المسار الصحيح للوصول الى النهج الابداعى في الفن .
يقول الناقد شيئا او يعطى انطباعا كبيرا لغرض بروز الشكل والمضمون هنا فمهمة الناقد هي اكثر بكثير من مغمة المشاهد او المتذوق الفني او حتى الفنان نفسه.
ففي كوردستان الان لم يتجمع النقاد من اجل مبدأ واح وهو ابراز النقاط الابداعية بشكل صحيح في عالم الفن وانما توصلوا الى اجتهادات غير مبنية على اساس هيكل فني ناجح , فكثير من الفنانين طوي صفحاتهم دون فصل النقاط الابداعية والايجابية فيها للعمل الفني لجعلها مسيرة حية في عالم الفن التشكيلى ذالك كل له تأ ثير مباشر على الفنان في غياب المقاييس الواقعية الابداعية ضمن روح الانسان الكوردي المبدع فكيف نجعل المستقبل قريب انجاح العملية الفنية في واقع الفن التشكيلي .
يواجه الفنان التشكيلي الكوردي الرأي والتجربة , يبرهن ويصف كي يؤسس لوحات منطقية من وجهة نظر العملية الخلقية ويتمكن من الاستنتاج كل مرة فيبدأ النقاد السطحيين في طرح افكار تقليدية فيتورطون في المناقشة ولاتبدو سوى ذريعة لمعالجة مشكلته والخروج عن اطار اللوحة فكيف يمكن عرض الافكار النقدبة الايجابية بهذه الطريقة ضمن المحاورات الفنية , انه الفشل ذاته لوصول النقاد في تدخلات التحليل المنطقي في تفسير اللوحة .
ان النقد هو كشف للصورة والمضمون الفنيين عن طريق الاحساس والذوق الرفيع او عن طريق الخبرة الجمالية في شكل العمل الفني وهي خبرة من نوع خاص وتعتمد على قوة التأمل والكشف عن الوجدان الذى يمكن من خلاله ان نتحقق من انه حقيقى مع مايعرفه الفنان من الشكل حقيقي ذلك ان كل اشكال الوجدان هامة . والنقد الايجابى يساعد الفنان على ايحاء معينة للتعبير .
وفي الاخير لايمكن الالتقاء بين اللوحة ومحللها الى صيغة نهائية يمكن وضوح الاحكتم الصحيحة الا اذا اتبع النقاط الصحيحة في النقد حيث ان بمقدور الفنان ايجاد الشىء الصحيح في عالم الفن الحديث والمعاصر ويتبعون الفكر لمعيار جوهري واحد هو (( التعبيرية )) .
هكذا يبدأ اجراء التعديل الصحيح على الفن المعاصر دون اي احباطات والرأي من اجل وصف الحقائق يعبر عنها الفنان في فنه والناقد في تحليلاته .
على الفنان الكوردي فهم المفاهيم الاساسية للوحة وصيغة التعامل معها وعلى الناقد اظهار هذه المفاهيم الابداعية في عالم لايشاهد المعقول في الجدلية الحديثة بكل ماهو واقعي يكون عقليا والفن ليس عملية عقلية وانما شىء يحتاجه العقل . الحقيقة الفنية وحدها تبين ماهو موجود ولايكون ضمن الرؤية الصحيحة .
#سيروان_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟