أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس النوري - المكان ليس كالإنسان…يمكنك أن تعشقه ولكن من غير الممكن أن تصادقه!!















المزيد.....


المكان ليس كالإنسان…يمكنك أن تعشقه ولكن من غير الممكن أن تصادقه!!


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 08:17
المحور: الادب والفن
    



هذا العنوان إن كان يخالف عنوان خاطرتك الجميلة، وسفراتك المتنوعة. ففحوى الخاطرة دلتني على هذا العنوان…وليس من أجل أن أُخلافك الرأي. والدليل كتبته حين سفرك لمدينة للمرة الثانية لا تريد المكوث فيها لولا الصحبة، حاولت وبهدوء المتتبع للعديد من أساتذتي الكتاب المرموقين لأستلهم فن الكتابة وأزيد من معلوماتي … مثال التلميذ المواظب والمتابع. فأحياناً أجد كلمات تؤنث، وأخرى تأخذ طابع المذكر وإن كانت مؤنثة. أفرح لاكتشافي، وأقول لنفسي. إن كان أستاذي يسهو، فكيف بي. فأكون أشد حرصاً في اختياري للكلمات، والتلاعب بالألفاظ. وكما أن للشاعر حق في تجميل بعض الكلمات وإن لم يكن مألوفاً، فيعشق أن يجدد، أو يستحدث، أن الوزن والقافية تجبره على ذلك. لكنني لا أعرف مدى حرية الكاتب في هذا المجال. لا أعرف حجم المساحة، ولا أعرف أي الأدوات يحق له استخدامها. وأحياناً ابعد ضني بأن أمثال د. سيَار الجميل من المستحيل أن يغير الذكر لأنثى أو العكس…فأراجع كثيراً وأنا غير مطمئن بأنني اكتشفت خطئاً إملائياً أو خلاف القواعد العربية…ولعله خطأ مطبعي…أو كما هو حالي العجالة في النتاج دون المراجعة والتدقيق.

المكان والإنسان، بدايةً أيهما المتقدم على الآخر في التواجد والظهور والحضور والمعنى والقيمة.
لا أريد أستاذي العزيز أن أبدي ملاحظات تخالف رأيك فقط من أجل(خالف تعرف)، ولكن قد حركت في داخلي شعور التفكير لكي أرتقي لمستوى كتابي أفضل. وهي بمثابة استراحة عن المقالة السياسية، وهل هو كذلك…إن أردت أن تفيدني( فمن علمني حرفاً ملكني عبداً) وقول الشاعر: قم للمعلم وفه التجبيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا… وأتمنى أن أكون عند حسن الضن…لأنني أحاول أن أرتقي لمستوى تطبيق المقولة ( إن أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمردا). وأنت كريم في مقالاتك بحبك للإنسان والإنسانية.

لأي مكان أوصاف تختلف عن باقيها، والوصف يتلون بما يطبع في داخل الناقل الوافد لذلك المكان. قد يكون زيارة شخصين لذات المكان يختلفان في الوصف. أحدهما يبالغ في الوصف، والثاني يعبر عن واقع يراه دون زيادة. وقد يعجب الأول وليس الثاني. وقد يرغب أحدهما بإعادة الكرة، ويرفض الثاني تكرار الزيارة. إذن الخيار للإنسان. قد أتفق معك في الجمع بين المكان والإنسان على أساس أنهما يتغيران مع الزمن، لكن هذا التغير ليس بالضرورة أن يكون سلبي كما هو مشار إليه في خاطرتك بخصوص المكان أو أنك أردت القول بأن الإنسان غير إنسان أيام زمان. لكن الواقع أن الإنسان يغير في المكان وليس المكان يغير بل يؤثر في الإنسان إلا بقدر. والأهم أن الإنسان هو الذي يخلق المكان، وليس العكس. إلا إذا أردنا البحث الجدلي على غرار (مَنْ مِن مَنْ …الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة). وأتصور بأن البيضة من الدجاجة لكن الدجاجة من البيضة والديك. وإذا أردنا الحديث عن القيمة المعنوية والمادية فأيهما نضعه في المقدمة، المكان أم الإنسان؟ فمن المحال رفع المكان على الإنسان، ولا حتى في القيمة المادية. ولو كانت طوكيو أو نيويورك، موسكو، باريس ولا حتى القاهرة فضلاً أن نقارن بغداد أو غيرها. نعم في قيمة المكان المعنوي ومستوى التضحية، فلا يمكنني أن أفضل على بغداد أي مكان. والقيمة الجمالية تختلف بين شخص وآخر…بين فنان وروائي، بين كاتب سياسي وشاعر رومانسي. الشاعر قد يعطي لمكان ولادته قيمة لا يمكن لأحد أن يصور ذلك المكان بالأوصاف التي تطرق لها ذلك الشاعر…وكم تغني بدر شاكر السياب بموطنه (قرية جيكور). وهذه صورة للمكان والعشق للشاعر الكبير بدر شاكر السياب مع أنني لا أعرف عن أي قرية يتحدث: بعنوان القرية الظلماء
الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
و الجدول الهدار يسبره الظلام
إلا وميضاً لا يزال
يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
ألقى به النجم البعيد
يا قلب ما لك لست تهدأ ساعة؟ ماذا تريد؟
النجم غاب و سوف يشرق من جديد بعد حين
و الجدول الهدار هينم ثم نام
أما الغرام دع التشوق يا فؤادي و الحنين!
**
-2-
أأظل أذكرها و تنساني ؟
وأبيت في شبه احتضار و هي تنعم بالرقاد ؟
في ناظريها المسبلين على الرؤى أما فؤادي
فيظل يهمس في ضلوعي
باسم التي خانت هواي يظل يهمس في خشوع
أني سأغفو بعد حين سوف أحلم في البحار:
هاتيك أضواء المرافيء و هي تلمع من بعيد
تلك المرافيء في انتظار
تتحرق الأضواء فيها مثل أصداء تبيد
**
-3-
القرية الظلماء خاوية المعابرة و الدروب
تتجاوب الأصداء فيها مثل أيام الخريف
جوفاء في بطء تذوب
واستيقظ الموتى هناك على التلال على التلال
الريح تعول في الحقول و ينصتون إلى الحفيف
يتطلعون إلى الهلال
في آخر الليل الثقيل و يرجعون إلى القبور
يتساءلون متى النشور!!
و الآن تقرع في المدينة ساعة البرج الوحيد
لكني في القرية الظلماء في الغاب البعيد
**
دعها تحب سواي تقضي في ذراعيه النهار
و تراه في الأحلام يعبس أو يحدث عن هواه
فغداً سيهوى ساعداه
مثل الجليد على خطوط باهتات في إطار
و على الرفوف الشاحبات رسائل
عادت تلف على نسيج العنكبوت بها الوعود
و الريح تهمس لن يعود
ويلون المرآة ظل من سراج ذابل
و حياله امرأة تحدق في كتاب
بال و تبسم في اكتئاب
**
-5-
الكوكب الوسنان يطفيء ناره خلف التلال
و الجدول الهدار يسبره الظلام
إلا وميضاً لا يزال
يطفو و يرسب مثل عين لا تنام
ألقى به النجم البعيد
يا قلب مالك فب إكتئاب لست تعرف ما تريد؟!
**
وأخيراً وليس آخراً:- الصداقة و العشق …باختصار لا يمكن أن يكون إلا للإنسان، ولكن للمكان يكون حبٌ وهوس ورغبة وحنين وعودة ولو كان عشقاً كما تفضلت لما تغيرت الصورة لبعض الأماكن التي زرتها في المرة الثانية ووجدتها على غير حالها الأول… أما إذا كان الحديث عن نوع خاص من العشق غير المتعارف عليه. والجميل يبقى جميلاً في نظر من يراه جميل وإن كان للسنين والأيام أثر.وللعشق والصداقة محلٌ خاص لا يسع المجال للخوض في غمارهما. تقبل حبي وتقديري واحترامي لشخصك، فتعرفت عليك من خلال كتابات الجميلة، وأنت الجميل.

المخلص
عباس النوري
‏20‏/‏11‏/‏07
[email protected]



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف المثقف الفصل الثاني
- تعريف المثقف والثقافة
- العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!
- الحكومة نجحت في الخطة الأمنية!
- مثلث برمودا والحقوق الضائعة!
- النفط ينتهي بعد عشرين عاماً!
- الأخلاق والسياسة لا يلتقيان
- جمهوريات كردستان الاتحادية على الأبواب
- الفوضى الخلاقة!
- الاستئثار بالسلطة!
- حركات تحرر أم منظمات إرهابية!
- كفى..كفى...مسؤولية المؤسسات المدنية
- العدوان التركي …التصدي له واجب كل العراقيين!
- ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي
- تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان
- ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
- المالكي والوزراء الجدد
- لمن الحكم؟
- هل الوضع المتردي في العراق له حلا واح أم عدة حلول؟
- هل للحكومة الحالية بديل؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس النوري - المكان ليس كالإنسان…يمكنك أن تعشقه ولكن من غير الممكن أن تصادقه!!