جمال هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصدر السينمائيون المغاربة الأعضاء في الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام بيانا موجها للرأي العام ، للرد على الهجوم > للمخرج محمد عسلي على زملائه في المهنة ، لا لسبب إلا لكونه غير راض عن قرارات المركز السينمائي المغربي في مجال دعم السينما الوطنية . وبما أن عسلي أحد ممولي جريدة > فإنه يوعز لـ<<نجمها>> العدمي بكتابة مقالات تقطر حقدا على السينما ، وتستعير لغة ملتحية ، لمهاجمة كل ما يوحي بالعلاقات الجنسية في أفلامنا الوطنية . ولعل الجميع يتذكر الموقف المتطرف للعسلي ولجريدته من فيلم <<ماروك>> الذي حطم كل الأرقام القياسية في التوزيع ومن مخرجته (ليلى مراكشي) . وفقيه السينما المغربية ، محمد عسلي ، يعاني من تضخم الأنا ومن الأبوية التي لا تدرك طبيعة الفن المنفلت من أية وصاية ، وطبيعة الإختلاف في مستويات التعبير وفي التمكن من اللغة السينمائية .
لقد أدان السينمائيون المغاربة المستوى المنحط للهجوم <<المسائي>> على المخرجين المغاربة ، كما رفضوا الوصاية ومحاكمة الرأي ، والأحكام العدمية التي اشتهر بها كاتب مقالات <<المساء>> خاصة وأن الهجوم على السينما كان مطلقا ولم يميز بين الغث والسمين ، كما أنه لم ينطلق من موقف نقدي مسؤول ، لأنه لا يمتلك أدواته ، وكل ما يتقنه هو الحقد والكراهية ومحاولة تحطيم السينما والسينمائيين . إن كتابات الوعظ والإرشاد ، والتهجم على المركز السينمائي المغربي يتجاهل الدور الذي لعبه مديره المتميز ، السيد نور الدين الصايل في تطوير السينما الوطنية منذ أكثر من ثلاثة عقود ، انطلاقا من ا لجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي كان أبرز آبائها الروحيين ، مرورا من المسؤوليات الإعلامية داخل المغرب وخارجه (ولعل إدارته للقناة الثانية ودعمه للإنتاج الدرامي الوطني سيبقى علامة تميز مسار هذا الرجل) هذا التراكم هو الذي أهل الصايل ليحظى بالثقة الملكية ، ويتسلم إدارة المركز السينمائي ، ليعيد هيكلته ، ويحوله إلى قاطرة للنهوض بالسينما الوطنية ، سواء عبر تطوير أساليب الدعم،التي تتكلف بها لجان مستقلة ، أوعبر تنشيط المهرجانات السينمائية ، أو عبرمختلف المساعدات التقنية . إن الذين نصبوا أنفسهم كحماة لـ<<الأخلاق>> بسبب بعض اللقطات الموحية بالممارسة الجنسية ، يتناسون أن الشباب الحالي على دراية تامة بكل القنوات والمواقع الإلكترونية الإباحية التي تقدم له الجنس عاريا إذا رغب في ذلك ، وهو ليس في حاجة إلى مشاهدة قبلة ، أو مشهد امرأة ورجل فوق سرير كي <<تفسد أخلاقه>> وليعلم الحاقدون أن إصلاح شبابنا لا يكون على أنقاض سينمانا الوطنية ، إن كانت الرغبة الحقيقية هي الإصلاح لا الحقد الأعمى .
#جمال_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟