ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 10:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد ان صار موت الانسان العراقي خبرا مملا .. ولاجل اثارة اكثر لفاعلية الموت وللفت الانظار لخطوة الموت الجريئة في العراق لاجل ان لاتنسى ولا تكون لخطوة اخرى حظوة مثل حظوتها .. هاهم يفجرون ملعب الطير في سوق الغزل ..
ولمن لا يعرف سوق الغزل من غير العراقيين .. ومن العراقيين ضعاف الذاكرة ايضا نقول :
ان سوق الغزل في قلب بغداد وقرب شورجتها العتيدة هو سوق الطيور والطيوريين وكل هواة الحيوانات .. لاتجد فيه اي سياسي مهتم بشؤون الانسان وطرق (استثمار ) الانسان .. هو سوق للحرية الحقيقية الوحيدة في العراق ..
والسوق يعقد لمحبي الطير ببيعا وشراءا وفرجة صبيحة كل جمعة من جمع بغداد وبالقرب من جامع الخلفاء العتيد وشورجة بغداد الخالدة
ياتي محبو الطير ومربيه من كل اوصال العراق وكل بطيور منطقته وقريته وقصبته بائعا شاريا متفرجا في ان ..
فوحدة طيور العراق شماليها وجنوبيها , جبليها وصحراويها واهواريها تكتمل في هذه البقعة الصغيرة من شارع الجمهورية العريق .
اليوم , الجمعة حيث ينعقد هذا السوق الوحيد الذي ظل بعيدا عن الزيف والرشى والمساومة في كل العراق , هذا اليوم صباحا , تم وضع قنبلتين بقفص للطيور لتنفجرا صباح الطيور وتقتلا من البشر ستا وعشرين ومن الطير الصامت الصابر ما لا يعرف له عددا ,,
قتل الطيور جريمة مستحدثة في عراق العجائب الجديد , فالمعهود ان البشر في هذا العراق هم غاية القتل ولا عجب من ان يقتل الكائن البشري بل العجب ان يتساءل المتساءلون عن سبب القتل ..
لقد ابتدات عملية اغتيال الطير قاطبة في العراق ..فلم يعد دم الانسان يشفي غلة القتلة الصادية
ربما تقتل الطيور الان لاته موسم الهجرة الخريفي .. وربما كان تبرير مفخخي اقفاص الطير بان هذه الطيور الغريبة (محتلة ) تجب مقاومتها ..
ولكن الاحتلال على الارض .. يمشي مرحا .. فلم نقاتل الهابطين برقة من اعالي السماء ؟
26 بائع ومرب للطيور طيرتهم القنابل في ساحة الطير ببغداد .. ايذانا بالحرب على كل كائن حي يتنفس في هذا العراق .. دابة .. او انسا .. او طائرا ... وربما حتى الجن الذي من المؤكد انه سيخوض حروبه القادمة على ارض السحر العراقي الاسود ..
ويا انسان العراق الحائر هذا انذار لك ..فحتى لو فكرت ان تصبح طائرا لا تعني لك الارض اكثر من مرحاض للذروق ... فثمة القتلة ينتظرونك بقنابلهم ساعة تستريح في سوق الغزل
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟