نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 05:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الغيرة النابعة من الحقد الكراهية والحسد هي أساس الحروب والمنازعات ,وسيما لو كانت من أجل ميراث أو من أجل المال او من أجل المناصب الدنيوية,أو من أجل الممالك والخلافات والأرض والحكم والدول ,,,أي كل ما هو عالمي دنيوي..
وهناك حقد دفين ينبع من قلوب مفعمة بالكراهية من أجل المستقبل في الحياة الأخرى وهذا الحقد نابع من روح الشر الموجودة في أتباع عدو الخير ,,, لهذا فهو دائم الحرب مع أبناء النور الذين لهم الميراث الأبدي, مستعملا في حربة كل ما يملك من أفراد ومعدات,, شاناً حربا ضروس ضد أبناء النور.
ومن هنا ومن هذا المنطلق تظهر روح جديدة وعداوة جديدة وهي العداوة ضد النجاح ,, ويقول المثل العامي (العين لا تكره إلا الأحسن منها).
في القديم أيام يوسف الصديق نسب النجاح في العلاقة مع الله ومع الناس,, ليوسف الصديق الذي يخاف الله ويخاف أن يصنع الشر في عيني الله(و كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا و كان في بيت سيده المصري (تك 39 : 2),, أي المصالحة مع الله هي سر النجاح,,وضريبتها اضطهاد وضيقة من أعداء النجاح وأعداء الصلاح بل من أعداء الله الذين هم أعوان عدو الله وعدو الخير الذي هو إبليس .
ولنفس السبب كانت العداوة بين يوسف وأخوته حتى احتالوا عليه ليقتلوه ,, ولكن عناية الله جعلتهم يكتفوا ببيعه.
ولنفس السبب أيضا كانت العداوة بين يعقوب وعيسو ,, والعداوة بين ابن داود أبشالوم وأبيه حتى أنه تطاول وشن حربا ضد أبيه .
حتى جاء المسيح ابن الله ليرفع غضب الله عن العالم من جراء الخطية ,, فوضع عدو الخير قلبه عليه,مع أعوانه من اليهود والرومان قائلا في نفسه:
هذا هو الوارث هلموا نقتله ,,,,
حتى فعلوا به ما أرادوا وقتلوه مصلوبا على الصليب وهم لا يدرون أن أجرة الخطية هي الموت الذي جاء المسيح من أجله , منتصرا على الموت ذاته, ليتمم الخلاص لبني البشر الذين قبلوا الإيمان به, دافعا ثمن الخطية بدمه ,, الذين هو بلا خطية دفع ثمن الخطية.
فلم يكتفي عدو الخير بنصب الشراك للمسيح في حياته على الأرض بل استمر يشن الحرب عليه في جسده الذي هو كنيسته.
فأرسل من أرسل على مر التاريخ ليرهب كنيسة المسيح ,, ويقضي عليها وعلى أفرادها بشن حرب ضروس ضدها ,, بالقتل تارة وبالحرق تارة أخرى ,, بالضيقات تارة وبقفل الكنائس ووضع قوانين تعوق بنائها تارة أخرى,, وفي النهاية لو سألت أي من هؤلاء عن سبب هذه الحرب ضد أبناء المسيح فلا يعطي لك ما يستحق أن يقال عنه إجابة.
ففي القديم أعتبر الوثنيون أن المسيح وكنيسته خطر على الآلهة الوثنية ,, وفي النهاية أنتصر المسيح وكنيسته.
و الذين هم بعيدون عن الإيمان بأعمالهم الغير صالحة اعتبروا أن المسيح بتعاليمه يبكتهم على خطاياهم ,, وأن نصيبهم من تجارة الفحشاء في خطر فشنوا حربا ضد المسيح وكنيسته على مبدأ:
هذا هو الوارث هلموا نقتله ,,,,
حتى ظهرت البدع والهرطقات ضد شخص المسيح ولاهوته ,, واعتبروا أن طريقتهم في العبادة هي الأصح لهذا وضعوا في قلوبهم شن حربا على أصحاب العبادة المسيحية صانعين حربا على المسيح وكنيسته في كل مكان وفي كل زمان معتبرين أن من يعبد الله على طريقة المسيحيين هو الكفر بعينه, بل واضعين من القوانين أن جزاء الكفر هو القتل لهذا وضعوا قلوبهم على المسيح وكنيسته قائلين في قلوبهم :
هذا هو الوارث هلموا نقتله
فتمادى هذا المبدأ حتى أصبح عادة بين البشر ,, فالكل يحقد على البعض ليس بسبب يذكر ولكن بسبب النجاح متخذين من الحسد ذريعة كارهين كل ناجح وكل مبدع.
فتجد في حياتك العملية أشياء كثيرة مشابه لهذا المبدأ:
فتجد مدير عمل يضطهد موظف بسبب ذكائه وحسن تقديره لأمور عمله ,, مفكرا في قلبه أن هذا الشخص لو استمر في نجاحاته سوف ينتزع الإدارة أو يكون نصيبه في منصب أعلا ,, فيضع في قلبه هذا المبدأ:
هذا هو الوارث هلموا نقتله ,,,,
وفي حياة الزمالة هناك من يتميز على أقرانه بحسن المعاملة ,, وآداب الحديث ,, والذكاء في العمل والتفوق في إنجازه لعمله ,, فتجده موضع اضطهاد من زملاء له في نفس درجته . يكيلون له الاتهامات مفرقين بينه وبين رؤسائه في العمل ,, ليس لسبب غير الحسد والغيرة على مبدأ:
هذا هو الوارث هلموا نقتله ,,,,
ومن خلال هذا المنطلق تظهر الظواهر الغريبة في المجتمعات ومن أهمها التمييز الديني ,, أي العنصرية الدينية ,, التي من شأنها القضاء على أفضل الطاقات البشرية من الدين الآخر,, تارة في التعليم وتارة في الإجبار على اعتناق مذهبهم, وتارة بحرمانهم من الوظائف أو طردهم من وظائفهم ,, وإجبارهم على ترك ديارهم مهاجرين إلى أرض بعيدة ووطن بعيد,,, ناسين أن الله الذي يعبدونه مالئ السماوات والأرض وهو في كل مكان,, وللرب الأرض وملئها وكل المسكونة.
فتنقسم المجتمعات تبعا للعنصرية الدينية إلى جماعات تكافح وتناضل من أجل توحيد مذهب دولة معينة ,, منافسين حكومتها ,, بل منافسين أي حكومة تقوم فيها,,,بل ومنافسن بعضهم البعض ,, ومكفرين بعضهم البعض ,, طامعين ,, حاقدين,,, حاسدين,,,, ومن يوقف أطماع البشر؟!!!
أو توحيد مذهب دول بعينها ناظرين إلى خلافة توحد راية إيمانهم , متخذين من السيف والمدفع شعارا لهم.محاربين ومناضلين واضعين في قلوبهم هذا المبدأ:
هذا هو الوارث هلموا نقتله ,,,,
فهل سيأتي يوم يقول فيه كل بشر:
التقوى مع القناعة تجارة عظيمة وتجارة رابحة.
تاركين النجاح لمن لهم النجاح وتاركين الفشل لمن لهم الفشل تاركين الحساب للديان العادل الذي يجازي كل واحد حسب أعماله إن كان خيرا أو إن كان شرا.
تاركين المناصب لمن هم كفاءة لها وتاركين الحكم لمن يختاره الشعب بضمير صالح ,, فان اتبعنا هذا فلا داعي لقتل الوارث بل نتركه لميراثه ونترك ميراثه له ,,,
لهذا ارفعوا أيديكم عن أقباط مصر تاركين لهم عباداتهم وتاركين لهم أعمالهم لحساب عادل من رب الحساب.
تاركين لهم كنائسهم ورفع المعاناة عنهم في بناء كنائس لهم فهم أيضا أبناء مصر,,وورثة الملكوت الأبدي مع مسيحهم.
أتركوهم مواطنين تحت حكم وطنهم ليبدعوا ,, ويعملوا ,, فيكونوا مواطنين صالحين
فإن كان رجائهم خدعة سوف ينالون جزائهم في يوم الحساب ,, ولكن إن كان رجائهم صحيح سوف تعاقبون بجريمة قتل الأبرياء ,, وجريمة قتل الوارث ,, لنهب ميراثه .
من يقدر أن يهرب من الحاكم العادل في يوم غضبه.
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟