أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟















المزيد.....

هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 11:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


حاولت أن أحصي عدد المرات التي ورد فيها مؤتمر أنابوليس كموضوع وفق محرك الغوغل فوجدتُ بأن عدد الموضوعات التي تتحدث عن المؤتمر هي واحد وسبعون ألفا ومائة موضوع حتى مساء 23/11/2007م وما استطعتُ أن اتصفحه أقل من مائة موضوع وقد اتسمت الموضوعات التي تابعتها عن المؤتمر بسمات ثلاثة ، أولا القدح والتجريح والتشكيك وهو الأكثر , وثانيا النقد التقليدي الذي يتسم بالاعتدال وطرح التوصيات والواجبات التي ينبغي التزامها قبل دخول قاعة المؤتمر وهو الأقل ، وثالثا يأتي دور المتنبئين (الخرّاصين) أصحاب نظرية : ألم أقل لكم ؟!!
وقد شاركت في بضعة لقاءات وندوات وما يسمى بورشات عمل ، وكانت كلها تُجمعُ على أن المؤتمر سوف يصب في مصلحة إسرائيل أولا ثم أمريكا ثانيا على حساب القضية الفلسطينية ، وأن الهدف الرئيس منه سيكون فقط [ تحريك عجلة التطبيع الإسرائيلي مع العرب] وكل ما سيأتي بعد ذلك إن هو إلا ديكورُ لتزيين المؤتمر .
ينسى كثيرون من المحللين والكتاب وقادة الرأي أو يتناسون بعض لقطات من المؤتمرات السابقة التي شارك فيها العربُ [كديكورات] لتزيين قاعات المؤتمرات !
ففي مؤتمر [ فرساي] بعد هزيمة ألمانيا في الحرب الأولى اجتمع المنتصرون وحلفاؤهم ليقتسموا ، وظنّ العرب بأنهم سينالون أخيرا استقلالهم .. وكان ممثل العرب آنذاك الأمير فيصل بن الشريف حسين ، وكان يرافقه (العرَّاب) الأكبر لورنس وظلَّ الأمير فيصل يحلم بإمارة الدولة العربية المستقلة وظلَّ في باريس أكثر من شهر إلى أن التقى الرئيس الأمريكي [ ولسن] وعرض عليه [حلمه] العربي فردَّ عليه ولسن قائلا:
أيهما أفضل لكم أن تنتدبكم دولة واحدة كتركيا المتخلفة ، أم تنتدبكم دول عديدة متحضرة ؟
ويعرف القارئون كيف كافأ البريطانيون الشريف حسين بسجنه وترحيله ونفيه من جزيرة العرب واتهام حتى زوجته بالسرقة !
من البديهي أن المستفيد الرئيس من المؤتمرات واللقاءات والاتفاقات وجولات الحوار دائما هو الطرفُ الأقوى ، وليس الأضعف ، الأقوى عسكريا واقتصاديا وتكنلوجيا وفكريا !
وما أبشعَ أن يعتقد الضعيفُ بأنه قويٌ بدون أن يملك الحد الأدنى من القوة ، ويتمثل الحدُّ الأدنى من القوة في جانبنا في [ الرأي العام] الوطني والعربي ... فما نزال نحن العرب نحاول أن نجد الحد الأدنى من القوة ، الحد الأدنى من الرأي العام ، الحد الأدنى من العلاقات الطبيعية بيننا .
فما يزال الشرخُ الفلسطيني الفلسطيني بمثابة فايروس الإيدز في الرأي العام الفلسطيني ، وما تزال محاولات الفلسطينيين لتأسيس بُنية وفاقية عربية بشأن القضايا الفلسطينية لم تصل بعدُ إلى غايتها ، وما تزال الجهودُ الفلسطينية في الإطار الدولي أقلَّ بكثير من أن تُشكِّل من دول العالم لوبيا للضغط على الطرف الأمريكي والإسرائيلي القوي
هناك فرقٌ كبير بين [ تَفَــهُّــم] العالم لقضيتنا ، أي أنهم (يشعرون) بمآسينا ، و(يحترمون) مشاعرنا ، و(يقدرون) ظروفنا ، وبين أن يتخذوا الإجراءات العملية لنصرتنا !
فقد اعتاد المسؤولون الفلسطينيون والعرب عندما يزورون البلدان العالمية أن يرجعوا وهو مسرورون فرحون بالنتائج التي حققوها من زياراتهم استنادا إلى التعبيرات التي سمعوها من أفواه مسؤولي تلك الدول " نشعرُ بشعوركم – قلوبنا معكم – سنوعز بدعمكم ماليا "
وعندما تُعقدُ الجلسات في الأمم المتحدة يُفاجأُ مسؤولونا بأن تلك الدول إما أنها صوتّتْ إلى جانب إسرائيل ، أو أنها امتنعتْ عن التصويت على مشروع قرار لإدانة الاحتلال !
برعتْ إسرائيل في فنون المفاوضات خلال نصف قرن معنا واستخدمت لهذا الغرض ساحتها الداخلية خير استخدام ، فهي تُعلنُ النفير العام في صفوف أحزابها وتياراتها ، لا للمناكفة والمشاكسة حول حضور المؤتمر أو عدم حضوره كما يحدث في الساحة الفلسطينية ، إذ أن ساحتنا الفلسطينية مشغولة هذه الأيام بهذا الأمر ، أما الساحة الإسرائيلية بأحزابها وتياراتها لا تناقش مسألة حضور المؤتمر أو عدم الحضور، بل إنها تُذِّكرُ قادتها قبل المؤتمرات بالمباديء الرئيسة التي يجب التمسك بها ، وهي : القدس ويهودية الدولة ودولة فلسطينية في الحدود التي قررتها هي بشرط أن تعترف هذه الدولة بإسرائيل .
كما أن الساحة الإسرائيلية بأحزابها وتياراتها تخشى دائما أن يتحول رئيسُ الوفد إلى ديكتاتور ينوب عن إسرائيل في التوقيع على اتفاق لا يُحقِّق لها أهدافها ، لذلك فهي تُذكِّرهُ دائما بأنه مطلوبٌ للعدالة في إسرائيل ، فكل الصحف تهاجم اليوم رئيس الوفد أولمرت وتّذكره بملفه المليء بالفساد والاختلاسات ، وأنه إن شذَّ عن الدرب فمصيره السجن لا محالة !
والغريب أن إعلان المحكمة العليا عن قرارها بتجريم يهود أولمرت أو تبرئته سيكون بالضبط عندما يصل بطائرته إلى مطار واشنطن !!
فأولمرت يصل إلى المؤتمر وفي رقبته ثقلان :
الأول ملفه الجنائي
والثاني سرطان البروستاتا
كما أن بعض قادة الرأي في إسرائيل لم يبخلوا في إسداء النصائح له ولأعضاء وفده ، فالكاتب أمير أورون في صحيفة هارتس يطلب من أولمرت أن يكسب سوريا ويفاوضها ، حتى يكسب دولة يهودية ، وهو يقول لأولمرت : ما جدوى أن تُصوِّب سلاحك نحو يد الشخص الذي يجلس فوق كومة من المتفجرات وهو يحمل في يده قنبلة ؟
فإنك إن أصبت القنبلة فإن حاملها سيقع بقنبلته فوق الكومة ويفجرها كلها وستصلى بنارها (هارتس 20/11/2007م)
وكذلك يقول ناحوم برنياع الكاتب في يدعوت إن روسيا تشارك في جذب سوريا إلى المؤتمر .
إنني لا أطرح إسرائيل كنموذج ولكنني أطرحها لكي نعرف آلية المفاوض الإسرائيلي باعتباره جوهر المشكلة وأساسها ومحركها ، وهذه إحدى أبجديات المفاوضات : أن تعرف نمطية تغكير نظرائك في المؤتمر .
وينبغي ألا ننسى براعة إسرائيل الفريدة في العزف على نغمة (جالياتها) في العالم ، وقد شرعت جالياتها ، وعلى رأسها الإيباك منذ مدة طويلة في تغذية أتباعها بالمعلومات والأساسات اللازمة للتفاوض وكيف يجب أن يكون مؤتمر أنابوليس مؤتمرا لمصلحة إسرائيل، فحركت مجموعات الضغط في الكونجرس لتواصل مسيرتها في خدمة دولة إسرائيل .
ولا أريد أن أقارن حالنا في هذا المجال بحال إسرائيل ، لأن جالياتنا الفلسطينية والعربية نذكرها فقط عندما [ نلومها] على تقصيرها في حق أوطانها بدون أن نقدم لها الحد الأدنى من الدعم المعنوي ، فما أكثر السفراء الذين يعيشون سنوات في بلدان العالم ولا يملكون معلومات عن جالياتهم الموجودة ضمن اختصاصاتهم !
وأخيرا أتساءل :
هل خيار رفض حضور المؤتمر عند الفلسطينين هو الأولى والأجدر من حضوره ؟ وهل رفض الحضور سيصبُّ في رصيد الوطن [ رفضا] آخر جديدا يضاف إلى موسوعة الرفض الفلسطينية المتراكمة منذ قرن ؟ ثم هل يملك الفلسطينيون اليوم وهم على حالهم التي نراها حق رفض حضور المؤتمر؟!!





#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟